انتقدت بريطانيا إثنين من كبار القضاة لديها، يوم الإثنين، لطلبهما الكشف عن مواد استخباراتية أمريكية تتصل بمزاعم تعذيب في قضية لها صلة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ''سي آي أي''· واتهم محامون عن وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند إثنين من قضاة المحكمة العليا في بريطانيا ب ''الخوض في مجال يتسم بالحساسية الدبلوماسية'' في قضية بنيام محمد المعتقل السابق في سجن غوانتانامو· وكانت المحكمة العليا قد أصدرت حكما في أكتوبر بأنه توجد ''مصلحة عامة غالبة'' في الكشف عن أدلة على تعذيبه بنيام أثناء وجوده في السجن الأمريكي· وقال جوناثان سومبتيون محامي وزير الخارجية، وهو يقدم دعواه للطعن في ذلك الحكم، إن موقف القاضيين ''كان في جوانب كثيرة لا داعي له ويضر بشدة مصالح هذا البلد''· وقال لمحكمة الاستئناف ''إني أذهب إلى حد القول بأن وجهات نظرهما كانت غير حصيفة''· وكان بنيام (31 عاما) وهو مواطن بريطاني إثيوبي المولد، اعتقل في باكستان في أفريل 2002 واتهم بتلقي تدريب من تنظيم القاعدة· واحتجز بنيام أربعة أشهر قال إنه تعرض خلالها للتعذيب والإساءة في حضور ضباط من المخابرات البريطانية· وفي جويلية 2002، نقل -على حد قوله- إلى المغرب على متن طائرة ل ''سي آي أي''، وتعرض مرة ثانية للتعذيب على مدى 18 شهرا· وقد نُقل بعدها إلى أفغانستان وأخيرا إلى معسكر خليج غوانتانامو بكوبا، ولم تُوجّه إليه السلطات الأمريكية قط أي اتهام، وأعيد إلى بريطانيا في فيفري الماضي· وقضت المحكمة العليا في لندن في أوت 2008 بأنه يجب على الحكومة البريطانية، أن تكشف عن كل الأدلة التي تدين بنيام، لكنها استثنت سبع فقرات حساسة قدمتها أجهزة المخابرات الأمريكية·