عائلة من سبعة أفراد تعيش على كشك من الكرتون تعاني عائلة معوزة تقطن بحي سركينة القصديري الواقع بضواحي مدينة قسنطينة من ظروف مأسوية مرتبطة بإعاقة حركية لمعيلها الوحيد الذي يجد صعوبة كبيرة في توفير لقمة العيش لأفراد أسرته المتكونة من 7 أفراد ، وهو ينتظر الخضوع إلى عملية جراحية على البروستات منذ عدة أشهر ، بالإضافة إلى ظروف إقامة صعبة داخل كوخ قصديري حول حياتهم إلى جحيم. النصر زارتهم للوقوف عن قرب حول هذه المعاناة على أمل نقل صوتهم إلى السلطات المحلية وأصحاب البر والإحسان لمساعدتهم والتخفيف من محنتهم . معيل هذه العائلة الفقيرة المتكونة من سبعة أفراد المواطن صالح بوراس يسكن هو و زوجته و بناته الخمس كوخا قصديريا أشبه بالجحر، تنعدم فيه أدنى شروط الحياة الأساسية و أبسطها الهواء النقي الذي تخنقه الرطوبة. و لا يحمي سقف الترنيت الهش و القطع الخشبية البالية التي تغطي ثقوبه الكثيرة أفراد الأسرة لا من أمطار الشتاء الباردة و لا من حر الصيف الحارق ، دون الحديث عن الفقر المدقع الذي تعانيه في صمت. خمس بنات و أم تعاني من إعاقة الصمم و البالغة من العمر 40 سنة يعيشون داخل شبه جحر في ظروف مأسوية ، أثرت كثيرا على دراستهن، فشيراز (12 سنة) مازالت تدرس بالسنة الخامسة ابتدائي لأنها أعادت السنة أكثر من مرة و تحاول هذا العام أن تغتنم فرصتها الأخيرة لمواصلة تعليمها، و فتيحة ( 10 سنوات) تدرس بالسنة الرابعة ابتدائي، فيما تنتظر إيمان (5 سنوات) الإلتحاق بالمدرسة العام القادم . والأسرة تضم أيضا نهاد ( 3 سنوات) و سلمى أصغرهن التي لم تبلغ السنة بعد و التي استقبلتنا تحبو عند عتبة باب كوخهم . يعتمد رب هذه العائلة ومعيلها الوحيد على كشك مصنوع من الترنيت يبيع فيه الحلوى و السجائر، و الذي غالبا ما يتعرض للهدم من قبل السلطات لأنه لا يملك رخصة البيع ، كما تعرض أيضا للسرقة رغم أنه كما قال " لا يساوي شيئا "، مما يضع العائلة بأكملها بين مخالب الجوع لفترات طويلة إلا أن يعاود بناءه مرة أخرى رغم أنه يعرف أنه سيلقى نفس المصير، و لكن حاجته لمدخول ولو ضعيف تدفعه للمحاولة مرارا و تكرار في انتظار منحة المعاق التي تصرف له كل ثلاث أشهر و التي لا تتجاوز 12 ألف دينار، خاصة بعد أن يئس من الشكاوي الكثيرة التي قدمها لمديرية الضمان الاجتماعي بعد كل عملية هدم لكشكه الفوضوي المجاور لبيته، و التي طلب منها مساعدته للحصول على كشك مرخص يضمن له و لعائلته مصدر رزق ثابت و دائم حتى لو كان قليلا و متواضعا، وبعد استقباله أخبروه بأن عليه أن ينتظر ثلاث أو أربع سنوات للموافقة على طلبه. فالأب صالح البالغ من العمر 47 سنة أصيب منذ سن 25 سنة بإعاقة في قدمه اليمنى بعد حمى شديدة أدت إلى عجزه و عدم قدرته على المشي، بالإضافة إلى إصابته بمرض البروستات الذي يتطلب التدخل الجراحي السريع لعلاجه ،غير أنه مازال في انتظار أن يحل دوره لإجراء العملية بالمستشفى الجامعي بقسنطينة ، وذلك قبل شهر رمضان الماضي. و هو يأمل في إجراء هذه العميلة في أقرب الآجال و الحصول على كشك صغير يسد رمق عائلته الفقيرة ، أما مشكلة السكن فقال عنها : " لا اعتقد أننا من الذين يمكنهم الحلم بسكن لائق، فالعديد من الجيران بما فيهم إخوتي الذين يقطنون في نفس الحي حاولوا لسنوات الحصول عليه و لم يكن لديهم الحظ في الفوز به، فكيف سيحصل بؤساء مثلنا عليه ".