سقط قتلى وعشرات الجرحى واعتقل المئات في المظاهرات التي اندلعت بعد صلاة الجمعة في عدة مدن مصرية بينها العاصمة القاهرة. مطالبة بتغيير النظام ورحيل الرئيس المصري محمد حسني مبارك، في حين أفادت الأنباء عن إحراق مقار للحزب الحاكم في بعض المدن المصرية ومن بينها المقر الرئيسي للحزب بالعاصمة المصرية. وقال مراسلو الجزيرة: إن شهود عيان أبلغوا عن قتلى ومصابين في القاهرة أغلبهم بالاختناق بعد أن أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز في محاولة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ميدان التحرير. وأضاف المراسلون: أن ميدان التحرير بعد حدة المواجهات خلا من قوات الأمن، التي اعتلى بعضها أسطح المنازل. وبدأ يطلق منها قنابل الغاز. كما أن آلاف المتظاهرين تجمعوا في ميدان الشهيد عبد المنعم رياض حيث أدوا صلاة العصر وواصلوا التظاهر. وأفاد شهود عيان أيضا: بأنه تم إحراق سيارتين للأمن قرب ميدان عبد المنعم رياض، بالرغم من أن الشرطة السرية المصرية تنتشر بالآلاف وسط المتظاهرين. ورفع المتظاهرون شعارات من بينها: الشعب يريد إسقاط النظام، وواحد اثنين، الجيش المصري وين، في حين أفاد الصحفي المصري هاني عبد العال بأن المظاهرات امتدت إلى حي المعادي، وهو من الأحياء الراقية. وفي القاهرة أيضا أصيب المعارض المصري أيمن نور بجروح في رأسه ونقل إلى المستشفى. كما فرضت السلطات الإقامة الجبرية على المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي كان من المقرر أن يشارك في المظاهرات. وعمت الإسكندرية أيضا المظاهرات من شرقها إلى غربها وبعدها خلت شوارعها من رجال الأمن بعد اشتباكات مع المتظاهرين. وشوهدت سيارات أمن وهي تحترق في منطقة المنشية. كما جرت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في مناطق العصافرة وسيدي بشر. استعمل فيها الأمن الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. مما أوقع مصابين جراء الاختناق. وتم إحراق أكثر من ست سيارات للأمن المركزي، وكذا إحراق قسم شرطة منطقة التحرير. توجه بعدها المتظاهرون إلى قسم شرطة المنشية. وتحدث بعض المتظاهرين عن استخدام الشرطة الرصاص الحي، وأثناء انسحاب رجال الشرطة انقض عليهم بعض المتظاهرين بالضرب وتدخل آخرون لمنعهم. وقال شهود عيان إن أفرادا من قوات الأمن سلموا أسلحتهم وملابسهم العسكرية لمتظاهرين. ومن جهة أخرى قال شاهد عيان لوكالة رويترز: إن محتجين في مدينة دمياط أشعلوا النار أمس الجمعة في مقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، وحطموا واجهة المجلس المحلي للمحافظة. وقال شاهد عيان للوكالة ذاتها: إن محتجين أشعلوا النار في مقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بمدينة كوم أمبو في أقصى جنوبي مصر. كما أن مئات المحتجين في المدينة رشقوا الشرطة بالحجارة بعد أن أطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع. وأفادت مصادر لقناة الجزيرة بأن المتظاهرين حطموا واجهة مقر الحزب الوطني في مدينة المنصورة، بينما تحدثت أنباء عن تظاهر المئات بالقرب من قصر رئاسي بضاحية مصر الجديدة. وبدورها نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان سقوط قتيل برصاص الأمن في السويس شمالي شرقي مصر. ووسط هذا التوتر، شهدت مصر تضييقا على حرية الإعلام، ويعاني الصحفيون كثيرا في التنقل والحصول على المعلومات. وقد تم اعتقال أربعة صحفيين فرنسيين صباح أمس حسب ما قال لوكالة الصحافة الفرنسية المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، وأضاف: أن باريس ستطالب بالإفراج الفوري عنهم. ومن جهته كشف دبلوماسي فرنسي أن الصحفيين المعتقلين هم من صحيفة لوفيغارو ولوجرنال دو ديمانش ووكالة سيبا للتصوير إضافة إلى صحفي يعمل بشكل حر. كما قطعت الخطوط الهاتفية والاتصالات عن مكتب الجزيرة في القاهرة وتم قطع البث، إضافة إلى قطع اتصالات الهاتف الجوال والإنترنت وبعض الخطوط الأرضية في كثير من المناطق. وقالت شركة فودافون للاتصالات: إن السلطات المصرية أمرت بقطع خدمات الهاتف الجوال في بعض المناطق. مضيفة أن ذلك حق يخوله القانون المصري للسلطات وأن الشركة مضطرة للخضوع له.