احتفلت ودادية الجزائريين بأوروبا بميلوز باليوم الوطني للهجرة متوقفة عند المجازر الرهيبة المرتكبة بوحشية من قبل البوليس الفرنسي ضد الجزائريين المسالمين الذين انتفضوا ضد الحقرة والتعسف ونكران استعادة الحق المهضوم والحرية المغتصبة والوطن المحتل. وذكرت الودادية في بيان لها من إمضاء رئيسها محمد لعشي تحصلت «الشعب» على نسخة منه ببعد الاحتفائية ومغزاها وقيمتها في حماية الذاكرة الوطنية وتامين تاريخ الجزائر الصامدة المقاومة المكافحة من السلب والتشويه في زمن تتنكر فيها فرنسا الرسمية للجرائم التي ارتكبتها ولا تعترف بها مشددة على إعطاء للرسالة الاستعمارية وجها غير وجهها. وقالت الودادية التي تعمل ما في المستطاع من اجل كشف الحقيقة كل الحقيقة عن النضال الجزائري في قلب فرنسا الاستعمارية ، ولا تتنازل قيد أنملة عن مطلب الاعتراف الرسمي الفرنسي والاعتذار عن الجرائم الاستعمارية، أن تخليد هذا الحدث البارز في تاريخ الثورة الجزائرية يعني تمجيد هؤلاء الأبطال الذين صغرت أمامهم الأشياء وكبر التحرر. وهي وقفة إجلال وإكبار للجزائريين الذين كسروا الصمت المطبق على ثورتهم ونضالهم وإيصال الصوت التحرري إلى ابعد الأصقاع متحدين التعتيم السياسي الإعلامي. وعادت الودادية إلى سيناريو الأحداث الأليمة التي لا زالت جرحا محمولا في الذاكرة الجماعية ، يطرح في كل مناسبة السؤال المحير كيف يستمر الملف مغلقا ومشمعا والحقيقة مغيبة؟ والى متى يستمر الجناة بلا متابعة قضائية في وقت تلاحق فيه قيادات من مختلف الجنسيات عن جرائم حرب ارتكبت هنا وهناك ويشهر بتنفيذ ضدهم أحكاما جزائية من محكمة الجنايات الدولية. جرت هذه مع قادة ألمانيا النازية ويوغوسلافيا سابقا، وجرت مع شخصيات قيادية أخرى خضعت لسياسة الانتقائية والكيل بالمكيالين. وحسب الودادية في سردها لوقائع الجريمة فان مظاهرات 17 أكتوبر التي قوبلت بهمجية من البوليس الفرنسي جاءت لكشف مغالطات السياسة الكولونيالية الفرنسية التي تعززت باليات تنظيمية حربية بغرض إخماد اللهب الثوري الجزائري بعد صعود ديغول إلى الحكم.جاءت المسيرات السلمية للتحرك في الاتجاه المعاكس لقلب حسابات منظري الإستراتيجية الحربية وهذا بنقل الثورة الى عمق التراب الفرنسي والعاصمة باريس تحديدا. وبينت الانتفاضة أن الثورة الجزائرية متوهجة في كل مكان غايتها واحد ووسيلتها واحدة التعجيل باستعادة السيادة المغتصبة من فرنسا ادعت زورا وبهتانا تمسكها بالجزائر مهما كلفتها التضحيات وشراسة المقاومة وثقل التحدي. وبينت الانتفاضة التي تحدي من خلالها الجزائريون قوة البوليس الفرنسي وغنهجيته وجعلوا من حظر التجول قوة انطلاق إلى الأمام في إظهار الحقيقة المغيبة عن ما يجري في الجزائر من معركة مصيرية من اجل الحرية والاستقلال. وهي معركة يقودها ثوار يستمدون الى شرعية كاملة تبعدهم عن وصفة قطاع الطرق والنعوت الأخرى الملصقة بهم من مستعمر بلا وجه حق.