تامنراست «الاسم القديم كان تامنغست»، هي عاصمة الهقار بالجزائر، تقع على مسافة 1981 كلم جنوبالجزائر العاصمة على ارتفاع 1380 متر فوق سطح البحر، تفتخر بعراقة تاريخها الذي يعود إلى ذلك الزمن البعيد حيث ظهر الإنسان البدائي وشيّد حضارة راقية عرفت وجها في صحراء الجزائر، وازدهرت قبل حضارة الفراعنة بما يربو من 5000 سنة تشهد على ذلك الرسومات والنقوش الحجرية التي تحتفظ بتاريخ المنطقة والتي اكتشفت بطاسيلي الهقار وتيديكلت، وهي تمثل اليوم أغنى متحف في الهواء الطلق لفنون ما قبل التاريخ، ولذلك صنفت منطقة اليونسكو الحظيرة الوطنية للهقار ضمن التراث العالمي المحفوظ. ظلت تمنراست تستقطب اهتمام الشعوب وعرفت انتشار الطوارق، وشهدت حركة بشرية جد نشيطة عندما استقر الرومان بشمال إفريقيا جعلوا منها مسلكا وقطبا تجاريا مهما، وتحولت إلى ملتقى قوافل تجارية من أوروبا، روما، إفريقيا خلال الفتح الإسلامي استقر بها الشرفاء والمرابطين من «فافيلالت» و»الساقية الحمراء»، في فترة الاحتلال الفرنسي شهدت نشوب العديد من المقاومات والثورات الشعبية ومن أشهرها: ثورة الدغامشة، ثورة تديكلت، ثورة الفقيقرة، ثورة تيت وهذا بالإضافة إلى ثورة الشيخ أمود، عند اندلاع الثورة التحريرية لعبت دورا فعّالا إلى غاية الاستقلال. بها الحظيرة الوطنية بالأهقار وهي متحف طبيعي وإرث حضاري عريق وزاخر، حيث تكتسي أهمية بالغة ذات أبعاد متعددة لما تزخر به من الكثير من الشواهد الطبيعية الحية التي لا زالت تعبر على مدى آلاف السنين عن أسرار الوجود الإنساني والحيواني والنباتي بهذه المنطقة من الجنوب الكبير، حيث يعود البعض منها إلى ما قبل 12 ألف سنة. وقد تحول هذا الفضاء الطبيعى المصنف كأكبر المتاحف المفتوحة على الطبيعة في العالم، والممتد على مساحة تقدر بنحو 500 ألف كلم مربع تصل إلى منطقة «التيدكلت» إلى قطب سياحي ذي أهمية وطنية ودولية بالنظر إلى ما يحتويه من كنوز وشواهد تحمل الكثير من خصوصيات منطقة الأهقار التي تتميز بتنوع تضاريسها ومناخها الذي يتميز بالاعتدال في الأهقار بينما يكون جافا وشبه حار بمنطقة «التيدكلت» الصحراوية. ومن الخصائص الطبيعية الفريدة من نوعها للحظيرة الوطنية بالأهقار سلسلة الجبال الشاهقة التي صقلتها الرياح المحملة بالرمال الممتدة في أشكال غريبة تشد نظر الإنسان، كما تحتوى صخورها بقايا حيوانية ونباتية تدل دلالة واضحة على وجود الحياة بهذه المنطقة منذ العصور الجيولوجية القديمة. وتتواجد بهذا الفضاء الطبيعى بقايا غابات تدل عليها تلك الأشجار الضخمة المتحجرة بفعل العوامل المناخية، والتي توحي اليوم بمفارقة غريبة إلى تواجد غابة استوائية وسط صحراء قاحلة فضلا عن انتشار أكثر من 350 نوع من النباتات، حيث يمثل هذا الغطاء النباتى مساحة رعوية كانت تقتات منها الحيوانات البرية والأليفة، ولازال العديد من أنواع هذه النباتات يستعمل اليوم لدواعى العلاج والصناعات التقليدية وبناء المساكن بالأهقار. وتكشف الكثير من الدلائل أن هذا الغطاء النباتي كان كثيفا، وكانت تنتشر به منذ أكثر من 10 آلاف سنة حيوانات تعيش بالمناطق الاستوائية كالزرافة ووحيد القرن والفيلة، وتشهد على ذلك أيضا الرسوم والنقوش الصخرية المنتشرة في معظم مناطق الحظيرة. وإلى جانب هذا الغطاء النباتي تنتشر بعض مصادر المياه، والتي تعتبر قليلة مقارنة بالمساحة الشاسعة للحظيرة، والتي تقتصر على آبار وقلتات «برك مائية»، والتي كانت تعد مصدر الحياة لسكان المنطقة وللحيوانات البرية. كما تحتوي الحظيرة الكثير من المواقع الجيولوجية والمناجم والأثريات وبقايا المقابر التي تعود إلى ما قبل ظهور الإسلام، والكثير من النقوش المختلفة والرسومات الصخرية التي لا زالت تروي إلى اليوم ماضي وأسرار المنطقة، كما تمّ مؤخرا اكتشاف انثى الفهد بالجهة وهو الاكتشاف الذي لا زال محل دراسات عالمية. كما تعرف بآثار ما قبل التاريخ (آثار الهقار والطاسيلي) وهي نقوش لصور أبقار على صخور جبال الطاسيلي التي تدل على اخضرار المنطقة ووجود الحيوانات بها قبل آلاف السنين.