قال الإمام علي كرّم اللّه وجهه: روِّحوا القلوب واطلبوا لها طرف الحكمة فإنها تملّ كما تملّ الأبدان.. وقال أيضا: إن هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فالتمسوا لها طرفا من الحكمة.. وقال أحد الحكماء إن هذه القلوب تحيى وتموت، فإذا كانت حيّة فاحملوها على النافلة وإذا ماتت فاحملوها على الفريضة. لا يسمح هذا الحيّز باستعراض النوادر الفكاهية عند العرب، ولكن من المفيد تقديم النماذج التالية: 1) مرض صديق لأحد الأعراب فأرسل إبنه ليعوده وأوصاه وقال: إذا دخلت فاجلس في أرفع موضع. فذهب الإبن ودخل على العليل وكانت بين يديه منارة فجلس عليها لارتفاع مكانها، فقال: مما تشكو؟ فقال بضجر : أشكو علّة الموت.. فقال الإبن: سليم إن شاء اللّه.. فقال الإبن: ما يأتيك من الأطباء؟ فقال: ملك الموت.. فقال الإبن: مبارك ميمون.. وقال ما غذاؤك فقال: سمّ الموت.. فقال الإبن طعام: طيّب محمود؟!. 2) قال أعرابي: كان لي إخوان أربعة، وكنت أنادمهم، فأتى إليّ رسولهم في يوم بارد وليست لي كسوة تقيني البرد القارس، فقال الرسول: إخوانُك يقرأون عليك السّلام ويقولون لك: نحن في انتظارك، وقد ذبحنا شاة سمينة فاشته ما نطبخه لك وأتنا عاجلا.. فكتب إليهم: إخواننا طلبوا الزيارة فأتى رسولهم إليّ خصيصا قالوا إقترح شيئا تحبّذ طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصا فذهب إليهم الرسول بالرقعة.. فعاد الرسول ومعه أربع خلع، فلبسَ إحداهما وذهب إليهم..! 3) هناك فرق بين الشجاع والجبان في التعامل مع واقع الحياة.. وصفة الشجاع الإقدام، وصفة الجبان التردّد.. وقد قيل لجبان، في بعض الوقائع، تقدّم.. فأنشد يقول: وقالوا تقدّم قلت لست بفاعل أخاف على فخارتي أن تتحطما فلو كان لي رأسان أتلفتُ واحدا ولكنه رأس إذ راح تحطما ولو كان مبتاعا في السوق مثله فعلتُ ولم أحفل بأن أتقدما لا أيتّم أولادا وأرمّل نسوة فكيف ترون على هذا الإقداما 4) مضى فتى في طريق على حمار له، فنزل بمنزل في الطريق، وأقبل رجل على مهر فاستقبله الفتى،ثم دعا الرجل بطعام فحضر، ودعا بعلف لمهره فقدم إليه، ولم تكن للفتى نفقة لعلف حماره.. فنظر إلى الرجل وقال: أنا في ضيافتك العشية كلها فاجعل حماري في ضيافة مهرك فضحك الرجل وقال: ماهي إلا غفلة مني. ودعا بعلف للحمار لتعلف المهر، فقدم إليه وكانت الضيافة شاملة للفتى والرجل والحمار والمهر.