إلى السادة نواب البرلمان عن ولاية الجلفة، والي ولاية الجلفة، الحركة الجمعوية بالجلفة و إلى كل من يهمه الأمر ... هذه هي أسئلتكم أمام سؤال الطفل إلياس؟ المكان : الممهلات الموجودة على طريق الجلفة – المويلح (10 كلم شرق بلدية الجلفة) الزمان : الأحد 18 ديسمبر 2011 الساعة : 15:45 بعد الزوال (أي 79 ساعة "أكثر من 3 أيام" من حادث المرور الذي أودى بحياة خمسة مواطنين) الوصف : بالنسبة للشخص المتجه من الجلفة نحو الشرق على مستوى الطريق الوطني رقم 46 سوف يجد تسعة ممهلات (تبدأ على مسافة خمسة كلم في المخرج الشرقي للجلفة) في هذا المحور المروري الذي نستطيع أن نقول عنه أنه همزة وصل بين الشرق و الغرب و الجنوب الغربي، تمر فيه السيارات السياحية و النفعية و الحافلات المتجهة نحو الجنوب الغربي (بشار، تندوف) و حافلات نقل المسافرين نحو بلديات و مناطق الجلفةالشرقية (دار الشيوخ، المليليحة، المويلح) و المركبات العسكرية على اعتبار أن الممهلات تحاذي منطقة عسكرية. الممهل الأول يوجد على مستوى منعرج خطير يتميز بضيق الطريق فيه و الجانب الأيمن منه عبر مسافة 100 متر عبارة عن منحدر بعلو حوالي متر و نصف بالقرب منه مجموعة من أشجار الصنوبر الخضراء ... قبل هذا الممهل بحوالي 100 متر على الأكثر نجد إشارة مرور (الإشارة الوحيدة و لا غير) منبهة حول هذا الممهل (dos d'âne) و في هذه النقطة بالذات وقع حادث المرور – المجزرة الذي فقدت دار الشيوخ بسببه خمسة من أبنائها. الرواية الأرجح عن الحادث تقول بأن سيارة سياحية كانت تسير بسرعة (لأنه يفترض أننا في طريق وطني انسيابية الحركة فيه أمر مفروغ منه ) و عندما وصل صاحب السيارة إلى الإشارة المنبهة عن وجود ممهل حاول تقليل السرعة و لكن الإشارة إياها كانت قريبة جدا من الممهل فاضطر إلى كبح سيارته حتى يتجنب الكارثة و للأسف فقد كانت شاحنة مقطورة تسير خلفه و بسرعة تحاكي سرعة السيارة فحاول سائق الشاحنة بدوره أن يقلل من السرعة ثم يكبح الشاحنة لأنه أيقن أنه سوف يدوس السيارة التي بين يديه ... و في هذه اللحظة الحرجة فان الحل هو الخروج عن الطريق و لا يهم أن تتضرر الشاحنة بل المهم هو تجنب إزهاق الأرواح. لكن في هاته الأثناء كانت سيارة أجرة (طاكسي جماعي قادم من دار الشيوخ) تسير في الاتجاه المعاكس و لم يكن الركاب يعلمون أن الأقدار تخبئ لهم شاحنة مقطورة سوف تدوسهم جميعا و تخرج بهم إلى الغابة المحاذية. هذا الوصف الذي استطعت أن أسقطه على الطريق بعد عودتي اليوم الى دار الشيوخ (سالما و الحمد لله) و بعد مشاهدتي للصور على موقع الجلفة أنفو و بعد سماعي للروايات المختلفة عن الحادث و الله تعالى أعلم. الإستنتاج: بعد مرور 79 ساعة عن الحادث - المجزرة مازال مسرح الحادث بنفس التفاصيل التي أدت إلى وقوع الكارثة و نفس السيناريو الذي أدى إلى تيتيم إلياس (8 سنوات) و إخوته الثلاثة الأصغر منه ... مازال نفس السيناريو قائما و الظروف متوفرة لمزيد من الكوارث المرورية لا قدر الله. الآن و بعد هاته المقدمة الفضفاضة و الضرورية ... تنفجر أمامنا دفعة واحدة الأسئلة التالية: الكل يتكلم و يؤكد أن الممهلات هي السبب فمن يتحمل المسؤولية؟ هل تم فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات و معاقبة المتسببين؟ هل كان سيتم إزالة تلك الممهلات لو أن رئيس الجمهورية مثلا قرر المرور من هناك؟ لماذا لم يتم إزالة تلك الممهلات (حتى الآن 79 ساعة بعد الحادث) بعدما تسببت في الحادث – المجزرة أم أن هناك نصابا معينا من زكاة الأرواح يجب أن تسقط حتى يتقرر إزالته؟ لا سيما و نحن في موسم إخراج الزكاة؟ لماذا لم يتم وضع إشارات تنبه السائق إلى وجود ممهلات و على بعد مسافة تكفي السائق للتقليل من سرعة مركبته و كبحها في الوقت المثالي؟ من هي الجهة التي أمرت بوضع الممهلات؟ حسنا هناك من يقول أن الممهل قد تم وضعه من طرف جهة غير مدنية (عسكرية) ... إذا كان الأمر كذلك: هل هذا الجزء من الطريق الوطني رقم 46 يدخل في نطاق صلاحيات السلطات العسكرية؟ هل قامت الجهات العسكرية بالتنسيق مع السلطات المدنية حول ذلك؟ و إذا كان هناك تنسيق و استشارة فمن هي هذه السلطة المدنية؟ من الموكل قانونا بفتح تحقيق على مستوى الجهة العسكرية خاصة و أن الحادث وقع في مكان خاضع للسلطات المدنية و ضحاياه مدنيون؟ بمعنى القضاء العسكري أم القضاء المدني؟ من أمضى على مقررة (Décision) انجاز الممهلات (لا سيما ذلك الموجود على مستوى المنعرج)؟ من يتحمل مسؤولية عدم التحرك لإزالة خطر الممهلات إلى غاية اللحظة (79 ساعة بعد الحادث)؟ المكان: نفس المكان الزمان: 20 ديسمبر 2012 على الساعة 16:00 (5 أيام و 8 ساعات بعد الحادث-المجزرة) الوصف: نفس الوصف السابق و لكن بإضافة إشارتين مروريتين جديدتين حول الممهلات الأولى باتجاه الشرق بالقرب من محطة خدمات بلعباس التي تلي محطة الخدمات المحاذية للمحطة البرية، أما الثانية فهي بالنسبة للقادمين إلى الجلفة و على مسافة 10 كلم. نفس الأسئلة السابقة مازالت تطرح؟ السادة نواب البرلمان بغرفتيه، السيد والي الولاية ، السادة ممثلوا الحركة الجمعوية الجلفاوية: إن الحادث – المجزرة الذي وقع يوم الخميس 15 ديسمبر 2011 على الساعة الثامنة صباحا قد وقع بفعل تقصير و هناك فرق كبير جدا (كبر ولاية الجلفة و كبر عدد سكانها و كبر حجم غيرتكم على سكانها) بين خطأ التقدير و سوء التدبير لأن الأمر يتعلق بممهلات يراد منها التقليل من حوادث المرور لذلك يحكم وضعها في الطريق أمور تقنية و اعتبارات معينة تجعلها تؤتي أكلها ... و لكن الممهلات إياها لا تحكمها أية اعتبارات تقنية (مثل المسافة بين الممهلات و المسافة بين الممهلات و الإشارات المنبهة بوجودها و إمكانية وضع الممهلات على مستوى محور طرقي وطني سريع يتميز بكثافة الحركة البرية على مستواه فضلا عن كونه ليس طريقا مزدوجا أو سيارا). هذه كلها أسئلة سهلة يمكنكم أن تجلبوا لنا الإجابة عنها بما أنكم مسؤولون أمام الله ثم أمامنا نحن ساكنة الجلفة بحكم مناصبكم و تمثيلكم على مستوى البرلمان و على مستوى الجلفة ... أما السؤال الأصعب صعوبة الخطب الذي ألم بنا فقد طرحه البارحة و ببراءة ... الطفل إلياس "متى سيعود بابا؟"