أكدت العديد من المصادر التي اتصلت بها "الجزائر نيوز" لرصد الحركة في مختلف المستشفيات عبر الوطن، عشية إعلان وزارة الصحة عن تسجيل حالتي إصابة بفيروس كورونا، أن الأجواء عادية وأنها لم تتلق أية تعليمات بخصوص رفع درجة الحذر أو اللجوء إلى إجراءات خاصة، فيما دعا رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إلياس مرابط، إلى ضرورة تفعيل دور خلايا المراقبة والمتابعة التي اعتمدت بالمستشفيات للتحكم في وبائي أنفلونزا "الخنازير" وقبلها انفلونزا "الطيور". أكد أحد الأطباء المناوبين بالمستشفى الجامعي "مصطفى باشا"، بالعاصمة، أمس، أن الوضع عادي جدا، بل تفاجأ عندما سألناه بخصوص إعلان وزارة الصحة عن وجود حالتي "كورونا"، مضيفا أنه متواجد بالمستشفى منذ الصباح ولم تصله أية تعليمات خاصة، مرجحا أن تكون "الوزارة لا تريد تهويل الأمر لعدم نشر الهلع بين المواطنين"، لكنه شدد على تقصير الجهات الرسمية -حسبه- بخصوص عدم رفع درجة الحيطة والتحسيس وكذا تحذيرالمواطنين داخل البلاد بأعراض وطريقة الوقاية والاقتصار فقط على الأشخاص المتجهين نحو البقاع المقدسة، وهو ما ذهب إليه أيضا رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إلياس مرابط، الذي قال في تصريح ل "الجزائر نيوز" إنه "لا يجب التعامل مع هذا الفيروس وكأننا بمنأى عن إصابته، خصوصا في غياب لقاحات لمحاربته"، مؤكدا على عدم التهويل لأن وجود حالتين لا يعني إعلان حالة الطوارئ، ولكن - حسبه - لابد من رفع أقصى درجة الحيطة والحذر عن طريق التحسيس والتوعية بهذا المرض، خاصة وأن أعراضه تقريبا مطابقة لأعراض الانفلونزا الموسمية، داعيا إلى ضرورة تفعيل دور خلايا المراقبة والمتابعة للسيطرة على الوضع . وبخصوص الحالتين اللتين تم الكشف عن إصابتهما من قبل وزارة الصحة، قال مرابط، "لا يجب توقع الأسوء" متمنيا "أن لا تتعقد حالتهما الصحية ويتمكنا من مقاومة الفيروس في ظل رعاية صحية جيدة ومشددة"، لافتا إلى ضرورة إخضاع محيطهما والأشخاص الذين تعاملوا معهم منذ عودتهما من المملكة العربية السعودية التي تشهد تزايدا في عدد الإصابات بهذا المرض بين الأشخاص، وذلك - حسب المتحدث - للسيطرة على المرض واجتناب انتقاله بين الأشخاص بشكل كبير وسريع . هذا وشدد جميع الأطباء الذين اتصلت بهم "الجزائر نيوز"، على أن الوضع إلى حد الساعة لا يستدعي الخوف ولكن من الضروري توعية المواطنين والتأكيد على زيارة الطبيب في حالة الإصابة بالانفلونزا حتى وإن كانت تبدو موسمية، لأن هذا المشكل الوبائي والصحي - كورونا - يقتضي اتخاذ إجراءات وقائية دقيقة، خصوصا - كما قال الدكتور مرابط - في ظل وجود حركة تنقل دائمة للأشخاص لا تقتصر فقط على الحجاج والمعتمرين، مضيفا أنه لابد من التأكيد على الفئة الأخيرة لاجتناب التجمعات والاحتكاك الجسدي قدر المستطاع، وفرض ارتداء الكمامات الواقية وتغييرها يوميا (من 8 إلى 12 ساعة تقريبا) وذلك للحماية من كل أمراض الجهاز التنفسي . في السياق ذاته، ذكر رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، بوجود خلايا للمراقبة والمتابعة، تم استحداثها تزامنا مع ظهور فيروس انفلونزا الطيور واستمر عملها بعد ظهور انفلونزا الخنازير، ومن شأن تفعيلها حسبه أن يحدد خريطة صحية وبائية والإخطار في حال ارتفاع عدد الإصابات بالانفلونزا الموسمية بشكل غير اعتيادي عن مستواه المعهود، وهو الإجراء المعمول به في كل الدول والذي يسهل عملية السيطرة على المرض في حال ظهوره .