تناولت مجلة «الدبلوماسي» في عددها الصادر حديثا موضوع «الدبلوماسية العامة ومكانتها في السياسة الخارجية» حيث تم تسليط الضوء على هذا الجانب لما له من أهمية في الدوائر الأكاديمية العلمية والسياسية خاصة كما جاء في المجلة بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في ال11 سبتمبر في مدينتي نيويوركوواشنطن. تطرق كاتب المقال، فيليب م.تايلور، أستاذ الاتصالات الدولية في جامعة ليدز بالمملكة المتحدة إلى مفهوم الدبلوماسية العامة، وفيما تستخدم ولماذا تعتبرها الدولة القومية أداة لا غنى عنها في القرن ال 21. يقول الباحث أن الدبلوماسية العامة تعمل كملين للسياسة الخارجية من خلال تهيئة القبول العام في البلدان الأجنبية لأنشطة دولة لأخرى، ويتم ذلك من خلال طريقتين الأولى ''إبراز الثقافة والقيم الوطنية''، والثانية ''نشر الأخبار والمعلومات''، وأشار الكاتب إلى أن العديد من الدول أنشأت هيئات رسمية أو شبه رسمية لتقوم بهذه المهمة نيابة عنها، وتتمثل مهامها في توفير التدريب باللغات الأجنبية في البلدان الخارجية وإرسال المعارض الوطنية أو المتحدثين البارزين في جولات خارجية، وهدف الهيئات حسب الكاتب هو إطلاع الجمهور الأجنبي على أفضل ما لدى الدولة الأم، بما يجعل هذا الجمهور يحسن الظن والتصور بشأن هذه الدولة بهدف تعزيز التفاهم المشترك بين الشعوب وبالتالي العلاقات الطيبة بين البلدين. كما تناولت مجلة ''الدبلوماسي'' مقالا يحمل عنوان ''سياسة إسرائيل الخارجية الخرقاء''، أشار فيه كاتبه إلى السخط المتنامي في الخارج ضد سلوك إسرائيل العدواني والهجوم الذي شنته على أسطول الحرية الذي كان متوجها الى قطاع غزة مطلع جوان الماضي، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي ائتلاف من اليمين المتشدد بقيادة رئيس حزب الليكود بنيامين نتانياهو ووزير خارجيته المثير للجدل افيجدور ليبرمان، حيث انتهجت الحكومة برنامجا موحدا يروق لليمين الإسرائيلي، ويتمثل في انتهاج دبلوماسية لا تعرف الحلول الوسط حتى مع واشنطن يقول الكاتب مصحوبة بنهج عدواني لا حدود له فيما يتعلق بالمسائل الأمنية والعسكرية، حيث أثارت سياسات إسرائيل الدهشة والاستغراب في الخارج أكثر مما هو معتاد في أي وقت مضى. كما تحدث عبد العزيز بن محمد الواصل عن مفهوم الرأي العام العالمي، والعناصر التي تساهم في تشكيله، ومدى تأثير الرأي العام العالمي على السياسات والقوانين سواء على المستوى المحلي أو الدولي، مؤكدا أن هناك مكونات مختلفة تساهم في تشكيل الرأي العام العالمي. وتناولت المجلة أيضا علاقة الدبلوماسية بالاعلام وحسب كاتب المقال فإن هذه العلاقة يشوبها الكثير من الركود وانعدام الثقة والشكوك المتبادلة، حيث أن الكثير من الدبلوماسيين يفضلون تجاهل الإعلام وقطع كل خيوط التواصل معه، كونهم يعتقدون أن نافذة الإعلام هي نافذة شيطانية لا يدخل منها إلا المشاكل سواء للدبلوماسي أو لبلده، كما أن الإعلام في نظر الدبلوماسي لا يقدم ولا يؤخر في السياسة الخارجية. إلى جانب ذلك حملت مجلة «الدبلوماسي» مقالات أخرى ثرية تخص «مستقبل السعودية»، «الشعر والسياسة»، ثمانون عام.. انتماء وعطاء للوطن..