رد سفير جمهورية الصحراء الغربية بالجزائر عضو أمانة جبهة «البوليساريو» عبد القادر الطالب عمر،أمس، على ادعاءات المغرب بإقحام الجزائر في القضية. وقال الدبلوماسي أن الجزائر لم ولن تكون طرفا في النزاع الدائر، مؤكدا أن نظام المخزن يريد تحويل النزاع إلى صراع جهوي في المنطقة بإقحامه الجزائر، مجددا في المقابل استعداد البوليساريو لمفاوضات مع المغرب يضمن تقرير المصير دون سواه. يستدعي المبعوث الاممي الخاص إلى الصحراء الغربية هورسلت كوهلر طرفي النزاع جبهة «البوليساريو» والمغرب الشهر الداخل، للاستماع إليهما حول التحضير للجولة السادسة من المفاوضات بعد استماع مجلس الأمن الدولي الأسبوع المنصرم لتقرير المبعوث الاممي، والذي أكد على ضرورة الإسراع في تسوية النزاع وإنهاء الصراع وليس حلول مؤقتة. وبحسب سفير الصحراء الغربية بالجزائر عبد القادر الطالب عمر في ندوة صحفية عقدها،أمس، خلال لقائه برئيس حزب التحالف الجمهوري بالعاصمة فان جبهة «البوليساريو» مرتاحة جدا لتقرير كوهلر الذي يؤكد مساعيه في التوصل إلى حل دائم للصراع، لكنه حذر في نفس الوقت من تحرك المغرب في اتجاه تغليط الرأي العام حول مسار المفاوضات بعد التصريحات التي أطلقها ممثله بالأممالمتحدة وقال فيها إن الجزائر طرف في النزاع. وأوضح الطالب عمر أن الجزائر ليست طرفا في نزاع جبهة «البوليساريو» مع المغرب ولكنها دولة جارة تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وهذا منذ الغزو المغربي للصحراء الغربية، مشير إلى أن المغرب سيستخدم كل الأوراق للضغط على المبعوث الاممي والتأثير على مسار مساعي الحل التي يقوم بها كوهلر سيما بعد جلسة مجلس الأمن الأخيرة. وأبدى عضو جبهة «البوليساريو» ارتياح الأخيرة لقرار مجلس الأمن الأخير الذي دعا طرفي النزاع إلى العودة لطاولة المفاوضات التي قد تكون نهاية شهر أكتوبر القادم، بعد دعوة الطرفين شهر سبتمبر القادم للتباحث للتحضير للجولة السادسة من المفاوضات، وأشار الدبلوماسي الطالب عمر إلى أن النوايا ستعرف من خلال رد المغرب على دعوة المبعوث الاممي، قائلا» جبهة البوليساريو لا تريد مفاوضات شكلية ولكن تريد التقدم في الحل». واعتبر السفير الطالب عمر تصريحات ممثل المغرب في الأممالمتحدة بدعوته إشراك الجزائر في المفاوضات بأنها استفزازات ومناورات هستيرية بعد قرار مجلس الأمن، موضحا أن الممثل لا يتقن سوى الشتم والسب ولا يمكنه التهرب من الواقع الذي قد تكون له تبعات كبيرة داخل المغرب الذي يعيش أزمة حقيقية بعد القرار الاممي 2414 الذي ينص على عودة المفاوضات بشكل سريع وتمكين بعثة الأممالمتحدة «المينورسو» من مهامهما الحقيقية لتنظيم استفتاء تقرير المصير، الأمر الذي سيدفع المغرب لعرقلة المسار واختلاق مشاكل أخرى للتشويش على الرأي العام الدولي بملفات أخرى على غرار ذكره للمنطقة العازلة التي فصل فيها البند العسكري رقم واحد بعد وقف إطلاق النار بين الطرفين وهي المنطقة التي تشمل 5 كلم فقط من الجدار الفاصل وليست المناطق المحررة التي يذكرها كل مرة موضحا أن تلك كلها تصريحات غرضها نشر البلبلة والتأثير على مسار الصراع الحقيقي وجوهر المفاوضات. وكان المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية كشف خلال الإحاطة التي قدمها أمام مجلس الأمن الدولي أنه ينوي توجيه دعوات رسمية إلى المغرب وجبهة «البوليساريو» باعتبارهما طرفي النزاع ، وإلى الجزائر وموريتانيا باعتبار أن لهما عضوية مراقب في الملف، في شهر سبتمبر القادم، مع بدء المشاورات في حالة الموافقة منتصف أكتوبر بعد انتهاء مهلة مهمة المينورسو.