يؤكد الكاتب الصحفي، سعد بوعقبة، ل''الجزائر نيوز'' أن الدولة المصرية فشلت في تحقيق الأمن القومي العربي وبالمقابل تحول هاجسه إلى حماية الأمن القومي الإسرائيلي، وأن انهيار المشروع المصري بدأ عندما خسرت حروبها جميعا ضد إسرائيل·· هل كنت تتوقع سقوط المنظومة الإعلامية الرسمية المصرية بهذه السرعة، عندما انخرطت في حملة عنصرية ضد الشعب الجزائري؟ كنت أتوقع ذلك، لسبب بسيط وهو أنها مبنية على خرافية مفادها أنها أم الدنيا وأم العرب وقائدتهم، وأرادت تزعم العالم العربي دون أن تقدم شيئا في سبيل ذلك، إلا الأوهام والخرافات· لكن الحقيقة تؤكد أن مصر انتهت كقوة إقليمية منذ مدة كبيرة واستمرت في ترويج الأوهام حول قوتها ودورها، ومع انهيار الدولة العثمانية في بديات القرن العشرين أرادت مصر أن تحل محلها في قيادة العالم العربي، ولم تنجح في ذلك· والأخطر ومع فشلها في التحول إلى قوة إقليمية أصبحت ''تبزنس'' بالقضايا العربية· تقول بأنها فشت في تزعم العرب، لكن في المقابل فإن العرب أنفسهم حاولوا إعطاءها هذا الدور، فالجامعة العربية ومعظم المنظمات العربية توجد مقراتها الرئيسية بالقاهرة؟ العرب في الأساس هم أشتات مبعثرة منذ اختفاء الدولة العثمانية، وكان من المفترض أن تستثمر مصر في هذا الأمر وتجمع هذه الأشتات في قوة إقليمية لكنها فشلت بامتياز· أنت تروج لهذا الأمر منذ سنين طويلة، ما السر في الإصرار على هذه الفكرة بالذات، هل الأمر يتعلق بقضية شخصية؟ الأمر لا علاقة له بالجانب الشخصي، وأنا في حياتي لم أزر مصر ولو لمرة واحدة، فالذي يخسر الحرب أربع مرات متتالية دون أن يستفيد من أخطائه ويدفع العرب إلى المزيد من الهزائم لا يستحق أن يقود العرب أو يدّعي الوصاية عليهم· هم خسروا تلك الحروب من أجل العرب والعروبة؟ لا، هم خسروا تلك الحروب بسبب أنانيتهم، فلو لا تلك الأنانية لما أوصلوا العرب إلى هذه الدرجة من الضعف والتشرذم· لقد أرادوا أن يحوّلوا العالم العربي إلى مجموعة من الإيالات على الطريقة العثمانية، ولا يدور لتلك الإيالات إلا تقديم الخراج إليهم، وهذا هو سر الانهيار الحاصل، وما قضية جدار غزة إلا دليلا على ذلك، فقضية الأمن القومي المصري أصبحت تتعلق بحماية إسرائيل لا بحماية العرب من إسرائيل، وهذه هي المشكلة·