هل المحطة تصفّي المياه؟ لطالما كان واد ملاح شريان حياة للجلفة ومكان استجمام وراحة لأبنائها وأهلها لاسيما وهو يشقها انطلاقا من مدينة الجلفة الى غاية شمال الولاية نحو السبخة، ويمر بالكثير من المناطق فيُغذّيها بمياهه ويمنحها مواردا من مياه السقي والشرب وتنوعا حياتيا من أسماك وبرمائيات وثراء بيئيا ايكولوجيا مختلفا. واضافة الى ذلك أنه لطالما شكل محطة استراحة للكثير من أنواع الطيور المهاجرة ... ولكن أين "وادي ملاح" اليوم من كل هذا المجد الغابر؟ ....لقد أصبح عبئا ثقيلا على الولاية ومجرى ساما ومسمما للوجود الايكولوجي. لقد قتلت فيه الحياة وامتد هذا القتل لكل حوض الواد وضفتيه وليس هذا الا نتيجة تخاذل الوصاية وسوء التسير وصمت أطبق على هذا المجرى التاريخي البيئي. اننا مطالبون اليوم كلنا بوقفة جادة حازمة لاجل انقاذ ما يمكن انقاذه وارجاع الحياة لربوع هذا الوادي ومنه لكل شطر الولاية الشمالي تقريبا. الوضعية الحالية للواد ... قامت مجموعة "الجلفة بانوراما" بحملة تحسيسية بعنوان "انقذوا وادي ملاح" حيث دعت الى مسيرة راجلة ضمت مجموعة من رواد الترحال وانطلقت من وسط مدينة الجلفة واتجهت عبر مجراه لتسجل وبكل أسف ما آل اليه الوادي من وضعية كارثية ... ورغم ما أنفقته الدولة من مليارات لأجل حمايته واعادة رسكلة الوادي ومياهه، الا أن الوضع الذي عليه الآن هذا المجرى يبقى غير مفهوم بتاتا وغير مبرر، فالمياه العادمة لازالت كما هي تصب في مجراه رغم أنه كانت هناك مشاريع ضخمة لحصرها في قنوات ضخمة رصفت بالودي وتضخ المياه لمحطة التصفية. فنحن مازلنا نلاحظ قوة المياه المتدفقة بين ضفتي الوادي والتي مصدرها كل أحياء المدينة من الجلفة الجديدة الى غاية بوتريفس وعين اسرار وغيرها من الأحياء لتصل الى نهر جاري من القاذورات قادما من أحياء الشعوة والزريعة ويصب مباشرة في مجرى الوادي عند محطة السكك الحديدية ثم الى وادي ملاح !!!!!! أما محطة التصفية فلا نعلم بالضبط الدور الذي تقوم وهو امر يحتاج الى الجهات المتخصصة والمرخص لها لتقوم بتفقدها وتفتيشها الا ان المجموعة لاحظت امرين مهمين : * ان كمية المياه الخارجة من قنوات الصرف الخاصة بمحطة التصفية هي كميات ضئيلة مقارنة بالمياه التي لا تمر أصلا بالمحطة وتسير في مجرى الوادي مباشرة. * انه وحتى هذه الكميات الصغيرة الصادرة من المحطة ليست مكررة بل هي مياه عادمة أي انها مرت بالمحطة دون رسكلتها وتكريرها. ويبقى التساؤل مطروحا لحين البحث والتحقيق في الأمر. ان وادي ملاح شريان حياة يغذي الكثير من البساتين والحدائق والأماكن الأثرية مثل الطاحونة المائية العسكرية. كما أن هناك الكثير من المواطنين وبأعداد معتبرة يستثمرون من خلال الفلاحة والري من هذا الواد وهو ما يوفر على الجلفة كميات هائلة من استنزاف المياه الجوفية. ومما لا يخفى أن الوادي يغذي أصلا هذه المياه الجوفية وهو ما قد يحيلنا الى الخطر الذي قد يسببه تلويث هذا الوادي لاسيما ان طرحنا مشكلة مدبغة الجلود التي تعتبر خطرا كبيرا من حيث المواد شديدة السمية والمسرطنة التي ترمى مباشرة الى مجرى الوادي. سنرفق هذا الملخص بصور توصف الوادي والمياه الآسنة التي به ونتوجه به الى كل من دور في سبيل انقاذ هذا الاثر البيئي وهذا المجرى الذي هو مرتقب آمال الولاية ككل. المياه العادمة قرب مجرى الوادي وانبوب المحطة الذي يضخ يسرب المياه مباشرة للوادي كما يظهر بنفس درجة التلوث
الصور الان تحت الجسر أي مباشرة عند مخرج الجلفة ... لاحظ المياه القادمة من الجهة الشرقية للمدينة
الصور الثلاث للمياه العادمة القادمة من منطقة الشعوة وضواحي الجهة الغربية لمدينة الجلفة ... الصورة ملتقطة مباشرة بعد الخروج من محطة القطار هناك قنطرة صغيرة توجد هناك
واد ملاح ... مكب للنفايات التي تهدد الحياة المائية به