... مجهودات كبيرة تبذل اليوم في السر والعلن لجعل حق المواطن في الإعلام حقيقة مجسدة على أرض الواقع، كما أن مجهودات مماثلة تبذل من أجل ضمان تغطية إعلامية لكل أرجاء الجزائر، وينصب مجهود الدولة في هذا الاطار/ بالخصوص / على تغطية جنوب الوطن، الذي رغم ما يعرفه هذا الجزء الشاسع من بلادنا من نمو اقتصادي مهم، إلاّ أنه ظل ومازال يعاني من نقص كبير في التغطية الاعلامية وخاصة الصحافة المكتوبة، والبداية كانت من ورڤلة التي تحتضن منذ سنتين تقريبا مطبعة تطبع عشرات الصحف، إلا أن المعطيات الأولى تظهر أنها غير كافية ولا تلبي الطلب المتزايد للقراء على الصحافة المكتوبة، بل أن أغلب هذه الصحف لا تصل الى المدن الداخلية لولايات الجنوب، أو بالأحرى الدوائر والبلديات والتجمعات السكانية، فمن خلال تظاهرة الصالون الوطني للإتصال الذي انتظم خلال الأسابيع القليلة الماضية بولايتي بشار وورقلة، إتضح أن جنوبنا الشاسع يفتقر فعلا للصحافة الوطنية المكتوبة، ولمسنا هذا من خلال إلحاح المواطنين والسلطات المحلية على ضرورة إنعاش هذا القطا وإيجاد الحلول السريعة والممكنة لإيصال الصحافة الوطنية المكتوبة لهذا الجزء الجنوبي من وطننا لتزويد سكانه بالأخبار والمعلومات على غرار سكان الشمال . وفي موازاة ذلك تسليط الضوء على الانعاش الاقتصادي الذي يعرفه الجنوب وما يشهده من تنمية شاملة في شتى القطاعات، لكن المواطن الجزائري في الشمال لا يعرف شيئا عنها بسبب غياب الإعلام الوطني. وعليه نقول أن إنتشار الإعلام الوطني لم يواكب التطور الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والتربوي الذي يعرفه جنوب الوطن، فهناك اليوم سبعة مدن جامعية يؤمها آلاف الطلاب والطالبات ويدرس بها مئات الاساتذة وعشرات المركبات الصناعية ومناظر سياحية خلابة تحتاج إلى دعاية اعلامية .. رغم كل هذا الزخم فالمنطقة لا تتوفر إلا على مطبعة واحدة تطبع عشرات العناوين/ كما سبقت الإشارة إليه / بورقلة لا تلبي الرغبات المتزايدة للمواطنين في الحصول على حقهم في الإعلام. جريدة «الشعب» التي رصدت هذه «الظاهرة» بمناسبة مشاركتها في الصالون الوطني للاتصال، قررت بداية من عدد اليوم تخصيص صفحات تهتم بالتنمية الشاملة التي يعرفها جنوبنا الواسع من خلال انجاز تحقيقات صحفية بعين المكان تبرز فيها الايجابيات، قصد دعمها والاقتداء بها، كما تكشف من خلالها النقائص والسلبيات والمشاكل قصد تفاديها أو ايجاد الحلول الملائمة لها، فتكون بذلك صفحات خاصة بمنطقة جنوب الوطن تتناول مسار الإنماء والتطور الذي يعرفه هذا الجزء الشاسع من بلادنا ، زيادة على جعلها منبرا للقراء بصفة خاصة والمواطنين بصفة عامة، يطرحون فيها قضاياهم ومشاكهلم الاجتماعية بكل صدق وموضوعية، كل ذلك من أجل إيجاد الحلول الملائمة لها. فلتكن بداية موفقة - بإذن الله - ومبادرة تلقى التقدير والتشجيع من الجميع لتعقبها مبادرات أخرى تصب في رافد جريدة «الشعب» التي تعمل جاهدة من أجل إيصال إعلام موضوعي ونزيه إلى كل القراء في كل مناطق الوطن، وهذا واجبها و هي ملتزمة به