الحمد لله الّذي لا إله إلّا هو لا يضرّ مع إسمه شيءٌ و هو السّميع البصير، و الصّلاة و السّلام الأتمّان الأكملان على من خُتِمت به النّبوّة و الرّسالة، مُحمّدٍ، و على آله الأطهار الطّيّبين و صحابته الكِرام المرضيين أجمعين. ثمّ أمّا بعد: فلا يُنكر من اطّلع على تاريخ فُتوحات كُوَرُ(1) الشّمال الأفريقي، خلال القرن الأوّل الهجريّ. السّابع الميلادي، في عصر الرّاشدين، أو ما يُعرف بعصر الانطلاق(2)، ثمّ في عصر بني أميّة، الّذي يُسمّيه مُحقّقو أهل التّاريخ، عصر التّوسّع، و إلى غاية القرن الخامس الهجريّ. الحادي عشر الميلادي، في عصر العبّاسيين، و هو عصر الإبداع الحضاري. ما قام به الفاتحون من أهل الإسلام، و ما قدّموه في سبيل ذلك، من تضحيات و جُهودٍ، يحكيها التّاريخ الإسلامي في نماذج و صُورٍ رائعات، بقيت محفوظة، رغم تطاول القُرون عليها. و قد بدّد الإسلام غُيوم الجاهليّة عن هذه الأوطان، الّتي كانت مُنتشرة في سنيّ البرابرة الأمازيغ، و سيطرة الوندال و الرُّومان عليهم، كما تُبدّد سياط الرّياح السُّحب القاتمة، و أصبح الشّرك و الكُفر اللّذان كانا عليها، في حُكم السّارب الهالك. فإذا جاء أمر الله قُضي بالحقّ و خسر هُنالك المُبطلون. غافر / 78. و بعد أن تغذّت أراضي المغرب الكبير، من لِبان الإسلام و تعاليمه السّمحة، ترعرعت و اشتدّ عُودها و استغلظت و استوت على ساقها و شبّت عن الطّوق و أصبحت يافعة يانعة صالحة، و أنبتت بإذن ربّها نباتًا حسنًا، تضوّع ريحه و أريجه، و عمّت فائدته و منفعته. و سكنها وافدون جُددٌ، و اختلطوا مع سُكّانها الأصليين، و تمازجوا و اندمجوا ترابطوا في ما بينهم، و صاروا نسيجًا مُجتمعيًّا مُتناغمًا ؛ وفق الإسلام و اللّسان العربي. و من بين الّذين قطنوا هذه الأراضي الهلاليون(3) و بنو سُليم(4)، و هُم عرب عدنانيون كما لا يخفى و ذلك في فترة القرن الخامس الهجريّ. الحادي عشر الميلادي، و قد أشرنا آنفًا أنّهم وجدوا قبلهم قبائل بربريّة، بعدما وجّههم المُستنصر الفاطمي بالقاهرة، إلى مُحاربة المُعزّ بن باديس الزّيري ؛ فغزوا أفريقية (تونس و أحوازها و أعتابها)، و باقي شمال أفريقيا، و كانت لهم دُون ذلك معاركٌ ضاريةٌ مع البربر، منها معركة حيدران الشّهيرة، سنة 443 ه / 1052 م. و امتدّ ظَعَنهم إلى جهات عديدة، من تلك البلاد، إلى تُخوم المُحيط الأطلسيّ (الأطلنطيك)، و نخصّ بالذّكر منها المغرب الأوسط، أو ما يُعرف بالجزائر. و الهلاليون تحديدًا اتّخذوا من جبال الأطلسين الشّمالي و الجنوبي الموجودين بها، مُستقرًّا لهم و مُستودعًا، و انتشروا عبرها و بجوارها قليلاً، شرقًا و غربًا، و شمالاً و جنوبًا. و بنوا فيها مساكن و قُرى و دُورًا، و عَمروها، و كانوا أهل حِرفةٍ و صِناعةٍ و طبٍّ و طَهوٍ و فلاحةٍ و بناءٍ، و لا يميلون كثيرًا إلى الزّراعة، و بخاصّة منها المُتعلّقة بالحِنطة(5) (الحبوب قمحًا أو شعيرًا)، و ليس لهم كبير عناية بتربية الأغنام (الضّأن) و الإبل، و جُلّ ما يكسبونه من الأنعام، يتمثّل في نوعين هُما البقر و الماعز، و يهتمّون بقوّة بتجارة الأعشاب و العقاقير و التّوابل و البهارات، و فيهم شدّةٌ و قُوّة و بأسٌ و شجاعةٌ، و فيهم الصّالحون و الزُّهّاد، و منهم الشُّعراء و الأُدباء و الإخباريون، و لم تشهد حركيّة التّعليم و التّدريس و التّأليف و تصنيف الكتب، و ما يتبعها من نسخٍ و تسفيرٍ و تجليدٍ و صناعة مواد الكتابة، أو جلبها و استيرادها، أو غيرها من الشّؤون المُتعلّقة بهذا الجانب المُهمّ، رواجًا كبيرًا بينهم. و من هاته الجبال و جوارها و حافّاتها ؛ الجبال الواقعة بمنطقة الجلفة الّتي كانت قليلة الآهلين فيها، و أغلبهم كانوا من البربر، و كانت تُعدّ في ذلك الحين عُبورًا آمنًا للتّجار و المُسافرين و الحجيج و طُلّاب العلم و المعارف و الفُنون و أهل الحرف و الصّنائع و الخدمات، و غيرهم، بين الغرب و الشّرق، و بين الشّمال و الجنوب. نذكر منها جبل المشنتل و جبل القَعدة بحدّ الصّحاري (السّحاري)، و الجبال المُحاذية للزّاغزين (الزّاقزين) الشّرقي و الغربي، من مُنتهى منّاعة و طاسطارة (تاسطارة) و اقعيقع (قعيقع)، إلى الجعيْمة و بسطامة و أعالي الصدارة (الزدارة)، إلى وادي سي سليمان، إلى حوّاص و الفايجة،..... و الهلاليون الموجودون بمنطقتنا، يتمثّلون حصرًا، في سحاري أولاد إبراهيم، و هُم جمعٌ كثيرٌ(6)، و رحمان(7)، و الكَوانين، و اليَعاقيب، و أولاد يُونس، و المَوامين، و الخُبيزات، و أولاد سيدي يُونس، و أولاد بخيتة(8)، و أولاد زيد، و بعضهم يُضيف إليهم لَحداب و المويعدات (المواعدة) المعروفين بالجوابر(9). أمّا المُجاورون لها منهم، فهم أعدادٌ لا بأس بها، على غرار أولاد علان و البَواعيش و الزّناخرة و العذاورة و النّويرات و المقان و لعجالات و لرباع (الأرباع)(10)و الحرازليّة و أولاد زيّان و المخاليف، و غيرهم. و في أواسط القرن العاشر الهجريّ. السّادس عشر الميلادي، أو قبلها بقليل، وفد مُحمّد بن عبد الله الخُرشفي الإدريسي الحَسني الشّريف(11)، و من معه من ذويه و عشيرته الصّالحة و رُفقته الطّيّبة من الأشراف و خَدمهم و حَشمهم و فُرسانه و رجاله، على منطقة الجلفة، قادمًا إليها بعدما كان قد نال حظًّا من الآداب و التّعلّم و الفقه و التّصوّف، و شرف بصُحبة الفقيه الصُّوفيّ الصّالح أحمد بن يُوسف الرّاشدي الملياني المغربي الأصل(12) المُتوفّى 927 ه / 1521 ه، و قيل 931 ه / 1525 م، و قيل 923 ه / 1517 ه، و الأخذ عنه، و زار عدّة أماكن، و تجوّل بينها ؛ من ضواحي مدينة مليانة، بالشّلف، إلى الجزائر العاصمة (جزائر مزغنّة، أو جزائر عبد الرّحمان الثّعالبي)، إلى بلاد القبائل (القبايل)، إلى الونشريس غربي مليانة بالغرب الجزائري. ليستوطنها و يعيش فيها مُتنقّلاً من مكان إلى آخر، عبر سُهولها و سُهوبها و تِلالها و مُرُوجها و وديانها، من صحراء سيدي عيسى، إلى الزّواغز (الزّواقز)(13)، إلى المراحات، إلى المحاقن و الجلال و الزّرَيقة، إلى حطبة و وادي الشّعير، و منها رُجوعًا شمالاً إلى وادي اللّحم، بعين الحجل (الحجيلة)، الّتي يُقال أنّ مُستقرّه الأخير كان فيه، و فيه أُقبر(14). و قد لاقى في هذا التّنقّل و التّرحال و الظَّعَن صُعوبة و مُعارضة و مُخالفة، من لدن من كان يقطن تلك المناطق، و لكن رغم ذلك توطّن أمره و استقرّ حاله و انتشر خبره و حمدت سيرته و نال(15)عُتْبًى و رضًا و قَبولاً و سُؤددًا، بين قطاعٍ واسعٍ، من القبائل العربيّة و البربريّة الموجودة، على غرار السّحاري الهلاليين، و لَحداب، و أولاد بن علية، و العبازيز، و أولاد زيد (من ذُرّيّة المعقل)، و بني مايدة، و المواعدة (الجوابر)، و أولاد المُختار (المُخطار)، و المخاليف (نسبة إلى سيدي مخلوف من عرب المعقل)، و أولاد خُليف، و أذعنوا له و دَخلوا تحت إمرته و مشورته و رأيه، و ألقوا إليه عصا السّمع و الطّاعة. (إنّ الأرض لله يُورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمُتّقين). الأعراف / 128. و قد اتّخذ البيت الحمراء شعارًا و عَلمًا له(16). و من بعده انتشر أبناؤه و حَفدته، و توسّعوا و سَعوا كثيرًا من البُلدان و الأوطان، و عَمروها بالبِناء و العُمران و الفِلاحة و الغِراسة، و سَاسوها بالحكمة و الرّأي، و تناسلت منهم أعراشٌ كثيرةٌ، غطّت السّهل و الوَعر، من شمال ولاية الجلفة إلى شمال ولايات الأغواط و غارداية و ورقلة و الوادي، بالإضافة إلى النّصف الغربي من تراب ولايتي المسيلة و بسكرة و ما أكثرَه(17). و كانوا أهل فِطنة و شجاعة و فُروسيّة و شهامة و نشامة و نخوة و إباء و كرم و سخاء و أمانة و صِدق و عفّة و مُرونة و تقبّل و أريحيّة و مُخالطة، و فيهم العُلماء و الفُضلاء و القُضاة و طُلّاب العلم و القُرّاء و المُدرّسون و الكُتّاب و الشُّعراء و الإخباريون و الورّاقون و القادة و السّاسة و التُّجّار و الصّالحون و النُّسّاك و العُبّاد، و كانت فيهم عناية و اهتمام بالغان بمُختلف الآداب و العُلوم و الفُنون، و قد شهد في وقتهم التّعليم الأصيل (العتيق) نهضة و تطوّرًا و استفحالاً، و عرفت الصّنائع و الحِرف و زراعة الحُبوب و تربية المواشي، و بخاصّة الأغنام منها، رواجًا لا بأس به. و ليس ذلك بمُستغرب عنهم ؛ فقد كان لأجدادهم الأدارسة الحَسنيين الأشراف(18) فضلٌ كبيرٌ في بناء صُروح الإسلام و العُروبة، بالشّمال الأفريقي، و بخاصة منه بالعُدوة (المغرب الأقصى)، و دولة الأدارسة الحَسنيين العلويين الأشراف، من 172 ه / 788 م، إلى 363 ه / 974 م، خير مثالٍ و شاهدٍ و حاكٍ. و تُعدّ مدينة الجلفة(19) في هذا العصر عاصمة لرَبعهم و موئلهم، و هُم مُعظم سُكّانها الأصليين. و هي كما لا يخفى مدينة تأسّست رسميًّا في أعقاب شهر فيفري من سنة 1861 م، بعدما أصبح فيها 55 موقدًا أو بيتًا(20)، و كانت قبل ذلك قد تكوّنت بداية من سنة 1851 م، و ضمّت 144 فردًا، و بُنيت على أراضٍ، أغلبها في الأصل نائليّة ؛ فنجد في شمالها، محطّة القطار سابقاً، و فرع شركة سُونطراك، و دشرة عيسى القايد، و الجهة الجنوبيّة لحيّ البرج العتيق (القرابة قديماً)، إلى متوسّطة الرّايس، و عمارات أحمد مدغري، و عيادة الدّكتور مُصطفى خُوجا في وقت مضى، و ساحة مُحمّد بوضياف و ما جاورها، و فُندق الأمير و ضفافه، ثمّ حمّام صُونا، و محلّات لاكلي، و ثانويّة النّجاح، و ما يليها، و مسكن عبد القادر بن المبروك، إلى عين شنّوف، و ما يليها من جهة وادي ملّاح، كُلّها مبنيّة على أراضٍ تابعةٍ في أصلها لأولاد لقويني (الأغويني) بن محمّد (فتحًا). و نجد في غربها أحياء البيضة (البيضاء) و الزّريعة و الفُصحة و عين الشّيح و قصر الفرّوج، و الجهة الشّمالية لحيّ البُرج، و حيّ الضّاية، و حيّ بن عزيّز و باب الشّارف، كُلّها تقريبًا على أراضٍ حمديّة (لأولاد سي أحمد بن مَحمّد ). و نجد في جنوبها حيّ أولاد عُبيد الله، و المنطقة الصّناعيّة(21)، و حيّ بربيح، و كثيرًا من حيّ بن جرمة، و عِمارات شيغفارا، أو شيقفارا (تشي جيفارا )، و ثانويّة الشّيخ نُعيم النُّعيمي)، و ما بجهتها، و حيّ قنّاني، و حيّ المُستشفى القديم، و حيّ مسعودي عطيّة (دشرة الخونيّة عرعارة سابقًا)، و بعضًا من حيّ السّعادة (السّعادات)، كُلّها أيضًا على أراضٍ سعداويّة (سعد بن سالم بن مُليك بن يحيى بن يحيى بن محمّد نايل). و لا ننسى أن نذكر في هذا الخضم، أنّ دار البارود، و ما جاورها من الطُّرق و البِنايات، هي على أراضي عيال بن مشيه، من أولاد الصّديق، من أولاد القويني بن مَحمّد. و أمّا من شرقها فحدّث و لا حرج، فهي نائليّة بامتياز، يتقاسمها أولاد لعور، و لهم القِسمة الكُبرى، و أولاد سي أحمد، و أولاد عيفة، و جميع الأحياء الواقعة شرقي المدينة، فهي على أراضي هؤلاء العُروش، و بها كثافة سُكّانيّة ذات بالٍ، بالإضافة إلى مقبرتي سي عليّ بن دنيدينة (المجحودة)(22)، و الخضرة (الخضراء). و هذا الوصف هو مأخوذٌ بصفة عامّة، من خلال ما تلقّيناه من أهل الشّأن و الاختصاص، و للباحثين و المُدقّقين إعادة النّظر في ما ذكرناه. و ممّا يجب قوله بالضّرورة أن مدينة الجلفة أضحت جامعة كبيرة، لمُختلف العُروش، من أولاد سيدي نايل و هُم الأكثريّة، و من السّحاري و أولاد زيد و العبازيز و الشُّرفة و أولاد بن علية و لَحداب و بني مايدة، و غيرهم.....، و حتّى من العُروش البعيدة. جمعت بينهم أواصر أُخوة الإسلام و اللّسان العربي، و قويت بينهم صِلات المُصاهرة و النّسب و الأرحام، و صاروا يتعايشون في ما بينهم بالمودّة و الإحسان و التّعاون و الانسجام، و يتعاملون مع بعضهم البعض، في أحوال معاشهم اليوميّة، و يتعاونون في ما يخدم مصالحهم و مصالح مدينتهم، العامّة منها و الخاصّة، و بفعل مُعاملتهم الحسنة و انفتاحهم المشروح(23)، جعلوا مدينتَهم (الجلفة) موردًا للنّاس جميعًا، يؤمُّونها من كُلّ و حدبٍ و صوبٍ، و صارت مدينة رائجة عامرة مُزدهرة، بكُلّ ما يُحتاج إليه في مناحي و شتات الحياة المُختلفات. و ذلك شيءٌ إيجابيٌّ، يسير وِفق سَنن بناء الحضارة، حقيقٌ بنا أن نفتخر به و نزدهي، في كُلّ مجلسٍ و محفلٍ، و أمام الملأ و الأُمم. هذا ما لزم عرفناكم به في هذه العُجالة، بأولاد سيدي نايل و السّحاري الهلاليين، من الأرومة العربيّة، و علاقة ارتباطهم بالمنطقة الجلفاويّة (الجلفيّة)، و بمدينة الجلفة تحديدًا، و لنا موعدٌ آخر، يكون فيه الحديث عن ذلك مُوسّعًا، إن شاء الله. و الله من وراء القصد. و صلّى الله و سلّم على سيّدنا و حبيبنا و شفيعنا مُحمّدٍ، و على آله و صحبه أجمع. هوامش 1 و مُفردها كُورَة، و هي المدينة و الصُّقْعُ. 2 فتح شمال أفريقيا (إفريقيا) ابتدَأ سنة 22 ه / 643 م، في خلافة عُمر بن الخطّاب (رضي الله عنه)، على يد عمرو بن العاص (رضي الله عنه)، و دام إلى سنة 88 ه / 707 م، في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مَروان بن الحَكم (الدّولة الأمويّة)، على يد مُوسى بن نُصير، ثمّ تعاود مرّات ؛ لأسباب يطول جلبها. و الله أعلى و أعلم. 3 نسبة إلى هِلَال بن عامر بن صعصعة، جدٌّ جاهليٌّ، من عرب هوازن، من مُضرٍ، من عدنان، بالحجاز، و بالضّبط من جبل غزوان، عند الطّائف. 4 نسبة إلى سُليم بن منصور بن عِكرمة، جدٌّ جاهليٌّ، من عرب قيس عيلان، من مُضرٍ، من عدنان، بالحجاز، و بالضّبط ممّا يلي المدينة المُنوّرة. 5 يقول بعضهم أنّ الحِنطة هي القمح فقط. و الله أعلى و أعلم. 6 و هُم من ذُريّة إبراهيم بن مُحمّد بن العابد بن يقظان بن خميس بن عُروة بن زُغبة، و هُم بطونٌ : الشّتيحات، و أولاد كِرفال، و أولاد اسْعيد، و أولاد ثابت، و أولاد الفاسي، و أولاد بلخير، و أولاد ساعد، و لَهزال، و العُقْلة (أولاد يحيى و الموفقيّة). و زُغبة : بزاي مضمومة و غين مُعجمة و باء بعدها تاء مربوطة ؛ قبيلة من بني هلال بن عامر. و أمّا زُغب : بزاي مضمومة و غين مُعجمة. فهو زُغب بن مالك أبو قبيلة من بني سُليم، انتقلت من الحِجاز إلى أفريقيا. و قيل أبو قبيلة من بهثة من بني سُليم. و الله أعلى و أعلم. 7 سكنوا عين وسّارة و ضواحيها. 8 يرى بعض النّسّابة أنّ أولاد بخيتة أصلهم من أولاد سعد بن سالم من أولاد سيدي نايل. و الله أعلى و أعلم. 9 يقول بعضٌ من له شأنٌ بالأنساب أنّ المويعدات أصلهم من الأدارسة الحسنيين. و الله أعلى و أعلم. 10 سكنوا لغواط (الأغواط) و ضواحيها. 11 و هُو محمّد (نايل) بن عبد الله (الخُرشفي) بن علّال بن مُوسى بن عبد السّلام بن أحمد بن علّال بن عبد السّلام بن سليمان (مشيش) بن أبي بكر بن عليّ بن أبي حرمة بن عيسى بن سلّام (العروس) بن أحمد (مزوار) بن عليّ ( حيدرة) بن مُحمّد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنّى بن الحسن السّبط بن الإمام عليّ بن أبي طالب، و أمّه فاطمة الزّهراء ابنة رسول الله (صلّى الله عليه و سلّم)، سيّد الخلق أجمعين. و سلّام المعروف بالعروس قيل أنّ إسمه سالم، و أحمد مزوار قيل إسمه مروان. و تتّفق جُلّ الرّوايات أنّ سيدي نايل ولد ما بين سنتي 907 ه / 1501 م، و 918 ه / 1512 م، بجهة فِجيج (فِقيق)، جنوبي مدينة وجدة، بالمغرب، و بالتّحديد في مكانٍ يبعد عن الحُدود المغربيّة الجزائريّة، بمسافة 08 كلم، و عاش نحوًا من تسعين عامًا. و تذكر بعض كُتب التّواريخ أنّه ولد سنة 839 ه / 1436 م، و تُوفّي سنة 930 ه / 1524 م. و الله أعلى و أعلم. 12 إليه تُنسب الطّريقة اليُوسفيّة. 13 زاغز (زاقز) الشّرقي، و زاغز الغربي، و هُما مُستوطن أولاد سي محمّد (فتحًا) بن عبد الرّحمان بن سالم بن مُلَيك بن يحيى بن يحيى بن محمّد نايل، و يمتدّان من تُخوم السّبخة الشّرقيّة و أمّ الرّانب و السّفيفة، إلى ضاية البخور و حُدود طاقين (طاغين) شمالاً. و من تُخوم بلدية مجّدل (امجدّل)، إلى قدّيد أولاد أمّ الهانئ (أمّ هاني)، و حُدود الإدريسيّة (زنينة) جنوبًا. و ممّا تجدر الإشارة إليه في هذا الموضع أنّ سحاري الكَوانين و اليَعاقيب و أولاد يُونس و المَوامين و الخُبيزات، لا علاقة لهم البتّة بزاقز الشّرقي، و ما كان لهم بتلك الجهة، فهو واقعٌ بجوار الجبال، بداية من جبل اقعيقع و بسطامة، إلى سدّ أم الدّروع، أو الذّروع. و كثير من أراضي هذه الجبال، يشترك فيها معهم أولاد سيدي نايل، كأولاد شيبوط في الضّريوة، و أولاد درام في الشّبيكة، و الطّرايفة في بحرارة، و وادي سي سليمان و كذا أولاد بن علية في اقعيقع. و أمّا أراضي الصدارة (الزدارة) فهي تابعة لزاقز الشّرقي، في حيازة أولاد سي محمّد (فتحًا). و الله أعلى و أعلم. 14 تقول المرويات و الأسمعة الّتي تحصّلنا عليها، أنّ سيدي نايل استقرّ به المُقام بوادي اللّحم، و أدّى فريضة الحجّ، في آخر عُمره، و أوصى و هُو في مرض الموت، أن لا تُبنى على قبره قُبّة، أو يُجعل عليه أيّ شيءٍ من الجِصّ و غيره. و لكن بُنيت على قبره قُبّة، و هدمها الأتراك. و الله أعلى و أعلم. 15 و منه سُمّي نايل. و قد ذكر بعضهم أن شيخه أحمد بن يُوسف الملياني سمّاه نائلاً، من إسم فاعل نال ينال فهو نائلٌ. و في ذلك مدحٌ و تعظيمٌ. و من السّائر الذّكر بمنطقتنا الجلفة و غيرها : سِيدي نايل نالها و دَّا (أخذ) المفتاح و يا من تخدم (تصنع) كُلّ حاجة بالنّيّة. و دَّا قد تكون بمعنى أدّى، من الوَصل و الوِصال، أو من التّأدية، كتأدية الواجب، أو الشّيء إلى أصحابه. و سيدي نايل أخذ المفتاح (فال الخير) بفِعَاله و سجاياه الطّيّبة ؛ من أمانةٍ و صدقٍ و عفّةٍ و كرمٍ و بذلٍ و عطاءٍ و مُعاملةٍ حسنةٍ... و الله أعلى و أعلم. 16 قيل أنّ شيخه الملياني أشار عليه بذلك. و قيل اتّخذ ذلك ليُعْلِم النّاسَ بأصوله الأُولى السّاقية الحمراء. و الله أعلى و أعلم. 17 هُناك قطاعٌ واسعٌ من أولاد سيدي نايل مُنتشرون بالغرب الجزائري، كوهران و معسكر و مُستغانم و غليزان و الشّلف و تسمسيلت (فيلار) و تيارت، و بالشّرق الجزائري، كالخروب بقسنطينة. و الله أعلى و أعلم. 18 من الأدارسة الحَسنيين الموجودين بالوسط الجزائري و جنوبه ؛ البوازيد (نسبة إلى بُوزيد بن عليّ)، و هُم المعروفون بالشُّرفة، و لحمالات (نسبة إلى مُحمّد بن عيسى بن لُقمان الشّريف، المعروف بسيدي حملة)، و أولاد السّايح (السّائح)، و المذابيح. و الله أعلى و أعلم. 19 الجلفة صارت ولاية سنة 1974 م، و قبلها كانت تابعة لعاصمة التّيطري المدية. 20 هذا الإحصاء يعود إلى 20 جانفي 1861 م. و الله أعلى و أعلم. 21 رُوس العُيون (رُؤوس العُيون) مُعظمها للعبازيز. و الله أعلى و أعلم. 22 اشترى الشّيخ الفاضل عليّ بن مُحمّد بن بلقاسم بن دنيدينة الشّيبوطي المحمدي النّايلي المُتوفّى 1920 م، و قيل 1918 م، قطعة أرض من عند أولاد لعور، و جعلها مقبرة للمسلمين ؛ تبرّعًا و تصدّقًا، عُرفت بإسمه، و بالمجحودة. و الصّواب أن تُسمّى بإسمه. و الله أعلى و أعلم. 23 من البسط و الانشراح.