قال الإمام علي كرم الله وجهه «روِّحوا القلوب واطلبوا طرف الحكمة، فإنها تملّ كما تملّ الأبدان»، وقال أحد الفقهاء: إن هذه القلوب تحيا وتموت فإذا كانت حية فاحملوها على النافلة وإذا ماتت فاحملوها على الفريضة. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الطرائف الفكاهية ولكن من المفيد تقديم النماذج التالية: 1 كان رجل يجلس إلى أبي يوسف فيُطيل الصمت، فقال له أبو يوسف: ألا تتكلم؟ قال الرجل: متى يفطر الصائم؟ قال أبو يوسف: إذا غابت الشمس، قال الرجل: وإن لم تغب الشمس إلى منتصف الليل؟.. ضحك أبو يوسف وقال للرجل: أصبت في صمتك وأخطأت أنا في دعوتك للكلام، ثم أنشأ يقول: عجبت لصمت الرجل بنفسه وعجبت للذي كان بالصمت أعلما وفي الصمت ستر للجاهل صحيفة لب المرء أن يتكلما 2 جلس أحدهم يقرأ المصحف فقال «ويل يومئذ للمكذبون»، فقال له أحد الفقهاء: إنما هو «للمكذبين» لأن المكذبون هم الرسل والمكذبين هم الكفار، فقال الرجل للفقيه: قيل لي أنك زنديق ولم أقبل رضى هارون الرشيد عن الفقيه، ثم قال له: أخبِرني عن أسوأ الناس حالا، قال الفقيه: يا أمير المؤمنين إن أسوأ الناس حالا عاقل يجري عليه حكم جاهل. فغضب فحدثه بقصة الرجل الذي كان يقرأ المصحف فضحك وقال: صدقت والله كنت أسوأ الناس حالا. 3 خرج رجل إلى السوق يشتري حمارا فلقيَه صديق وسأله عن وجهته، قال الرجل: إلى السوق لأشتري حمارا، فقال له: قل إن شاء الله، فقال: لا ضرورة لقول إن شاء الله.. الدراهم في جيبي والحمار في السوق. وبينما هو في السّوق يساوم في سعر الحمير سرقت منه الدراهم ورجع خائبا، فلقيه الصديق الذي قال له: ما صنعت؟، قال الرجل: سرقت الدراهم إن شاء الله، فقال له الصديق: ليس هنا موضع إن شاء الله؟! 4 اشترى أحدهم سمكة وأحضرها إلى البيت ونام.. شَوَتْ زوجته السمكة وأكلتها مع صديقاتها ثم مسحت شفتيه وأطراف أصابعه منها.. استيقظ الرجل من النوم وقال: هاتوا السمكة، فقالت له زوجته: يا مجنون لقدأكلتها ونمت ولم تغسل يديك؟ فشم يده فوجد فيها رائحة السمك فقام وغسل يديه، وقال: ما رأيت سمكة مثيرة للجوع مثل هذه.