كشف وزير الصحة والسكان سعيد بركات أنّ تكاليف استيراد لقاح أنفلونزا الخنازير من مخبر ''جي·أس·كا'' كلف أكثر من 56 مليون أورو، وأكد الوزير أن المخبر الصيدلاني المتعدد الجنسيات اقترح على الجزائر تزويدها عبر فرعه بكندا لقاء 6.75 أورو للجرعة الواحدة، وهو اقتراح رفضته الجزائر وهدّدت إدارة المخبر المذكور بمقاطعة جميع منتجاته، ما أرغم هذا المخبر على الرضوخ وتخفيض قيمة الجرعة إلى 3.25 أورو، مع وضعه شرط تزويد الجزائر بالكمية المذكورة على مراحل· وأكد وزير الصحة في عرضه أمام لجنة الصحة بالبرلمان يوم الخميس الماضي أن حصول الجزائر على اللقاح لم يكن سهلا البتة، مسجّلا أنّ منظمة الصحة العالمية أوصت في وقت أول بتلقيح 60 بالمائة من المواطنين مرتين، وهو ما كان يعني حتمية توفير 65 مليون جرعة. وسعت الجزائر من أجل جلب الكمية المطلوبة واتصلت لهذا الغرض بأربعة مخابر عالمية، لكنّ هذه الأخيرة ظلت تتهرّب وتتنصل من مسؤولياتها رغم التزامها في بادئ الأمر· وأفاد بركات في جلسة استماع مع لجنة الصحة على مستوى المجلس الشعبي الوطني أنّ السلطات الجزائرية استلمت، مساء الأربعاء الماضي، 631 ألف جرعة إضافية من المضاد لفيروس (أش 1 أن 1) بما يرفع الكمية التي وصلت الجزائر إلى أزيد من مليون جرعة· وأوضح بركات أنّ الكميات الأولى من اللقاح لا تزال تخضع للتحليل من طرف معهد باستور- الجزائر الذي جرى تدعيمه بثلاثة مخابر أخرى ، وردا على انتقادات حول تأخر ظهور نتائج التحاليل، شدّد بركات على أنّ العملية تسير على قدم وساق· وقال بركات:''إنّ تحليلا دقيقا كهذا يشمل 14 ألف جرعة كأقصى حد كل يوم، ما يعني أنّه يمكن استكمال تحليل الكمية المذكورة خلال أسبوعين''· تأخير الشروع في التلقيح له دواع احترازية وبشأن الجدل المُثار حول مدى سلامة اللقاح المستورد، لاحظ الوزير أنّ منظمة الصحة العالمية أكّدت أنّ اللقاح الموجود بالجزائر هو الأفضل، لكن ولدواع احترازية - يضيف بركات - من الأنسب انتظار تزكية خبراء معهد باستور·