تفوق المدرب «سي الطاهر شريف الوزاني» وطاقمه تكتيكيا على المدرب «يوسف بوزيدي» في نهائي كأس الجمهورية الذي تمكن فيه إتحاد بلعباس من الفوز على شبيبة القبائل بنتيجة هدفين لواحد، بعدما سيطر رفقاء القائد «فارس بن عبد الرحمن» على مجريات اللقاء وسيروه بذكاء كبير منذ البداية، تاركين لاعبي الشبيبة يركضون وراء العودة في النتيجة منذ إنطلاق المباراة، رغم أن دفاع المكرة تحمل عبء المواجهة خلال الشوطين بسبب استماتة مهاجمي أبناء جرجرة الذين لم يتمكنوا من تجسيد الفرص التي أتيحت لهم وترجمتها إلى أهداف على أرض الواقع. دخل لاعبو إتحاد بلعباس بقوة في اللقاء وأبانوا عن نواياهم منذ البداية، حيث تمكنوا من فتح باب التهديف في الدقيقة الثانية عن طريق المهاجم «حمزة بلحول» الذي دخل التاريخ وسجل أسرع هدف في تاريخ نهائي السيدة الكأس، جعل أشبال المدرب «سي الطاهر شريف الوزاني» يتراجعون للوراء ويسيرون اللقاء بخطة (4-5-1) تارة و(4-4-2) تارة أخرى مع الإعتماد على الهجمات المعاكسة التي كثيرا ما أسالت العرق البارد للحارس «مليك عسلة» ورفاقه. المراقبة اللصيقة وغلق كل المنافذ جعلت أشبال المدرب «يوسف بوزيدي»، يعانون فوق أرضية الميدان ولم يجدوا الحلول المناسبة لإختراق دفاع الإتحاد، وراحوا يرمون بكرات طويلة ناحية الخط الأمامي، ما مكن رفقاء الزئبق «محمد لقرع» من مواصلة السيطرة على اللقاء في المرحلة الثانية ما سمح لهم بإضافة الهدف الثاني في (د 49) عن طريق نفس اللاعب «حمزة بلحول» الذي كان في يومه وسجل ثنائية تاريخية مستغلا بذلك ثقل محور دفاع الكناري بقيادة «سعيد بلكالام»، ورغم تقليص الفارق من المنافس في وقت جد حساس من رأسية «عادل جرار» في (د 56) إلا أن النهج التكتيكي الذي إعتمد عليه الطاقم الفني لإتحاد بلعباس حال دون عودة الكناري في النتيجة، رغم أن الشبيبة تحصلت على 9 ركنيات كاملة وخمس مخالفات أمام مقربة من منطقة العمليات خلال التسعين دقيقة، لكن الانتشار الجيد لأصحاب البذلة الحمراء والخضراء فوق المستطيل الأخضر وتطبيقهم التعليمات بحذافيرها صنع الفارق في الأخير ومكن اللاعبين من إهداء مدينة بلعباس الكأس الثانية في تاريخ ناديهم. «بن عبد الرحمن»، «لقرع» و»بلحول» صنعوا الفارق ويدين فريق إتحاد بلعباس في هذا التتويج الغالي الذي انتظره العقارب لمدة 27 سنة إلى المخضرمين قائد الفريق «فارس بن عبد الرحمن» الذي انهزم في نهائيين متتاليين مع إتحاد الحراش سنة 2011 ضد شبيبة القبائل وفي السنة الموالية مع شباب بلوزداد في النهائي ضد وفاق سطيف، وإلى متوسط الميدان «محمد لقرع» صاحب الألقاب المحلية والقارية مع وفاق سطيف، اللذان كانا في كل مكان فوق أرضية الميدان، وقطعا الأخضر واليابس على «بن علجية» وزملائه، ووظفا خبرة السنين في صالح فريق إتحاد بلعباس وجروه إلى التتويج باللقب الثاني للفريق. وسيردد العقارب وسيتذكرون طويلا نجم أمسية الفاتح ماي 2018 «حمزة بلحول»، وسينصبونه نجمهم الأول بعدما تمكن من تسجيل ثنائية تاريخية، سيتذكرها الجيل الحالي من الأنصار مثلما حملوا في قلوبهم وعقولهم الثنائي «تلمساني» و»الوحلة» طيلة 27 سنة كاملة. إتحاد بلعباس الذي عانى الويلات في السنوات الماضية، هو الذي قبع في الأقسام الدنيا طيلة عشرين سنة كاملة، وبعده وبسبب غياب الاستقرار الإداري كان يلعب على ورقتي الصعود والبقاء، إلى غاية عودة الرئيس «حسناوي» منذ موسمين على رأس النادي، ومعه المدير العام للفريق «قدور بن عياد»، اللذان منحا الفريق استقرارا كبيرا ودفعا ماديا ومعنويا كبيرين، مكن المدرب «شريف الوزاني» من إنهاء الموسم الماضي في المركز الرابع في الترتيب العام وبلوغ نصف نهائي كأس الجمهورية للموسم الثاني على التوالي، وهذا الموسم قطفوا ثمار استقرار الإدارة والطاقم الفني والتشكيلة، ليتوجوا بثاني ألقاب الفريق .