أعلنت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في مصر غلق باب الترشيح للانتخابات، ليقتصر التنافس في السباق الرئاسي على مرشحين هما المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق الذي استقال من منصبه الشهر الماضي، وحمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي ذي الميول الناصرية. وكان باب التقدم بطلبات الترشح لسباق الانتخابات الرئاسية فتح في 31 مارس الماضي. وقال المستشار عبد العزيز سلمان الأمين العام للجنة العليا للانتخابات ومتحدثها الرسمي أن مرشحين فقط هما من تقدما بطلب لخوض انتخابات الرئاسة المقررة يومي 26 و27 مايو أيار المقبل والتي انتهت مهلة التقدم لخوضها ظهر الأحد ، كاشفا أن اللجنة رفضت طلبا لتمديد فترة تلقي أوراق الترشح. وأوضح سلمان في مؤتمر صحفي أن اللجنة قررت زيادة الرموز الانتخابية بعد تلقيها طلبا من حملة صباحي الذي طالب بإدراج رمز النسر للقائمة وهو الرمز الذي خاض به السباق الانتخابي في 2012. وأضاف الأمين العام للجنة أنها قررت منح تراخيص متابعة الانتخابات لست منظمات دولية للإشراف على العملية، موضحا أن اللجنة تلقت طلبات من 12 منظمة محلية ولا تزال تنظر في هذه الطلبات. من جهة اخرى بدأت حملة انتخابية مبكرة، بين المتنافسيين لرئاسة مصر، وذلك بعد ان دشن كلاهما نشاطه السياسي لحشد تأييد المصوتين، من خلال زيارة الكنيسة الارثوذوكسية المصرية لتهنئة أقباط مصر بمناسبة عيد القيامة المجيد أمس الاول . حيث حضر مرشح التيار الشعبي حمدين صباحي، القداس الرسمي للمسيحين بالكنيسة القبطية، بينما سبقه السيسي بزيارة تهنئة للمقر البابوي والتقى بابا الأقباط تو ضروس . وسط حفاوة بالغة من شعب الكنيسة، حيث رفعوا صوره في وسط القداس في حين اكتفى صباحي بابتسامة . وتبدو أصوات الأقباط في هذه الانتخابات مهمة للطرفين حيث يحوي الوعاء الانتخابي المتأثر بموقف الكنيسة الارثوذوكسية ما يقارب 3 ملايين صوت -حسب تقديرات غير رسمية، وهي نسبة مؤثرة سبق وان أوصلت احمد شفيق الى مشارف الفوز بآخر انتخابات رئاسية نافس فيها مرشح الاخوان الرئيس المعزول محمد مرسي . من جهته توقع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، الدكتور عمرو الشوبكي، أن يحسم المشير السيسي الانتخابات الرئاسية بما يوازي 60 الى 70 % من أصوات المقترعين، وقال الشوبكي "للجزائر نيوز" أن دوره فى الهيئة الاستشارية لحملة المرشح السيسي قد انتهى، بمجرد صياغة البرنامج الانتخابي للمرشح الاكثر حظاً، مضيفا :قدمت مقترحات تتعلق بالبرنامج الانتخابى ورؤيتي السياسية، وانتهت المهمة بنهاية كتابة البرنامج». وحول اقتصار التنافس على مرشحين اثنين أكد الشوبكي : أن الأمر طبيعي ومفهوم خاصة بعد تجريف نظام مبارك للحياة السياسية من شخصيات مؤثرة، وانسحاب جماعة الاخوان من المشهد السياسي المصري اثر احداث الثلاثين من يونيو/جوان . مستبعدا الحديث الرائج حول امكانية حدوث مفاجآت في هذا الاستحقاق، وذلك بعد تردد توقعات عن امكانية دعم التيار الديني لصباحي . وقال الشوبكي " التيار الديني غير موحد وأغلبيته يدعم السيسي، اما امكانية دعم جماعة الاخوان لصباحي فهي إن حدثت نكاية في السيسي فلن تكون بالتنسيق مع المرشح ولن تؤثر في نتيجة الانتخابات، سيما ان القطرة التنظيمية للجماعة قد اصبحت محدودة جداً " حسب رأيه-. وفي إجابته للتحديات التي تواجه السيسي في حال فوزه بمقعد الرئاسة، يحصر الشوبكي اهم تلك التحديات في احتواء الشباب، وتقديم ملامح المشروع السياسي،وإعادة صياغة العلاقة مع العالم الخارجي، التي تضررت منذ حركة الثالثة من جويلية، بالاضافة الى أزمات آنية وعاجلة تتمثل في : الأزمة الاقتصادية، الامن والتعليم و الطاقة" وهي أزمات بحاجة الى حلول عاجلة حسب رأيه - . ويقر عضو اللجنة السياسية لحملة السيسي بوجود انتهاكات للحقوق وتجاوزات أمنية، من قبل الاعتقالات العشوائية، تحت ذريعة مواجهة الإرهاب، مؤكدا رغم المخاطر التي تطرحها العمليات الارهابية التي حصدت حتى الان حوالي 500 ضحية اغلبهم من رجال الشرطة والجيش، فان ذلك لا يبرر القيام بحملات عشوائية دون تكليف من النيابة العامة .