في سلوك تكرّر للمرة الثانية بعاصمة الولاية خنشلة، شهدت مختلف أحياء المدينة خلال الشهور القليلة الماضية، اختفاء تدريجيا لعشرات الحاويات الخاصة بجمع القمامة المنزلية والتي تزوّدت بها في إطار مخطط التنظيف وتحسين تسيير النفايات المعد من طرف خلية البيئة بديوان والي خنشلة. واستنادا لعشرات الشهادات المستقاة من أوساط سكان الأحياء والتجار، فإن الحاويات سرقت من طرف سكان الأحياء ذاتها وأشخاص وبعض التجار والحرفيين لاستغلالها في تخزين المياه ولأغراض أخرى أو لإعادة بيعها خارج المدينة لنوعيتها الجيدة. وقدّر عدد الحاويات المسروقة بأكثر من 150 حاوية قمامة بلاستيكية من مختلف الأنواع والأحجام، وهو ما وقفت عليه «الشعب» ميدانيا عبر مختلف أحياء المدينة في جولة استطلاعية، علما وأن عاصمة الولاية استفادت كما سبق ونشرنا في أعداد سابقة، من برنامج خاص نهاية سنة 2017 وضعت بموجبه أكثر من 260 حاوية عبر مختلف الأحياء السكنية لتجميع القمامة بها. وقد لقي هذا السلوك استهجانا كبير امن طرف المسؤولين والمنتخبين والسكان على حدّ السواء وطرحت تساؤلات عن عدم مشاركة ساكني الأحياء ذاتها في التصدي لهذه الظاهرة وكشف السارقين والتبليغ عنهم، فكيف للسكان أن يشتكوا من سوء تسيير وانتشار القمامات وعند وضع الحاويات تختفي تدريجيا دون أي تحرك للتصدي للفاعلين؟ وقد أكد هذا السلوك مرة أخرى الغياب الشبه كلي لجمعيات الأحياء السكنية وعدم فاعلية الموجودة منها في أداء دورها والتصدي لمثل هذه الظواهر الغريبة عن المدينة والتي تتعلّق مباشرة بالحياة اليومية للمواطن، وهو ما يدعو إلى ضرورة إعادة تفعيل هذه الجمعيات وتجديديها وضخ دماء جديدة في هياكلها لتقوم بالدور المنوط بها. يذكر أن عملية سرقة مماثلة، شهدتها مدينة خنشلة سنة 2013، حيث تعرضت أكثر من 600 حاوية قمامة في ظرف أقل من سنة من وضعها إلى السرقة والحرق والتخريب دون تحريك ساكن من المواطنين والسلطات الأمنية والإدارية حينها.