أكد عبد الرحمان عرعار رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل في حديثه ل "الجزائر نيوز" أن الاعتداءات الجنسية على الأطفال في تزايد ، واعتبر اليوم العالمي للطفولة، فرصة للدفاع عن حقوق الطفل، للتركيز على النقائص التي يعيشها الطفل، والوضعيات الصعبة التي يتخبط فيها، إذ تحوي الجزائر 13 مليون طفل أقل من 18 سنة أي ربع المجتمع الجزائري . يعتبر هذا اليوم فرصة للمرافعة عن حقوق الأطفال خاصة الفئات المهمشة التي تعاني الظلم، كالأطفال الذين يستغلون في التسول والعمالة والغير متمدرسين والذين ينتهكون جنسيا ويساء إليهم، فالأطفال يستغلّون في التسوّل والأعمال، ورقعة هذه الفئات في ارتفاع مستمر، وأهم تحدي يواجه الطفولة هو سوء المعاملة والتعنيف، والاعتداءات الجنسية التي هي في تزايد خاصة في الوسط العائلي والأقارب ، سجلنا خلال السداسي الأول 913 اعتداء جنسيا، وهو خطر يهدد بالنسيج الاجتماعي للأسرة ومكانة الطفل داخل العائلة. أسباب هذه المشاكل والواقع المعاش متعددة، نذكر منها التحولات الاجتماعية التي طرأت على الأسرة الجزائرية بسبب ما عاشته من أعمال عنف في العشرية السوداء، والانفتاح التكنولوجي، مما جعل الأولياء لا يستطيعون التحكم في أبنائهم، بالإضافة إلى هشاشة المبادئ والقيم، حيث أصبحت المرجعية هي مرجعية مادية بالنسبة للأطفال والمراهقين، والنزاعات الموجودة في الوسط العائلي يعالج غالبيتها بالعنف وهذا يؤثر على الطفل مباشرة، وهناك أسباب أخرى كتدهور شروط الحياة داخل الأحياء، ونقص الخدمات في المدارس والصحة، وضعف آليات مرافقتهم والرعاية النفسية، وهناك أطفال مرضى يعانون في صمت ولا يجدون من يتكفّل بهم، لا يوجد في بلادنا مستشفى متخصّص في طب الأطفال، فمن المفروض أن يجد الطفل عند دخوله للمستشفى كلّ التخصصات على غرار الدول المتقدمة، فماذا ينقصنا حتى لا يكون لدينا مستشفى للأطفال؟ تلقينا ما بين جوان 2013 وجوان 2014، عبر الخط الهاتفي الأخضر 30 33 حوالي 16115 مكالمة هاتفية تطلب المرافقة والمساعدة، من أطفال يتعرّضون لشتى أنواع الاعتداءات، الأمر الذي يوضح بشكل جلي حجم المشاكل التي يواجهها الطفل الجزائري، منهم 4787 حالة سوء معاملة والاستغلال الاقتصادي للأطفال (العمالة)، و 2465 حالة تعيش النزاعات العائلية جراء الطلاق، حق الزيارة والكفالة، و913 حالة اعتداءات جنسية بما فيها زنى المحارم، الاغتصاب والفعل المخل بالحياء . نسعى لتكوين مجتمع مدني محترف فعال، له شراكة استراتيجية مع الهيئات الرسمية في قضايا الطفولة، كقطاع العدالة الذي هو في حاجة لشركاء من المجتمع المدني لمرافقة الكم الهائل من الأطفال المتهمين أو الضحايا، لكن دور المجتمع المدني في الجزائر لا زال بعيدا عن طموحات الطفل مقارنة بالدول المتقدمة، لذا يجب إعادة النظر في مهمة ووظيفة المجتمع المدني . سطرنا برنامجا مكثفا حول اليوم العالمي للطفولة وهذا على مستوى مناطق عديدة من الوطن، وسيكون لنا يوم 07 جوان لقاء في ملعب بن عكنون مع 800 طفل لتحسيسهم حول آليات الحماية الذاتية من سوء المعاملة والاعتداءات الجنسية، لأن الأطفال يفتقدون للمعلومات في هذا المجال، كما نحاول استغلال هذه المناسبة للمرافعات الاجتماعية والسياسية، وتكلمنا عن أهم النقائص في التشريع الجزائري، وقانون حماية الطفل، ونظام التبليغ عن اختطاف الأطفال . حقوق الطفل في الجزائر بالنسبة للدول الإفريقية حسنة، لكن بالنسبة للدول المتقدمة نحن متخلفون جدا خاصة في موضوع الحماية، كلمة الطفل في المحاكم غير مسموعة ولا تؤخذ بها إذا سمعت، التقارير النفسية والطبية لا يؤخذ بها في القانون القضائي، وهذا خلل كبير، المؤسسات التي تستقبل الأطفال لا تتوفر على خدمات ملائمة وغير مؤطرة وهذا لا يخدم مصلحة الطفل، لذا يجب إعادة النظر، لماذا لا تكون لنا محاكم متخصصة في قضايا الطفولة، ووكيل جمهورية، وقاضي التحقيق، ومحامي، ومحضر قضائي متخصصين في قضايا الطفولة ؟ حاوره: فريد بلوناس كشف وزير الشباب عبد القادر خمري خلال إشرافه على الافتتاح الرسمي لليوم العالمي للطفولة الذي يصادف الفاتح من جوان من كل سنة، أن وزارة الشباب تعمل على وضع استراتيجية وطنية للطفل ترتكز على مبادئ الدستور وعلى الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل. أوضح خمري في كلمة له هذا السبت أن وزارة الشباب سطرت ضمن برنامجها وضع استراتيجية وطنية للطفل تستجيب للمرحلة الراهنة وترتكز على مبادئ الدستور والاتفاقية العالمية لحقوق الطفل. وأضاف أن هذه الاستراتيجية ستكون "شاملة ومتكاملة" تهدف إلى جعل الطفل ينمو ضمن مجموعة من القيم والمبادئ التوجيهية وتمثل "إعلانا والتزاما وطنيين" ليتمكن الأطفال من الحصول على كافة حقوقهم وبالتالي يصبح كل منهم مستقبلا "عضوا فعالا في المجتمع لديه روح المسؤولية والمواطنة الصالحة". وأكد الوزير أن الجزائر حرصت على الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية لحماية وصون حقوق الطفل وعلى رأسها اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الطفل وإبرام اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم مع المنظمات الدولية واللجان التابعة لها المعنية بالطفل على رأسها منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف". ق.و يعكس بيان الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل "ندى" لسنة 2014 صورة سوداوية عن واقع الطفل بالجزائر، لاسيما أن هناك أمورا خطيرة ظهرت مؤخرا باتت تهدّد الطفولة، كالتي تعلقت بالاختطاف والانتحار والانتهاكات الجنسية التي مست هاته الشريحة الحساسة من المجتمع، حيث أحصت: ^ 1193 ضحية عنف مدرسي. ^ 913 طفل تعرض لعنف واعتداء جنسي. ^ 183 طفل يتعرض للضغط النفسي ^ 645 متورطين في ممارسة الدعارة ^ ما بين 10.000 و11.000 طفل يقدم للعدالة سنويا ^ 16115 مكالمة هاتفية ما بين جوان 2013 وجوان 2014 تطلب المرافقة والمساعدة ^ 4787 حالة سوء معاملة واستغلال اقتصادي (عمالة) ^ 2465 يعيشون في نزاعات عائلية جراء الطلاق، الحضانة، حق الزيارة والكفالة.