بعد تسلم مهامه وزيرا للرياضة..إنجازات تمت وتحديات تنتظر وليد صادي    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    ""عبده وسنية" في عرض عالمي أول في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ..فيلم صامت بالأبيض والأسود ضمن برنامج روائع عربية    إسرائيل تعتقل 270 طفلا فلسطينيا بسجونها..استشهاد 16 فلسطينيا بغارات إسرائيلية    صواريخ أميركية بعيدة المدى داخل روسيا.. إردوغان: التطورات قد تدفع بالمنطقة والعالم إلى شفا حرب كبرى    الأسبوع الاوروبي للهيدروجين ببروكسل: سوناطراك تبحث فرص الشراكة الجزائرية-الألمانية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء اليمين للمديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 43985 شهيدا و 104092 جريحا    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بغرداية : دور الجامعة في تطوير التنمية الإقتصادية    سبر آراء "وأج" : قائمة الرياضيين المقترحين لجائزة ابراهيم دحماني لطبعة 2024    عطاف يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره الايراني    ميناء وهران: تسجيل أكثر من 8 ملايين طن من البضائع خلال الأشهر ال9 الاولى من العام الجاري    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    ما هي أولويات ترامب داخلياً وخارجياً؟    عرقاب يستعرض المحاور الاستراتيجية للقطاع    إعادة تأهيل وصيانة وتجديد منشآت الخطوط السكة الحديدية    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    استفادة نحو 20 إطارا من تكوين    إشادة بالحركية التنموية في شتّى القطاعات    مجالس عزاء تتحوّل إلى شبه ولائم    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    خدمة الوطن.. وتجسيد برنامج الرئيس    توقيع اتفاقيات شراكة مع مؤسسات وهيئات    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    المواطن والحركة الإدارية الأخيرة..؟!    على مجلس الأمن فرض احترام قراراته المتعلقة بالشرق الأوسط    الجزائر تضيءُ الزنازينَ في فلسطين    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    "مجموعة العشرين" تدعم وقفا لإطلاق النار في غزة ولبنان    قائد القوات البحرية يشرف على تفتيش الغراب "الفاتح"    10 آلاف مشروع استثماري وربع مليون منصب شغل    هدفنا دوما رفع الراية الوطنية في المحافل الدولية    قمة مثيرة بين المولودية وبلوزداد بذكريات اللقب    إدارة سانت ترودن تسعى للإبقاء على براهيمي    الإطاحة بعصابة تروج المخدرات    وفاة شخص في حادث مرور بمازونة    "جرائم الاستعمار الفرنسي" في ندوتين بسكيكدة    الدرك يوقف 17 منظما للهجرة السرية    تطبيق مبتكر يحمي المعطيات في الفضاء الأزرق    امرأتان ضمن شبكة تحترف السرقة    الدكتور فني يبرز الأدب العالمي والثورة    من وحي الورد ومن ملامح الوجه الحسن    مواصلة الجهود السابقة وسعى لتطوير القطاع    الوقاية للتعايش مع المرض والتجاهل خطر أكبر    سيفي غريب يستلم مهامه كوزير للصناعة    زهير بللو يتسلم مهامه كوزير للثقافة والفنون    وزير الصحة يشارك بالدوحة في أشغال القمة ال7 للمؤتمر العالمي للابتكار في الرعاية الصحية    التبليغ عن المواد الصيدلانية التي تشهد ندرة في السوق    المناعة الطبيعية أحسن دواء لنزلات البرد    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الجلفة إنفو" تنشر طريق القوافل الرّابط بين السّاحلين (جنوبا و شمالا) بالمغرب الأوسط (الجزائر) و المارّ عبر منطقة الجلفة في زمن مُتقدِّم
نشر في الجلفة إنفو يوم 06 - 08 - 2017

الحمد لله ربّ العالمين، بعث مُحمّدا خاتما للمُرسلين، و أنزل عليه القُرآن العظيم، بلسان عربيّ مُبين، و جعله حُجّة باقية على الزّمان، و نبراسا للهدى و العرفان، ففتح به قلوبا غُلفا، و أسمع به آذانا صُمّا، و بصّر به أعينا عُميا. و الصّلاة و السّلام على رسوله الصّادق الأمين ؛ سيّدنا و قائدنا و مولانا و شفيعنا و حبيبنا مُحمّد صفوة خلق الله أجمعين، اختصّه برسالته الخالدة، و اصطفاه لدعوة الحقّ الباقية، و شرّفه بالعلم و العرفان، و زيّنه بأكرم السّجايا و أكمل الأخلاق. و رُضوان الله و رحمته و بركاته على آله و أصحابه، و من سلك مسلكهم، و اتّبع سبيلهم، من المُؤمنين الصّادقين، إلى يوم الدّين. و بعد : لقد ارتبطت منطقة الجنوب المغاربي، و منها السّاحل الصّحراوي الكبير، المُمتد مابين حوض بحيرة تشاد شرقا، و المحيط الأطلسي غربا، و فيها حوض نهري النّيجر و السّنغال، بمنطقة شمال أفريقيا المُطلّة على حوض البحر الأبيض المتوسط(1)، ارتباطا مُتواصلا، عبر طُرق تجاريّة سيّارة جنوبا و شمالا، مُنذ أحقاب طوال. و أسهم مُستعمرو شمال أفريقيا من فنيق و وندال و يُونان و رُومان، في تنشيط هذه الطُّرق و المسارات، و بخاصّة منها الموجودة في الشّمال و الوسط، بصور و تجلّيات يعسر حصرها في هذه الكلمة...
و قد بقيت هذه المسالك و الفجاج مُستعملة و مُستغلّة ؛ تنقّلا و توسّعا و نُفوذا و تجارة و تعارفا و سياحة، من طرف السّكان الأصليين المُتمثّلين في الأمازيغ و الصّنهاجيين(2) و الزّناتة و الكُوميّة و الفُلّانيين الكرمانيين و الطّوارق (التّوارق)، و غيرهم.. إلى حُلول شمس الإسلام(3) بفضل الله أوّلا، ثمّ بفضل العرب الفاتحين على هذه الكُوَرُ و الأوطان، أين زادت و اتّسعت، و عرفت رواجا و ازدهارا ، و استعملها المسلمون(4) العرب و غيرهم، في دعوتهم و فُتوحهم و نُفوذهم و رحلاتهم، و في نشر العلم و الخير، و في نقل تجاراتهم و صنائعهم و حرفهم، إلى تلك الأصقاع البعيدة، نفعا للنّاس(5) و عمارة للأرض، و صارت بذلك جسرا للعُبور و التّواصل و نقل المنافع و المصالح...
و المغرب الأوسط (الجزائر) أخذ نصيبا مُقدّرا ممّا أشرنا إليه آنفا، و قد حدّدت المُؤلّفات و المعاجم الجغرافيّة العربيّة القديمة، و كُتب الرّحلات، بالإضافة إلى كُتب الطّبقات و السّير(6)، آثار تلك الطُّرق الّتي اُستعملت من لدن الفتح الإسلامي، سواء المُتوجّهة من الشّمال إلى الجنوب، و بالعكس، أو المُتوجّهة من الشّرق إلى الغرب، و بالعكس أيضا(7). و الّذي يعنينا منها في هذه المقالة، هي المُتوجّهة شمالا جنوبا، أو جنوبا شمالا ؛ فقد جاء تحديدها حسب الحواضر الّتي كانت قائمة على الأرض، و الجدير بالانتباه في هذا السّياق أنّ من بين أسماء هذه الحواضر و البلدات الّتي جاء ذكرها في كتب التّاريخ و الجغرافيا الّتي عُنيت بالمغرب الأوسط خاصّة ؛ أجلو(8)، أزفون، و أشير، و أوزيا (صُور الغزلان)، و إيكجان، و باغاية، و بجاية، و برشك، و بسكرة (الزّاب)، و بلزمة، و بوفادة (بوسعادة)، و بُونة (عنّابة)، و تاجديت، و تاجموت، و تاقدامت (تاق دامت)، و تقرت (تاقورت)، و تلمسان، و تنس، و تهودة، و تُوهات، و تيجس، و تيفاش، و تيمقاد، و تينيسلي (تينسلي)، و تيهرت (تاهرت)، و جزائر بني مزغنّة (مزغنان)(9)، و جميلة، و دار ملوك، و الدّوسن، و دزيوة، و دلّس، و دمّيدي (دمد)، و ريغة (سطيف)، و زواوة، و سدراتة، و السّيق (سيوسيرات)، و شرشال، و طُبنة، و الغدير، و قسنطينة (قسمطينة)(10)، و قلعة بني حمّاد (القلعة)، و القُلّ، و قُوق، و لغواط (الأغواط)، و مازونة، و متّيجة (البُليدة)، و مرسى الحجّاج، و المسيلة، و معسكر، و مقرة، و مكمهون، و مليانة، و ميلو (ميلة)، و نقاوس، و النّقوسة، و نيرعاس، و وادي ريغ (أريغ)، و وادي سُوف، و وادي مُصعب (ميزاب)، و وارجلان (ورقلة، أو وركلا)، و ونوغة، و وهران، بالإضافة إلى البلاد التّواتيّة بالجهة الجنوبيّة الغربيّة للقُطر الجزائري(11). و هي مُتفاوتة حسب تاريخ نشأتها كما لا يخفى.....
و أشهر هذه الطّرق :
01) تلمسان سجلماسة (المغرب) توات (أدرار) إقليم الأزواد (كيدال) تمبكتو، و منها تتفرّق الطُّرق.. إلى ودان و ولّاتة و شنقيط. أو إلى فُوتا تُورُو، و هي منطقة تقع على ضفتيْ نهر السّينغال، و تُعرف الآن بكوركل. أو إلى كانم و برنو بغانا (غانة). أو شرقا إلى البلاد التّشاديّة، و منها إلى السُّودان، أو إلى مصر(12)...
02) جزائر بني مزغنّة تاهرت (تيهرت) وادي ميزاب (غارداية)(13) المنيعة عين صالح رقّان (ريغان) تُوريت (جنوبي أدرار) تمبكتو، ثمّ تتفرّق الطّرق كما أشرنا سابقا...
03) بجاية المسيلة بوفادة (بوسعادة)(14) عين الرّيش قُرب قمرة بجبل بوكحيل (أولاد سيدي نايل) دمّيدي (دمد) بمسعد(15) وادي ميزاب (غارداية)، و منها يلتقي مع الطّريق الثّاني الّذي ذكرناه قبله. و قد يتوجّه من بوفادة (بوسعادة)، أو من مسعد، نحو دزيوة، و منها إلى وارجلان (ورقلة)، و عين صالح. و هذا الطّريق الثّالث تحديدا هو الّذي يُبيّن بشكل مُلفت أنّ منطقة الجلفة كانت في زمن مُتقدّم لها حظّ من طُرق القوافل الّتي تربط بين السّاحلين، البحريّ و الصّحراويّ ؛ بين بجاية، و بلاد زواوة، و إقليمي ورتلان (ورثلان) و أشير، و قلعة بني حمّاد، و المسيلة، و بوسعادة، و منطقة مسعد، و قطاع من الصّحراء القبليّة الّتي صارت بعد القرن العاشر الهجريّ. السّادس عشر الميلادي، في حيازة أولاد سيدي نايل الأشراف، و وادي مُصعب، أو وادي ميزاب، و توات، و تمبكتو، و شنقيط، و كوركل، و كانم، و برنو، و غيرها...
04) خليج سكيكدة قسنطينة (قسمطينة) بسكرة تقرت أو تاقورت بإقليم وادي ريغ وارجلان (ورقلة) عين صالح، و منها يلتقي مع الطّريق الثّاني الّذي أشرنا إليه. أو من وارجلان إلى تمنغست (تمنراست) مُباشرة، مُرورا قُرب جبل طاهات، و منها يلج في مُقاطعة حوض نهر النّيجر الّذي يربط بين الطّرق القادمة من مالي و المُتوجّهة إلى تشاد شرقا، و هو طريق وعر جدّا...، و قد يتّجه من عين صالح صوب جبل طاهات، ثمّ تمنغست (تمنراست)، و هكذا...
و بخصوص الطّريق الثّاني فإنّ هُناك من يتوجّه من جزائر بني مزغنّة تلقاء أوزيا (صُور الغزلان)، و منها إلى بوفادة (بوسعادة)، حيث يسلك الطّريق الثّالث المذكور. و بخصوص الطّريق الرّابع فإنّ هُناك من يتّجه من عنّابة إلى قسمطينة (قسنطينة)، و منها إلى ما ذكرنا. و بعضهم ينطلق من بسكرة صوب الدّوسن و أولاد جلّال، ثمّ بمُحاذاة وادي جدي، ليلج بعدها الصّحراء القبليّة التّابعة لمنطقة الجلفة، مُتّجها إلى بلاد ميزاب، و بعدها عين صالح، و منها إلى توات و الأزواد و تمبكتو و..... كما أوضحنا غير ما مرّة.
و هذه المُنطلقات الخمسة : تلمسان و جزائر بين مزغنّة و بجاية و سكيكدة و عنابة، يربط بينها طريق تجاريّ قديم مشهور.
و الأكيد أنّ هذه المسارات قد استعملتها، أو استعملت بعضها، الدُّول الإسلاميّة المُتعاقبة على حُكم المغرب الأوسط المعروف في القرنيين الأخيرين أو أكثر قليلا بالجزائر ؛ و للعلم فإنّ هذه الدّول لم يكن لها حُكم شامل على جميع تُراب هذا الجُزء الكبير من الغرب الإسلامي ؛ فالدّولة الرّستميّة، من 161 ه / 777 ه ، إلى 296 ه / 908 م ، و عاصمتها تيهرت، شمل حُكمها جهته الوسطى إلى غربه، ثمّ جنوبه من حدود البلاد التّواتيّة، إلى وادي مُصعب (ميزاب)، و وارجلان، و وادي ريغ (أريغ)، و وادي سُوف، و شيء من الزّيبان، و لم تكن لها أبدا يد على بلاده الشّرقيّة الّتي حاضرتها قسمطينة (قسنطينة).
و الدّولة الإدريسيّة (الأدارسة)، من 172 ه / 788 م، إلى 363 ه / 974 م ، و عاصمتها فاس، كان لها سلطان على الجهة الشّماليّة الغربيّة منه، إلى جنوبه قليلا.. من جزائر مزغنّة و متّيجة (البليدة) و بلاد التّيطري (المدية) و الشّمال الغربي لمنطقتي الجلفة و لغواط (الأغواط) و تيهرت (تيارت) و البيّض السّاورة (بشّار)، و حتّى تندون(16)، إلى الغرب، و يشمل بذلك جميع المدن الجزائريّة المعروفة اليوم بتلك الجهة، على غرار الشّلف، و مستغانم، و معسكر، و وهران، و تلمسان و النّعامة، و غيرها.
و دولة الأغالبة (ابن الأغلب)، من 184 ه / 800 م، إلى 296 ه / 909 م، و عاصمتها القيروان، كان نُفوذها على بلاده الشّرقيّة الّتي عاصمتها قسنطينة فقط، و لم يتعدّاها. و الدّولة الفاطميّة العُبيديّة، من 297 ه / 909 ه، إلى 567 ه / 1171 م، الّتي امتدّ حُكمها عبر جميع شماله و وسطه، إلى إفريقيّة (تونس)، و منها إلى مصر و سُوريّة و لبنان و فلسطين. و لم يكن لها نفوذ واسع إلى جنوبه إلّا أفاويق، و أكاد أكون جازما، إن قُلت أنّ تأثيرها و رَطاناتها قد بلغت منطقتي الجلفة و الأغواط و شيئا من بلاد القبلة(17) و الواحات و موطن الزّيبان، في ذلك الحين. و الدّولة الزّيريّة (بنو زيري)، من 361 ه / 972 م، إلى 547 ه / 1152 م، الّتي عاصمتها القيروان. و هي دولة انفصلت عن حُكم سابقتها (الفاطميّة) كما لا يخفى و كان حُكمها يمتدّ عبر المنطقة الشّرقيّة منه. و الدّولة الحفصيّة الهِنتاتيّة (بنو حفص) بتونس، من 627 ه / 1229 م إلى 982 ه / 1574 م، كانت هي الأخرى على ذلك الغرار ؛ أي أنّها حكمت المنطقة الشّرقيّة منه فقط.
و الدّولة الحمّاديّة (بنو حمّاد)، من 405 ه / 1015 م، إلى 547 ه / 1152 م، كان امتدادها عبر المغرب الأوسط (الجزائر) أكبر(18)، و هي دولة انسلخت كما هو معروف من الدّولة الزّيريّة. و حُدودها الشّماليّة البحريّة كانت من بُونة (عنّابة)، إلى مُستغانم (كارتينا)، و امتدادها الغربي ضمّ السّيق (سيوسيرات)، بمحاذاة وهران، و مُعسكر، و تيارت، و الأغواط، و قاعدتها الجنوبيّة هي بلاد الواحات، و وادي ميزاب (غارداية)، وارجلان، و وادي ريغ، و امتدادها إلى الشّرق كان مُحاذيا لإفريقيّة (تونس)، و في فترات قليلة من حُكمها شمل تونس، و القيروان، و صفاقس (صفاقص)، و جربة، و خطّ الجريد من البلاد التّونسيّة... و واضح جدّا أنّ منطقة الجلفة الواسعة كانت لعشرات العُقود، تحت سيطرة هذه الدّولة القويّة(19)، الّتي مثّلت حقيقة صفحة رائعة من التّاريخ الجزائري الإسلامي.
و من الدّول الإسلاميّة الّتي كان لها نفوذ واسع على شمال أفريقيّة ؛ من طنجة إلى المهديّة، بما فيها المغرب الأوسط الكبير، إلى السّاحل الصّحراوي ؛ من النّيجر إلى السّنغال و غانة (غانا)، بالإضافة إلى شبه جزيرة الأندلس، دولتا المُرابطين و المُوحّدين، الأُولى من 448 ه / 1056 م إلى 541 ه / 1147 م، و الثّانية من 515 ه / 1121 م، إلى 667 ه / 1269 م.....
أمّا الدّولة المرينيّة (بنو مرين)(20)، من 591 ه / 1195 م، إلى 873 ه / 1468 م، و عاصمتها مرّاكش، فكان نُفوذها لا يتعدّى تلمسان و السّاورة، من الجهة الغربيّة للمغرب الأوسط. و قد ذكر بعض المُؤرّخين أنّ المرينيين امتدّت يدهم أيضا إلى وارجلان، و وادي ريغ (أريغ)، و تقرت (تاقورت)، و ضفاف وادي سُوف، و هو أمر مُستبعد ؛ لِتَدَالِيل ليس هذا موضع عِنايتنا بها، لكن لهم بقايا بعد أُفول نجم سُلطانهم يُدْعون بني جلّاب، نزلوا بلاد القِبلة، و سكنوا تاقدامت، و عين ماضي، و تاجموت، و ضِفاف وادي مزّي، و عُنوا بتجارة المواشي، و بخاصّة منها الأغنام، و بعد سبعة عُقود من الزّمن تقريبا، أقاموا إمارة لهم(21) بوادي ريغ (أريغ)، و عاصمتها تقرت (تاقورت)، على يد زعيمهم أحمد الجلّابي، و كان ذلك سنة 937 ه / 1531 م(22). ضمّت إليها أمّ الطّيور، و البعّاج، و تبسبست، و تماسين، و تملحات، و تندلة، و بني ثُور، و جامعة، و الحجيرة، و خليل، و دندوقة، و الرّويسات، و سدراتة، و سطيل (اسطيل)، و الطّيبات، و العليّة، و قُوق، و لمقارين، و المرّارة، و المغيّر، و ابن ناصر، و النّقوسة، و الهريرة، و وارجلان،... و بقية مُدن وادي سُوف، و جنوب الزّيبان عند حُدود زريبة الواد. و حُدودها من الغرب تعدّت بعد سنة 957 ه / 1550 م، منطقة الجلفة (جنوبي إقليم مسعد الكبير)، حتّى بلغت لغواط (الأغواط)، و شمال غارداية. و ظلّ حُكمها سادرا بهذه الجهات، إلى أن سقطت على يد الاستدمار الفرنسي البغيض، سنة 1270 ه / 1854 م، و لم تخضع قبلها لضغوط الدّولة الإسلاميّة العُثمانيّة الوافدة (الأتراك)(23).
و آخر دولة إسلاميّة أصليّة كان لها سُلطان على أجزاء لا يُستهان بها من المغرب الأوسط الجزائر، هي الدّولة الزّيّانيّة (بنو زيّان، أو بنو عبد الواد)، من 633 ه / 1236 م، إلى 957 ه / 1550 م(24)، الّتي كانت عاصمتها تلمسان ؛ فقد كان التُّراب المُمتدّ من زواوة القبائل تقريبا، إلى تلمسان غربا، و من جزائر مزغنّة، إلى إقليم توات جنوبا (مُرورا بمنطقة الجلفة)، و من حُدود المسيلة الشّرقيّة، إلى الغرب المُحاذي لفِقِيق (فِجِيج) من بلاد العُدوة (مُرورا بمنطقة الجلفة أيضا)، كُلّه (أكثر من نصف تُراب القُطر الجزائري الحبيب) في حيازتها و تبعيتها(25).
و ظنّي الرّاجح أنّ منطقة الجلفة في ذلك الحين ؛ المُمتدّ من 161 ه / 777 ه. إلى 957 ه / 1550 م، لم تكن آهلة كثيرا بالشّيء المُلفت، و ليس فيها حواضر و حُصون و قُصور و دُور و جوامع و قرافات و ساباطات و حذاءات تُذكر إلّا لِماما(26)، إنّما كانت فيها سُبل و ممرّات للعُبور الآمن للتّجار و المُسافرين و الحجيج و الرّحّالة و العُلماء و الدُّعاة و طُلاب العلم و المعارف و أهل الحرف و الصّنائع و.....، و قد عمرت إلّا بعد نهاية القرن العاشر الهجريّ. السّادس عشر الميلادي. و قد أوضحنا ذلك في مقالنا المنشور عبر الجلفة إنفو، بتاريخ 17 مارس 2017 م، و المُسمّى : تاريخ منطقة الجلفة بين السّحاري الهلاليين و أولاد سيدي نايل.
و من خلال ما سردناه، يتبيّن أن منطقة الجلفة الكبيرة، لم تكن بمعزل و منأى عن مُحيطها الخارجي ؛ فقد رُسمت عبر تُرابها في زمن مُتقدّم مسارات سيّارة، من الشّرق إلى الغرب، و من الشّمال إلى الجنوب(27)، ربطتها بمحيطها العربي و الإسلامي زمكانيّا، و أعطت لها بُعدا حضاريّا، و موروثا ثقافيّا، تعتزّ و تفتخر به. فقد كان لها بفضل هذه المسارات (الطّرق) تواصلا مع وجهتها الأصليّة الشّرق، حيث منبع الإسلام و العُروبة، و مع العديد من الحواضر و المناور الإسلاميّة الّتي كانت قائمة في زمن مضى، و بعضها لا يزال، على غرار أشير، و بجاية، و تمبكتو، و توات، و جزائر بني مزغنّة، و زواوة، و الزّيبان، و شنقيط، و قسمطينة، و قلعة بني حمّاد (القلعة)، و وادي ريغ، و وادي سُوف، و وادي مُصعب (وادي ميزاب)، و وارجلان، و ودان، و ورتلان (ورثلان)، و ولّاتة،...
و اندرست عبر تُرابها أيضا دُول إسلاميّة كانت تصول و تجول بخيلها و رجلها و سوطها و مقرعها ؛ كالرُّستميّة و الإدريسيّة و الفاطميّة و الحمّاديّة و الزّيّانيّة و الجلّابيّة و العُثمانيّة الوافدة. و هبت عليه ريحُ دولتي المُرابطين و المُوحّدين العظيمتين...
هذا، و أملنا أن الكتابات الّتي تُعنى بتاريخ منطقة الجلفة الحضاريّ و الثّقافيّ، الّذي هو بلا ريب من تاريخ الجزائر، و من تاريخ الغرب الإسلامي جميعا، بصورة أشمل، المُستمدّ من البُعدين الإسلامي و العربي، أن تنمو أكثر و تتأصّل، و تكبر و تنفصل، إن شاء الله، و أن تكون لإنفو جلفتنا (جلفانا) الرّيادة في نشر ذلك، و التّنويه و الإشادة به، في كُلّ محفل و نادٍ. و على علّات ما كتبناه و نشرناه سابقا، فسيحمد لنا أُولو الفضل و الإحسان سيرتنا في ذلك، و سيسرّهم منا في قابل الزّمان، إن شاء الله، ما نُنتجه من أبحاث في هذا المهيع، و في غيره .
أدعو الله أن يجعل ما قدّمته من وظائف و أعمال خالصا لوجهه الكريم، و لا يحرمني به الخير في الدّنيا، و الأجر و الثّواب في الآخرة (يوم لا ينفع مال و لا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم). الشّعراء / 88 / 89، فمنه وحده السَّداد و الرّشاد، و عليه التّكلان و الاعتماد. و صلّى الله و سلّم على مبعوث الرّحمة مُحمّد، و على آله و صحبه أجمعين.
هوامش
1- كان في وقت سالف جدّا يُعرف ببحر الرُّوم. و الله أعلى و أعلم.
2 من صنهاجة، نسبة إلى صنهاج بن برنس بن برّ بن مازيغ بن كنعان بن حامّ بن نُوح. و قد اختلف المُؤرّخون في أصل صنهاجة.. فالطّبريّ و ابن الأثير و ابن خلّكان و ابن الكلبي و ابن تغري بردي، و غيرهم، يرون أنّها قبيلة عربيّة من حمير ؛ فصنهاج هو ابن المُثنّى بن المنصور بن مصباح بن عيصاب بن مالك بن عامر بن حمير الأصغر من سبأ. و يرى آخرون أنّها عربيّة، من قيس عيلان. لكنّ ابن حزم و ابن خلدون و مُعظم المُحْدَثين من أهل التّاريخ يقولون أنّها بربريّة. و أكثر النّسّابة على هذا الرّأي، و قد أشرنا في البداية إلى حقيقة نسبها. و الله أعلى و أعلم.
3 فتح شمال أفريقيا (إفريقيا) ابتدَأ سنة 22 ه / 643 م، بعد فتح مصر الّذي كان سنة 21 ه / 642 ه، في خلافة عُمر بن الخطّاب (رضي الله عنه)، على يد عمرو بن العاص (رضي الله عنه)، و دام إلى سنة 88 ه / 707 م، في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مَروان بن الحَكم (الدّولة الأمويّة)، على يد مُوسى بن نُصير، ثمّ تعاود لمرّات عديدة ، في حديث يعسر سرده. و الله أعلى و أعلم.
4 من المسلمين الّذين استغلّوا هذه الطّرق و المسالك، و استفادوا منها غاية الاستفادة، الرُّستميون (نسبة إلى عبد الرّحمان بن رُستم بن بهرام الإباضي الخارجي الفارسي الأصل المُتوفّى 171 ه / 787 م، و هو مُؤسّس الدّولة الرُّستميّة الأمازيغيّة بتاهرت (تيهرت)، من 161 ه / 777 ه (قال بعضهم من 144 ه / 761 م، و هو غير صحيح ؛ فنحن نقصد الدّولة الرّستميّة بتاهرت، و لا نقصد حُكم الإباضيين بإفريقيّة)، إلى 296 ه / 908 م)، و قد بلغ تواصلهم بها، إلى غاية مملكة غانا (غانة)، و اشتهروا بتجارة التِّبر (الذّهب و الفضّة). و أتباع الرّستميين من الإباضيّة كانت لهم سُبل مُتعدّدة تربطهم بهذه المملكة تحديدا، من جبال نفوسة بالقطر اللّيبي (المغرب الأدنى)، و من جربة بالقطر التّونسي (إفريقيّة)، و من وارجلان (ورقلة) و وادي ميزاب (غارداية) بالقطر الجزائري (المغرب الأوسط). و كانوا يستخدمونها في دعوتهم، و في تجاراتهم المُتعدّدة، لاسيما منها المُتعلّقة بالذّهب و الفضّة، إلى نهاية القرن العاشر الهجريّ. السّادس عشر الميلادي، أو بعدها بقليل. و الله أعلى و أعلم.
5 في كلّ المناحي.. الاقتصاديّة، و الاجتماعيّة، و الثّقافيّة، و حتّى السّياسيّة. و الله أعلى و أعلم.
6 بصورة واضحة و جليّة في كتب طبقات الإباضيّة الخوارج. و الله أعلى و أعلم.
7 و هي كثيرة جدّا، منها المسلكان اللّذان يعبران منطقة الجلفة، و قد أشرنا إليهما في موضوع لنا سابق نُشر في الجلفة إنفو، بعنوان: طُرق المغاربة المُتنقّلين إلى المشرق العربي عبر ولاية الجلفة، بتاريخ 19 جويلية 2016 م.
8 قيل أنّ أجلو هي تينيسلي (تينسلي). و الله أعلى و أعلم.
9 و تُسمّى قديما جدّا ايكسيوم. و الله أعلى و أعلم.
10 يغلب عليها التّبعيّة لحكم القيروان بتونس (إفريقيّة)، من أيّام حُكم الأغالبة (184 ه / 800 م 296 ه / 909 م)، إلى أيّام حُكم الحفصيين (625 ه / 1228 م 981 ه / 1574 م). و كانت عاصمة لمملكة نُوميديا، في زمن غابر، و تُدعى " سِيرتا ". و الله أعلى و أعلم.
11 عمرها المُرابطون (448 ه / 1056 م 541 ه / 1147 م)، و ظلّت تبعيتها لحكم مرّاكش بالمغرب الأقصى أزمنة مديدة. و الله أعلى و أعلم.
12 و هذا الطّريق هو الأكثر استعمالا على الإطلاق ؛ لذا أشرنا إليه و اكتفينا به دون غيره من الطّرق، في مقالنا المُعنون ب " طريق قوافل العُلماء الرّابط بين الأندلس (أسبانيا و البُرتغال) و المغرب و مُوريتانيا و مالي و الجزائر في وقت مضى "، و المنشور في الجلفة إنفو، بتاريخ 05 / 01 / 2017 م.
13 هذا المسلك الّذي يربط ما بين تاهرت (تيارت)، و وادي ميزاب (غاردية)، و يمرّ قريبا من منطقة الجلفة، من الجهة الغربيّة لها، استعمله كثيرا الرُّستميون و الحمّاديون و المُرابطون و المُوحّدون و الزّيانيون، و ظلّ مُستعملا إلى أيام دولة بني عثمان (الأتراك)، و أُرجّح أنّ الفرنسيين استعملوه في رحلاتهم الاستكشافيّة، الّتي سبقت احتلالهم للجزائر... و الله أعلى و أعلم.
14 يقول بعض المُؤرّخين أنّ مدينة بوسعادة كانت موجودة قبل القرن الثّالث للميلاد، و قد استعملها الرُّومان زمنا طويلا. و يقول آخرون أنّ بداية تأسيسها تعود إلى بداية القرن السّابع الهجريّ. الثّالث عشر الميلادي. و حدّد بعضهم تاريخ نشأتها ب 789 ه / 1387 م. و الله أعلى و أعلم.
15 تُعدّ مدينة مسعد (منعم) من أقدم المُدن الّتي تأسّست بمنطقة الجلفة... و قد مرّت عليها أحيان من الدّهر كانت حاضرة علميّة يُشاد بها في المحافل.. فيها العُلماء و الأُدباء و الشُّعراء و الصّالحون.. و لها شبكة تواصل مع بعض الحواضر، على غِرار القرارة، و بريّان، و وادي ميزاب (غارداية)، و وارجلان (ورقلة)، و وادي ريغ، و وادي سوف، و الزّيبان (بسكرة)، و قسمطينة (قسنطينة)..... و الله أعلى و أعلم.
16 بلاد القنادسة و العبادلة و التّاغيت و الإيجلي و السّاورة و التّنكوب و الدّرعة و بعض شمال الصّحراء الكُبرى، بالجنوب الغربي الجزائري، انبسط عليها حُكم الدّولة المِدراريّة الصُّفْريَّة الحَرُورِيّة الخارجيّة الزّناتيّة البربريّة المكناسيّة، الّتي عاصمتها سِجلماسة المغربيّة، لِردحات زمنيّة مُتقطّعة ؛ من 140 ه / 757 م، و قيل قبلها بقليل، إلى 366 ه / 976 م. و المِدراريّة نسبة إلى مِدرار بن إليسع بن أبي القاسم بن سمكو بن واسول البربري المكناسي (ت 253 ه / 867 م). و الّذي أسّس الدّولة هو أبو القاسم بن سمكو بن واسول البربري المكناسي (ت 167 ه / 784 م)، أو (168 ه / 785 م). و كان ابتداء إمارتهم سنة 140 ه / 757 م، عندما بايعوا فقيها منهم، يُدعى عيسى بن بريد (مريد)، ثمّ عزلوه و قتلوه سنة 155 ه / 772 م، و كانت هاته هي بداية حُكمهم الفعليّ، الّذي زال على يد الفاطميين العُبيديين الشّيعة (الإسماعيليّة) تماما، سنة 366 ه / 976 م، في نبأ طويل. و بلغ عدد أُمرائهم 15 أميرا، أفضلهم على الإطلاق مُحمّد بن الفتح (واسول) بن ميمون بن مِدرار، المعروف بالشّاكر لله، الّذي أخذ بمذهب أهل السُّنّة و الجماعة، و دعا إلى بني العبّاس، و قد تُوفّي في سجن المهديّة أسيرا، ما بين سنتي 347 ه / 958 م، و 352 ه / 963 م. و للعلم هُنا فإنّ أمّ جدّه ميمون هي أروى بنت عبد الرّحمان بن رُستم صاحب تاهرت. و الله أعلى و أعلم.
17 بلاد القبلة في اصطلاح الجغرافيين و المؤرّخين المغاربة القُدامى هي : من زاب إفريقيّة إلى سجلماسة. و الله أعلى و أعلم.
18 كان لها ثلاث عواصم، هي (حسب التّدرّج التّاريخي) : أشير، ثمّ القلعة، ثمّ بجاية. و الله أعلى و أعلم.
19 لقد اطّلعنا على بعض الآثار القديمة بجبل القعدة، بحدّ السّحاري، يُزعم أنّها من بقايا هاته الدّولة (الحمّاديّة)، فيها قُصور و قبور. و زعم بعض كُبّارة السّحاري أنّ مدينة الحدّ قديمة بقدم قلعة بني حمّاد، و ذكر أنّها كانت فيها قلعة، هي من القلاع الّتي بناها الحمّاديون. و الله أعلى و أعلم.
20 الوطّاسيون الّذين قضوا على بني مرين، و كان حُكمهم بالعُدوة (المغرب الأقصى)، من 877 ه / 1472 م، إلى 957 ه / 1550 م، لم يكن لهم أبدا سُلطان على بلاد المغرب الأوسط (الجزائر). و السّعديون الّذين قضوا عليهم، و كان حُكمهم أيضا ببلاد العُدوة، من 947 ه / 1540 م، إلى 1071 ه / 1660 م، كان لهم نفوذ بعد سنة 957 ه / 1550 م، فقط على إقليمي السّاورة و توات، بالجنوب الغربي الكبير للجزائر. و الله أعلى و أعلم.
21 الدّولة الجلّابيّة، أو دولة بني جلّاب. و الله أعلى و أعلم.
22 تذكر بعض الرّوايات التّاريخيّة أنّ دولة بني جلّاب قامت سنة 854 ه / 1450 م. و تذكر أخرى أنّها تأسّست سنة 817 ه / 1414 م. و الرّاجح ما اعتمدناه. و الله أعلى و أعلم.
23 يصف السُّفهاء منا الدّولة العُثمانيّة بأنّها كانت استعمارا. و هي ليست كذلك. أبدا ؛ لأنّ حُكم المُسلم (و لو كان غير عربيّ) لبلد مُسلم (و لو كان عربيّا)، لا يُعتبر في شرعنا حُكما أجنبيّا. و المسلم لا يكون أبدا أجنبيّا حقيقة في ديار الإسلام. و ما جعل بعضنا يمتعض من حُكم العثمانيين ؛ ليس لأنّهم أتراك، إنّما لبعض تصرّفاتهم الّتي حادت عن جادة الإسلام. و العُثمانيون الأوائل أقاموا صُروح دولة إسلاميّة دامت قُرونا، و كانت تُعدّ بحقّ ثالث دولة كُبرى، بعد الأمويّة و العبّاسيّة. و الله أعلى و أعلم.
24 قضى عليها الأسبان (الإسبان)، و من بعدهم جاءت الدّولة الإسلاميّة العُثمانيّة (الأتراك) الوافدة. و الله أعلى و أعلم.
25 إنّنا لا نستطيع أن نزعم أنّ ثمّة حُدودا مادّية ملموسة تُبيّن و تفصل حُدود هذه الدّول الإسلاميّة الّتي مرّت و تطاول عليها العُمر قرونا. و الله أعلى و أعلم.
26 كحدّ السّحاري، و زكّار، و الشّارف، و عين الإبل، و قمرة، و مسعد. (التّرتيب بينها هُنا ألفبائي و ليس تاريخيّا) . الّتي رُبّما تكون قد تأسّست قبل 957 ه / 1550 م. و الله أعلى و أعلم.
27 و تُستعمل أيضا من الغرب إلى الشّرق، و من الجنوب إلى الشّمال. و الله أعلى و أعلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.