مباشرة بعد تطرّق الجريدة الإلكترونية "الجلفة إنفو" لطريقة سير المسابقة الشفهية لتوظيف الأساتذة في مختلف الأطوار، وصلتنا الكثير من الأصداء و الملاحظات و الرسائل سواء من المشاركين في المسابقة أو من عمال القطاع ... و حتى من موظفين من داخل البناية الخضراء. جميع هذه الأصداء تصب كلها في قالب واحد و هو استغراب الطريقة التي تمت بها المسابقة الشفهية و الجانب التنظيمي في شقه المتعلق بتوزيع المترشحين أو الاستعانة بالشرطة في "تأمين" مسابقة ولائية مهنية بحتة ... يفترض أن المترشحين فيها هم أبناء "ولاية واحدة" و هم من النخبة الجامعية المثقفة المتحضرة التي لا يتطلب حضورُها استدعاء الشرطة !! و رغم أن اللواء "عبد الغني الهامل" المدير العام للأمن الوطني قد أكد في ماي الفارط بقسنطينة أن الشرطة سوف تتخلى تدريجيا عن تأمين المباريات و تنظيم الجماهير المتدفقة على الملاعب تاركة ذلك إلى لجان أنصار النوادي و الفرق ... إلا أنه الواقع ينذر بأن المديريات التنفيذية صارت تتجه إلى الاستعانة بالشرطة في تأمين مسابقات موظفيها "لحاجة في نفس يعقوب"، فصرنا نرى الشرطة عند مداخل مراكز الامتحان المهنية مثلما نراها عند مداخل الملاعب ... يحدث هذا رغم أن اللواء الهامل قد أكد أيضا في ذات المناسبة على أن الشرطة سوف تتفرغ لمهامها الرئيسية ، فما علاقة ذلك بمسابقات توظيف مربّي الأجيال ؟؟ ما يدعو إلى الاستغراب حقا في طريقة "البعثرة و الشّرطنة" التي اتبعتها مديرية التربية بالجلفة، هو أن ذات المسابقة قد جرت في ظروف عادية بكل من ولايتي المسيلة و الأغواط أين أجرى المترشحون من نفس التخصص امتحانهم في مركز واحد و أمام لجنة واحدة لكل تخصص ... ففي ولاية المسيلة تم مثلا تقسيم المترشحين للثانوي على مركزين : ثانوية علي بن الرشيق بالنسبة للمترشحين للتخصصات العلمية و ثانوية عبد الله بن مسعود بالنسبة للتخصصات الأدبية. أما في الأغواط فنجد مثلا أن المترشحين لتخصص "أستاذ شريعة في الثانوي" تم جمعهم بمتوسطة البابطين بالواحات. عكس ما قامت به مديرية التربية بولاية الجلفة مع ذات الفئة، حين وزعتهم على عدة مراكز إجراء من بينها متوسطة الأمير عبد القادر و متوسطة الرايس محمد و متوسطة الأمير خالد و ثانوية أول نوفمبر ... و بالنسبة للخطوة التي قامت بها مديرية التربية لولاية الجلفة فإنها قد تسبّبت في تجنيد عدد كبير من الأساتذة و المفتشين و الموظفين الإداريين من نفس التخصص من أجل توزيعهم على مراكز الإجراء ... رغم أن جميع المترشحين و حسب ملفاتهم يحوزون على "شهادة الإقامة" أي مقيمون نظريا بالجلفة ... و منه تسقط حجة أن المسابقة وطنية و أن هناك مترشحين و مترشحات جاؤوا من ولايات بعيدة و لابد من التيسير عليهم مادمنا في شهر "الصيام و الورع و التقوى و الرحمة و الخوف من الله " أو من أجل أن تعود "المترشحات" منهن باكرا إلى ولاياتهن خوفا على "شبابهن" من ذئاب الطرقات !! أما الخطوة الأخرى التي جلبت الانتباه إلى تنظيم المسابقة، فهي تتعلق بالاستعانة بأعوان الشرطة و كأن مديرية التربية بالجلفة تخشى من وقوع هجوم على مراكز الامتحان، أو تخاف من احتكاك المترشحين "المقيمين جميعا بالجلفة" ببعضهم البعض !! أخيرا سيكون بوم الإعلان عن النتائج عرسا حقيقيا لجميع أولاد ولاية الجلفة الأقحاح من الذين رضعوا "الفرارة" قبل حليب أمهاتهم ثم أدمنوها في المقاهي حتى الثمالة بعد التخرج بسبب البطالة ؟ الأيّام القادمة ستكشف لنا الكثير لأننا نراها حبلى الآن !!