يصادفُ اليوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر 2011 الذكرى الثالثة والثلاثون لوفاة الرئيس الراحل الرمز "الهواري بومدين" الرجل الذي جعل الجزائر في عزة وجعل منها دولة مهابة وفي عهده تحرر الشعب من الأمية، وهو من طور الشعب الجزائري والذي أسس لأسس للديمقراطية الحقيقية، ومنح للشعب عزته وبعث فيه الكثير من خلال ما تميز به من خصال وهو من جعل مجانية التعليم والصحة أيضا، رجل رحلَ وترك بصماته راسخة في الواقع والاذهان وفي مختلف المجالات، كانت له مكانة متميزة في المحافل الدولية وقد ساند قضايا التحرر في العالم وهو المساند الكبير للقضية الفلسطينية صاحبُ المقولة الشهيرة التي لاتزال تبعثُ بصداها في الآذان والقلوب "نحنُ معَ فلسطين ظالمة أو مظلومة" وهاهو ذا يرسخ في أبناء الشعب ما ندينُ به كمسلمين إلى القبلة الاولى وثالث الحرمين... بومدين هو ذاك الرجل الذي تجاوب مع شعبه رجل مناسب اختار المكان المناسب والانسب، سياسته الرجل المناسب للمكان المناسب، وقد علمنا من آبائنا وما يزال صداه يرسمُ في الجزائر صورته على الدوام من عرفوا حقيقته وفجعوا برحيله، جعل الجزائر دولة لا تزولُ بزوال الرجال، وهو الحريصُ على بناء الدولة في ظل العدالة الاجتماعية يأخذ بيد شعبه في الاستفادة من خيرات الوطن، في توازن بين أبناء الوطن الواحد وولاياته على اختلاف اللغة والعادات والمناطق، كان مثالا حقيقيا للوفاء والنزاهة والنظافة كما يقال "خدام حزام" ولم يترك في حسابه إلا دنانير، وجعل من مكتبته الشخصية مكانا لينهل الكثير من العلم بها إلى اليوم، رجل استجاب لطموحات وآمال شعبه بالرغم من الوضع الاقتصادي والاجتماعي آنذاك، وعرفت في عهده منظمة عدم الانحياز نشاطا مكثفا وجعل للجزائر حسابات في الموازين الدولية، جعل من مساهمة الجزائر شأنا في سياسة الدول والدبلوماسيىة الخارجية حيث لا سياسة للكرسي الشاغر في اللقاءات العربية والدولية وحلت العديد من القضايا الدولية بوساطة الرئيس هواري بومدين وحكمته في تطويق الكثير من الأحداث قبل أن تتعقد الأمور، وهو المعروف أيضا في الاستماتة دفاعا عن اللغة العربية.. تلكَ هي انطباعات عن رجل رحل مغادرا هذا العالم تاركا معنى حقيقيا للحياة، ودرسا في الرجولة والكرامة والسيادة، وزعيما للقيادة السياسية والفكرية، ويذكرك التاريخ يا بومدين لأنك كنت عظيما ولا زلت... رحم الله الراحل وأسكنه فسيح جنانه... ولأننا ننعمُ اليوم نحنُ أبناء الجزائر من سياسة حكيمة تركتنا نعيشُ عليها، فلا يزال ذكرك يصنع الحدث ...