حي المجاهدين بمسعد في حي المجاهدين بمدينة مسعد و قرب سفح ذلك الجبل، يسكن "جان فالجان" في أحد الأكواخ الحقيرة و كل حلمه في الحياة مسكن يأويه من برد الشتاء و حر الصيف، أما أكله فهو مما تجود به عائلات فقيرة لفقير اكثر منها، و"فالجان" هذا، ليس بطل رواية البؤساء ل "فيكتور هوجو" بل هو بطل قصة مأساوية و ما اكثر البؤساء في هذا الحي و في هذه المدينة. معاناة هذا المواطن مع السكن تعدتها لبناء كوخ من القصب، ففي هذا الحي الذي تنعدم فيه التهيئة و يكشر فيه الفقر على انيابه ، يعيش آلاف المواطنين من أزمة سكن و إنارة و صرف صحي و معاناة في رحلة البحث عن الماء، و في هذا الحي أيضا الذي يعاني اغلب أبنائه من البطالة، يوجد تسرب مدرسي كبير و عائلات يعاني أبنائُها من الاعاقة، فالتهيئة التي تصرف عليها الدولة ميزانيات ضخمة غائبة تماما، و هناك بغضب كبير استقبلنا أحد الشباب و عبّر عن حنقه الكبير على المسؤولين المحليين متهما إياهم بتجاهل حيهم و في مكان آخر قادنا المواطنون إلى شارع ضيق، الوصول إليه لا يكون إلا عن طريق سلم صار يشكل خطورة على الجميع، رغم أن صيانته و وضع حائط لحماية الأطفال من السقوط لا يكلف ميزانية البلدية إلا القليل جدا. الحي كما هو حال أحياء أخرى يحتاج لتخصيص برامج كاملة لتهيئته و إعادة الأمل المفقود في العدالة الاجتماعية لساكنيه، و رغم أن أحد المواطنين فيه شبه لنا مطالبة المسؤولين بالالتفات إلى حيّهم كمن يستجير بالنار من الرمضاء، إلا أن هذا الوضع لم يمنع بعضهم من بذل مجهود لإرجاع بعض الأمل لدى أطفاله كما هو حال فوج "الحياة" للكشافة و الطفولة، الذي بدأت برامجه و أنشطته تؤتي أكلها في تحسن المستوى الدراسي لمنتسبيه من أطفال الحي .