تفعيل اتحاد المغربي العربي ضروري قال عبد القادر مساهل وزير الشؤون الخارجية، إن الجزائر جعلت من مكافحة الإرهاب أولوية لها في دبلوماسيتها، وأنها ساهمت بشكل فعال في ذلك. ولمواجهته في المنطقة رصدت خلال الأعوام العشرة الأخيرة 100 مليون دولار لتكوين فرق خاصة لمكافحته في ماليوالنيجر ودول أخرى. في سياق آخر، أكد استعدادها الدائم للاستجابة لنداء اتحاد المغرب العربي، الذي ينبغي أن يفعل مع التكيف مع المقتضيات، مجددا التأكيد أن فتح الحدود مع بعض الدول غير مطروح في الوقت الراهن. جدد عبد القادر مساهل، أهمية الاجتماع الرابع عشر لوزراء الخارجية للحوار 5+5، الذي احتضنته الجزائر وتميز بحضور كل الدول دون استثناء، لافتا إلى أن طابعه غير الرسمي يجعل من الحوار صريحا ومفتوحا؛ حوار سمح بطرح بعض الحلول للمعضلات والتحديات المطروحة، ممثلة في الهجرة بما في ذلك غير الشرعية والأمن وحل النزاعات، لاسيما في مالي وليبيا. كما أبدت دول الضفة الشمالية اهتماما بالاستثمار وتشغيل الشباب والمسائل المتعلقة بالبيئة. وعاد، أمس، وزير الشؤون الخارجية، لدى نزوله ضيفا على الحصة الإذاعية «ضيف التحرير»، إلى الحضور القوي في ثاني اجتماع من نوعه تحتضنه الجزائر، مشيرا إلى أنه قل ما يسجل حضور وزراء خارجية البلدان الأعضاء، الذين التأم جميعهم دون استثناء في الجزائر، بالإضافة إلى حضور الأمين العام لاتحاد المغرب العربي والاتحاد من أجل المتوسط وكذا محافظ الاتحاد الأوروبي المكلف بحسن الجوار. في السياق، أوضح أن تصريح الوزير المغربي الذي أفاد من خلاله أن الاجتماع ليس ثنائيا، صحيح وأنه لم يخطئ، لأن الاجتماع ليس ثنائيا وفق ما أكد مساهل جمع الجزائر بإسبانيا أو بفرنسا أو تونس أو ليبيا، وإنما تشاور متعدد الأطراف ومن هذا المنطلق فقد كان محقا في قوله. في رده على سؤال يخص محاربة الإرهاب، ذكر ذات المسؤول بكل الاهتمام الذي توليه الجزائر للملف الذي يتصدر الانشغالات المطروحة، لاسيما في ظل التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة عموما، لافتا إلى أنها تتصدر أولويات الدبلوماسية الجزائرية. وذكر في السياق، أنها تترأس، مناصفة مع كندا، المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول الساحل، الذي تعد الجزائر دولة مؤسسة لها. وسيعرض الرئيس في الاجتماع المقبل للاتحاد الإفريقي حصيلة نشاطاته، لاسيما النشاطات التي احتضنتها الجزائر، لاسيما منها المنتديات حول مكافحة الإرهاب وكذا تمويله، وكذا مذكرة تتضمن استراتيجية إفريقية لمحاربته. الجانب الأمني المطروح على خلفية ملف عودة المقاتلين الإرهابيين من مناطق النزاع، الذي سيكون صعبا على الأرجح، وكذا العلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة التي تأكدت، تطرق لها مساهل الذي أكد أن خطورة المنطقة جعلت الجزائر تحتاط بشكل جيد على حدودها التي تسهر على حمايتها المؤسسة العسكرية. بخصوص مالي وليبيا، أكد أن استقرارهما من استقرار المنطقة ويجنب استفحال الإرهاب، ومن هذا المنطلق يتم مرافقتهما في جهود إحلال السلم الذي لن يتم إلا من طرفهما داخليا، يحدث هذا في وقت يلاحظ فيه تنظيم الإرهاب بوقوع عمليات بصفة منتظمة في هذه المناطق. وأفاد، أن مكافحة الإرهاب أولوية لنا، نكوّن فرقا متخصصة في مكافحة الإرهاب في الصحراء، وتحديدا النيجرومالي ودول أخرى، لافتا إلى أن الجزائر رصدت 100 مليون دولار في السنوات العشر الأخيرة، نقوم به من باب واجب التضامن، كما أن أمن المنطقة واستقرارها مهم لحماية استقرارنا. وذكر أن الأمن الذي تنعم فيه الجزائر اليوم، مكسب حققه رئيس الجمهورية. وأضاف مساهل، الجزائر طوت صفحة الإرهاب وتتقدم بخطوات ثابتة بفضل سياسة رئيس الجمهورية. وأعلن في السياق، عن احتضان الجزائر أشغال ندوة حول تمويل الإرهاب، لافتا إلى أنه يتكيف، فبعدما كان يعتمد على دفع الفدية، ولاحقا بيع النفط، وحاليا من خلال المتاجرة في المخدرات التي تحقق مليار دولار سنويا للمهربين في الساحل والاتجار بالبشر. بخصوص منصب محافظ السلم والأمن، أوضح أن الأمر يتعلق بتجديد ثلثي أعضاء مجلس السلم والأمن المكون من 15 دولة، مع العلم أن الجزائر تنهي عهدتها هذه السنة. وأفاد مساهل، أنها غير مهتمة بالترشح هذه السنة، إنما العودة في 2019، لأنه سيتم تمديد العهدة إلى 3 سنوات، بالإضافة إلى حرصها على التداول ومن هذا المنطلق لا تعتزم التجديد. أما فيما يخص محافظ السلم والأمن، فإنه منتخب إلى غاية العام 2021، وبالتالي لا علاقة للتجديد بالمنصب، بحسبه. بخصوص تمثيله اليوم رئيس الجمهورية في المنتدى الاقتصادي العالمي دايفوس، الذي يتناول موضوع «كيف نخلق مستقبلا مشتركا في عالم منقسم؟»، ذكر بما ورد في خطابه بمناسبة اجتماع 5+5 بخصوص منطقة المتوسط، لافتا إلى أن التبادل بين الضفتين عامل حاسم. من جهتها الجزائر حققت الكثير بالمصالحة الوطنية والوئام المدني، وما تحقق في الجانب المتعلق بالهوية في إشارة إلى ترسيم يناير عيدا وطنيا. بخصوص القضية الفلسطينية، أبدى أمله في إعادة بعث مسار السلام والعودة إلى تطبيق اللوائح الأممية، مذكرا أن اجتماع وزراء الخارجية العرب في الفاتح فيفري بالقاهرة، لبحث الإستراتيجية العربية في مواجهة التحديات. في سياق آخر، أكد استعداد الجزائر للاستجابة دائما لنداء اتحاد المغرب العربي، محادثات مع الأمين العام للاتحاد، ومع نظرائه التونسي والمغربي والليبي، مؤكدا الاستمرار في الاجتماع بأديسا بابا، واعتبر بعثه ضروري على أن يتم على أساس أفكار جديدة تتكيف مع المستجدات، بما يسمح بتحقيق الإدماج، مؤكدا أن فتح الحدود مع بعض الدول غير مطروح. بشأن موت جزائري في إسبانيا، أوضح مساهل «تأسسنا كطرف مدني، وهناك محامون يتابعون الملف، إضافة إلى اتفاق قضائي مع إسبانيا وسنفعل كل الإجراءات»، أما فيما يخص استعادة جماجم الشهداء والأرشيف، فقد تم مراسلة الجهات المعنية والملف قيد المتابعة. وحرص على التذكير بأن «القارة السمراء ناشئة، وقارة مستقبلية لابد من احترامها، وتعرف كيف تفرض احترامها»، وذلك ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي بخصوصها.