بمناسبة الدورة 12 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف، التي ستجري فعالياتها بين 23 و31 ديسمبر الجاري، نشط محافظ التظاهرة السيد محمد يحياوي ندوة صحفية أمس الأربعاء بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشتارزي، قدم فيها حوصلة عن البرنامج ومحاوره الرئيسية، كما أكد على أن الهدف الرئيسي كان مواصلة الوجود واستمرار هذا المهرجان، الذي سيشهد تعديلات سيتم الإعلان عنها في حفل الاختتام. قال محمد يحياوي، محافظ المهرجان ومدير المسرح الوطني، إن هذه الدورة ستعرف، إلى جانب عروض ال16 فرقة مشاركة من مختلف أنحاء الوطن، محاور أخرى منها ورشة النقد المسرحي، التي يشرف عليها أستاذة متخصصون من الجزائر (جميلة زقاي وعدلان بن جيلالي) والمغرب (فهد الكغاط) وتونس (يوسف بحري)، ويستفيد منها نخبة من الصحفيين والطلبة الجامعيين، وتطال الجوانب الأكاديمية إضافة إلى التمثيل والتعبير الجسماني. ويشهد المهرجان تكريما للفنان عمر قندوز، وعروضا خارج المنافسة بقاعة الشباب بشارع العربي بن مهيدي وساحة المسرح الوطني، ناهيك عن برنامج لبيع الكتب بالإهداء، وبرنامج للأطفال. وأشار يحياوي إلى غياب المسارح الجهوية لوهران، أم البواقي وبسكرة، فيما يشارك مسرح الجلفة الجهوي للمرة الأولى. من جهته، تطرق الأستاذ حميد علاوي إلى الندوات الفكرية المرافقة للتظاهرة، كالندوة التكريمية للفنان عبد الحليم رايس، الذي عُرف بتاريخه النضالي خاصة مع الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، وستتضمن الندوة التي ستحمل عنوان «تجربة عبد الحليم رايس المسرحية، الروافد والإشعاع» شهادات لطه العامري وغيره ممّن عرف رايس، إضافة إلى أعمال هذا الأخير المسرحية التي ستكون موضوع محاضرة. أما ندوة «من أوراق السرد الروائي إلى خشبة العرض المسرحي» فسينشطها الروائيون والكتاب المسرحيون واسيني لعرج، مراد السنوسي ومحمد بورحلة. بينما ينشط ندوة «الفرجة في المسرح الجزائري» كل من المخرجين عمر فطموش، هارون الكيلاني وأحمد رزاق. وتتنافس الفرق المشاركة على 8 جوائز، ستفصل فيها لجنة تحكيم تتكون من علاوة جروة رئيسا، وعزري غوتي، لطفي بن سبع، بوخاري هبال وسعاد سبكي أعضاءً. ويشهد المهرجان تنافس 16 عرضا، يلي كل منها ندوات نقاشية، ويتعلق الأمر ب»أوميرتا، الصمت» للمسرح الوطني الجزائري، «امراة بظل مكسور» لمسرح عنابة الجهوي، «الحارس» لمسرح سيدي بلعباس، «أجوباني» لمسرح تيزي وزو، «سلالم الظلمة» لمسرح قسنطينة، «آسف.. لن أعتذر» لمسرح معسكر، «عودة الحراقة» لمسرح بجاية، «العطب» لمسرح باتنة، «الإشاعة» لمسرح أم البواقي، «ما بقاتش هدرة» لمسرح سكيكدة، «كشرودة» لمسرح سوق أهراس، «انتحار الرفيقة الميتة» لمسرح العلمة، «نهاية اللعبة» لمسرح سعيدة، «عطاشى» لمسرح الجلفة، «المنبع» لمسرح مستغانم، و»ليكستا» لتعاونية الفصل الثاني من سيدي بلعباس، هذه الأخيرة اختيرت للمشاركة هي الفائزة في المهرجان المحلي للمسرح المحترف بسيدي بلعباس، فيما لم تجر فعاليات المهرجان المحلي للمسرح المحترف بقالمة لاختيار تعاونية من الجهة الشرقية للوطن، وقد يكون السبب الرئيس عدم استفادته دعم الوزارة. وكشف يحياوي عن السعي إلى تعديل القانون الداخلي للمهرجان، خاصة ما يتعلق بمعايير الاختيار، وعدم السماح بمشاركة نفس المخرج بأكثر من عمل، وهي تعديلات ستعمل عليها لجنة وسيتم الإعلان عنها في حفل اختتام التظاهرة. وفي هذا السياق، سألنا محافظ المهرجان عن مسألة اشتراط أن يكون النص المسرحي جزائريا لا اقتباسا، وإذا ما سيتم اقتراح ذلك ضمن التعديلات المرتقبة، خاصة وأن 6 من بين 16 عرضا مشاركا هي لنصوص أجنبية مقتبسة، وأجابنا يحياوي بأن هذا سيكون بالفعل من بين التعديلات المقترحة. أما عن سؤالنا الثاني حول مدى تأثير ترشيد النفقات على المهرجان، قال يحياوي إن ميزانية هذه السنة أقل من ميزانية السنة الماضية، بالمقابل فإن أغلب المؤسسات الاقتصادية تقدم وعودا بالتمويل ولكن دون أي نتيجة ملموسة، فيما تكفلت المسارح الجهوية بنقل ومبيت فرقها المسرحية، كلّ حسب إمكانياته، ويبقى الهدف الأساسي هو استمرارية المهرجان، وهو التحدي الذي يبدو أن محافظة التظاهرة قد كسبته هذه السنة أيضا.