"المظاهر خداعة" ... هذا المثل يصدق على حي "قناني" أحد أقدم الأحياء الواقعة بقلب مدينة الجلفة، لأن واجهات سكنات "حي قناني" المقابلة لعمارات "البابور" و حي "بربيح" و حي "المسجد الجديد" تخبئ داخلها مأساة لحي استغرب سكانه عدم تصنيفه في ضمن الأحياء التي بها سكنات هشة على غرار حي "البرج". "الجلفة إنفو" انتقلت الى قلب حي قناني و التقت بسكان الحي الشباب منهم و قدماء الحي. حيث كان لنا في هذا الصدد لقاء مع الحاج "سالمي محمد بن سعد" صاحب دكان مواد غذائية يعتبر من أقدم الدكاكين على تراب مدينة الجلفة لأن تاريخ افتتاحه يعود الى سنة 1958. حيث أكّد لنا الحاج سالمي، المزداد عام 1917، أن حي قناني من الأحياء العتيقة التي حافظت على طابعها منذ بنائها في عهد الاحتلال، و دون أن يستفيد من أي برنامج لترميم سكناته أو اعانة في عهد الاستقلال.
الشيخ "سالمي محمد بن سعد" تركنا الحاج سالمي في دكانه بعد أن ألح علينا بكرمه و سخائه على شرب القهوة، و شرعنا نتجوّل داخل أزقة هذا الحي العتيق. و هي الأزقة التي تشبه في كثير من تفاصيلها أزقة حي البرج و تعرّجات شوارعه الضيقة. و مثلما لمدينة "دلس" قصبتها و لغرداية قصبتها و العاصمة أيضا، فانه يمكن اعتبار حي قناني الى جانب حي البرج بمثابة قصبتين لمدينة الجلفة و ان كان هناك اختلاف في تاريخ البناء. و أثناء تجولنا داخل الشوارع، رصدت عدسة "الجلفة إنفو" بعض المدخنات التقليدية الموجودة على سطوح المنازل المغطاة بالقرميد. و هو ما يعني أن الكثير من هذه البيوت العتيقة تعاني من تسرب المياه الى داخلها مادامت مبنية بالقرميد منذ عشرات السنوات. كما أن الكثير من منازل حي "البرج" مبنية بواسطة الحجر و لاحظنا أن بعض الجدران التي تآكلت مع الزمن ليظهر أنها مبنية بواسطة التراب. سكان حي "قناني" و في لقائهم مع "الجلفة إنفو"، أكدوا على أنه اذا كان الناس يستبشرون بقدوم الشتاء و هطول الأمطار فان حالهم مع الأمطار هو ضرب من المعاناة لا سيما و أن الكثير من السكنات قد صارت مصدر خطر على ساكنيها بفعل فيضانات 2007/2008 التي مازال يتذكر سكان حي قناني كابوسها و كادت أن تكون "فيضانات باب الواد" لولا تدخل عناصر الحماية المدنية آنذاك و تكاثف جهود السكان و تعاونهم. و رغم استفادة حي "قناني" من مشروع لإعادة تهيئة شبكة الصرف الصحي بعد الفيضانات التي انتهت بها الأشغال منذ سنتين، الا أن السكان اعتبروا ذلك غير كاف. لأنه في نظرهم كان يجب أن تتبع تلك العملية تقديم اعانات للسكان من أجل اعادة ترميم سكناتهم التي تضررت بفعل الفيضانات و التي مازالت آثارها قائمة الى اليوم. و هذا على غرار الحصة التي استفاد منها سكان حي "البرج" في اطار برنامج رئيس الجمهورية. كما أكد اصحاب السكنات "الهشة" أن الخطر على عائلاتهم و سكناتهم قائم في حال انسداد شبكات التصريف الصحي و بقاء مساكنهم على حالها. حيث دعوا السلطات المحلية و الولائية الى الالتفات الى حيهم و احصائهم و برمجة استفادة حيهم من اعانات للترميم. رئيس الدائرة ... "نسخة على سبيل عرض حال الى السيد الوالي" !! سكان حي "قناني" راسلوا رئيس دائرة الجلفة من أجل الاستفادة من الإعانات التي منحت لدائرة الجلفة في اطار الترميم و التهيئة للأحياء القديمة، حيث أبلغهم رئيس الدائرة بأن تلك الحصة قد تم تخصيصها لحي البرج مكتفيا بتذييل رده بعبارة "نسخة على سبيل عرض حال الى السيد الوالي" !!