ان ذوي الاحتياجات الخاصة جزء لا يتجزأ من المجتمع، ومراعاة ظروفهم واجب وطني وانساني. كما أن احترام القوانين الخاصة بهم دليل على رقي المجتمع وتحضره، لكن من المؤسف أن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة تحولت في كثير من الاوقات الى مجرد شعارات، ولا وجود لمعظم بنود القانون على أرض الواقع، والعين الراصدة لا تخطئ ما يحدث من انتهاكات لحقوق هذه الفئة. يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة في مجتمعنا من أمور كثيرة بسبب التجاهل التّسلّط عليهم من جهة. و من جهة أخرى جهل الكثير من أفراد المجتمع بالحقوق و القوانين والأنظمة التي تحفظ حق المعاق و تدافع عنه و ترعاه حتى يمارس حياته مثل غيره من الأسوياء. و قد صار من الواجب على المتخصصين توعية المجتمع بواجبه تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة لاسيما الإدارات الحكومية حتى لا يشعر الشخص المعاق بأنه عالة على مجتمعه. و على سبيل المثال لا الحصر تسهيل ولوجهم الى الأماكن العامة ليسهل تنقلهم دون عناء. و لعله من نافلة القول أن نذكر أنه من بين الأمور التي أدهشتنا أن هنالك الكثيرين من المثقفين والمتعلمين فضلا عن عامة الناس يحكمون على شخص ما بأنه عاجز ومعاق من خلال ما يبدو عليه ظاهريا، وهذه طبعا نظرة قاصرة بدون شك، فكم من شخص معاق تغلب على ظروفه وتمكن من صناعة إنجازات كبيرة يعجز عن مثلها كثير من الأصحاء. فالإعاقة إذن لا علاقة لها بما يصيب الجسد من عاهة أو خلافه، وإنما المعاق الفعلي هو كل من وقع ضحية التواكل والتكاسل وأثبت عجزا في تأدية دوره كإنسان منتج فاعل على مستوى أسرته ومجتمعه. فكيف بعد هذا يمكن قبول نظرات الشفقة دون أن تترجم إلى فعل حقيقي يسهم في إتاحة الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة للانطلاق نحو آفاق أرحب ليحققوا طموحهم وتطلعاتهم وآمالهم. لأن ذوي الاحتياجات الخاصة غير عاجزين و بإمكانهم أن يكسروا القاعدة ويثبتوا من جديد أن من بينهم ممن أثبتوا نجاحا كبيرا في حياتهم وقدموا لوطنهم ومجتمعهم ما لا يقدر على تقديمه الكثير ممن أنعم الله عليهم بالصحة. أهم المشاكل التي يتعرض لها ذوي الاحتياجات الخاصة تصرفات المجتمع الخاطئة نحو المعاقين هي أخطر من الإعاقة نفسها ومن أمثلتها: مشكلات اجتماعية: إطلاق بعض الألقاب والاستهزاء، الحماية الزائدة، القسوة الزائدة. مشكلات أسرية: نظرة الوالدين للطفل المعاق على أنه عقاب من الله لهم على أخطاء سابقة، وإنكار بعض الوالدين إعاقة أبنائهم، رفض الطفل المعاق، خجل الوالدين من وجود طفل معاق لديهم. مشكلات تربوية: نقص الإمكانات والأجهزة اللازمة لتعليم بعض الفئات، نقص المعلمين المؤهلين والمدرسين لرعاية بعض الفئات كفئة الإعاقة الذهنية. مشكلات مهنية : نقص فرص العمل، نظرة أصحاب العمل بأنه الأقل إنتاجا. مشكلات انفعالية: الشعور بعدم الرضا والخوف والإحباط والنقص. من حقوق المعاق إن حمل الشخص لبطاقة «معاق» تعني حصوله على خصم يصل إلى %50 في الكثير من المستشفيات الخاصة بجانب العلاج في مستشفيات الدولة، اضافة إلى اعطاء المعاق الأولوية في انهاء المعاملات لدى مراجعته المصالح الحكومية والخاصة أيضا، وعدم وقوفه في طوابير الانتظار، إلى جانب إعطائه «ملصقا» للسيارة لركنها في مواقف المعاقين، اضافة إلى حق السكن والاعانات المادية والرعاية الاجتماعية. النواب والمعاقون يرى كثير من ذوي الاحتياجات الخاصة وأهاليهم ان اهتمام بعض النواب بقضاياهم دون المأمول، فقليل من ممثلي الأمة هم الذين يتبنون مطالبهم وينقلون همومهم تحت قبة البرلمان. وانتقد معاقون وأهاليهم بعض النواب الذين يستغلون قضايا هذه الفئات في التكسب السياسي ودغدغة مشاعر الناخبين فقط. مرة أخرى ، نؤكد أن حقوق المعاقين ليست منّة من أحد، والمطلوب تكريسها وجعلها واقعا معيشا، وعلى جهات الدولة ومنظمات و جمعيات المجتمع المدني التعاون مع الحكومة في دعمهم ومساندتهم والتوعية بحقوقهم وقضاياهم. إن رقي الدول وتقدمها وتحضر شعوبها من الأمور التي تقاس بمؤشرات عدة، على رأسها احترام المعاقين وتقديرهم والإحساس بمعاناتهم وعدم انتهاك حقوقهم أو تجاهل القوانين الخاصة بهم.. فهل نحن متحضرون؟