مرّ أكثر من أسبوع على دخول شهر رمضان المبارك، وأسعار الخضر والفواكه وحتى اللحوم بمختلف أنواعها بأسواق ومحلات باتنة، لم تعرف الاستقرار بعد، رغم فتح العديد من الأسواق الجوارية والخرجات الميدانية لفرق مديرية التجارة، إلا أن المواطنين يشتكون من غلاء الأسعار، وهي الحقيقة التي وقفت عليها جريدة «الشعب» خلال زيارتها لبعض المحلات التجارية والأسواق. يتّهم المواطنون بباتنة تجار أسواق التجزئة بالأسواق الجوارية المتواجدة بمختلف بلديات الولاية، والذين يتحكّمون في الأسعار من خلال رفعها لسقف لم يعد باستطاعة المواطن البسيط اللحاق بها، خاصة ونحن في شهر رمضان الكريم، الذي يكثر فيه الطلب على مختلف أنواع الخضر والفواكه واللحوم، التي قفزت أسعارها منذ أول أيام رمضان ولم تنزل بعد رغم تبرأ تجار أسواق الجملة والفلاحين من هذه الأسعار، والذين أشاروا إلى أن كل المسؤولية تقع على تجار التجزئة، الذين يرفعون كثيرا من هوامش الربح رغم عدم تكبدهم لمصاريف كثيرة في اقتناء السلع. الأسعار التي يعرضها تجار الجملة للخضر والفواكه بأسواق باتنة، لا تصل أبدا إلى المواطن بأسواق التجزئة، حيث يجد الزائر لأسواق باتنة أسعار بعض الخضر مضاعفة بعدة مرات عن تلك التي يعرضها تجار أسواق الجملة. ولعل ما يؤكّد حقيقة الانخفاض الكبير للأسعار في أسواق الجملة بباتنة، هو إقبال أغلب الفلاحين على تفضيل طريقة تسويق منتجاتهم الفلاحية بطريقة مباشرة بالأسواق وبدون المرور على المضاربين الذين يتحكمون في الأسعار بطريقة رهيبة، خاصة بعدما تأكدوا أن تجار التجزئة تمادوا في رفع هوامش الربح، كما أشار تجار التجزئة إلى أنهم لم يعودوا كالسابق يلجؤون لتخزين السلع، من أجل إعادة بيعها وعرضها في رمضان، لأن الإنتاج موجود بوفرة. ولا تزال أسعار مختلف المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك والمطلوبة بشدة على موائد إفطار سكان عاصمة الاوراس، التهابا كبيرا لم تشهد قبل رمضان، تسبّبت في استياء كبير للمواطنين الذين تذمّروا من أسعار الطماطم، الفواكه، البطاطا والسلطة وغيرها، فأسعار الطماطم مثلا تجاوزت 100 دج للكيلو غرام الواحد والبطاطا بسعر 50 دج للكيلو غرام والسلطة ب 100 دج وهكذا. وهناك من أرجع ارتفاع الأسعار لغياب سوق جملة نظامي بالولاية، رغم قرب استلام أول سوق جهوي للخضر والفواكه بالشرق الجزائري في إطار الاستثمار الخاص بباتنة، حيث تدعّم قطاع التجارة بمشروع جهوي هام يتمثل في مشروع إنجاز أول سوق جملة للخضر والفواكه من طرف مستثمر خاص، والذي بلغت نسبة استثماره 86 بالمائة، وهي مبادرة تطمح المديرية لتعميمها في إطار خلق بدائل ثروة جديدة وتشجيع رجال الأعمال الخواص على الاستثمار في قطاع التجارة. ومن شأن هاته السوق الجهوية الخاصة بالخضر والفواكه والمتواجدة على مستوى طريق تازولت والتي قام والي باتنة عبد الخالق صيودة مؤخرا بتفقدها ورفع بعض العراقيل الإدارية البيروقرطية، التي حالت دون الإسراع في استلام المشروع، حيث سيفتح آفاقا جديدة للإستثمار وتنشيط الحركة التجارية، وكذا توفير حوالي 300 منصب شغل، إلى جانب حل مشكل تواجد تجار سوق الجملة بالقطب العمراني حملة يتربع على مساحة تفوق 6 هكتارات ويتكون من 3 طوابق تضم جناحا إداريا ومطاعم ومقاهي، بالإضافة إلى حظيرة تتربع على مساحة 8800 متر مربع، ويتكون من 152 محلا مساحة الواحد تقدّر ب 60 مترا مربعا وإلى جانب المحلات يتوفر هذا السوق على 16 غرفة تبريد.