عقد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، جلسة مشاورات مغلقة استمع خلالها ممثلو الدول الأعضاء الى إفادة من المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء الغربية، هورست كوهلر. قالت مصادر دبلوماسية، إن المبعوث الأممي حثّ أعضاء المجلس على دعوة كل من المغرب وجبهة البوليساريو إلى ضرورة استئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنة 2012، من أجل التوصل لحل سياسي حول الصحراء الغربية. وأوضحت المصادر أن مندوب واشنطن، تحدّث خلال الجلسة عن ضرورة «بدء الطرفين (المغربي وجبهة البوليساريو) محادثات حقيقية وموضوعية بشأن مستقبل الصحراء الغربية». وطبقا للمصادر الدبلوماسية، فقد اطلع كوهلر أعضاء المجلس على نتائج زيارته ورؤيته في كيفية دفع العملية السياسية، وتحديد الخطوات المقبلة خاصة وأن ولاية بعثة المينورسو ستنتهي في 31 أكتوبر المقبل. هذا وقد أعربت الجزائر عن «ترحيبها» بالعرض الذي قدمه كوهلر حول زيارته الأخيرة إلى المنطقة، حسبما اكده الخميس الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف، مشيرا إلى أن هذا العرض قد «استقبل بارتياح» من قبل جميع اعضاء مجلس الأمن الدولي. وحول رد فعل الجزائر بخصوص اجتماع المبعوث الأممي الاربعاء بمجلس الأمن الدولي، أكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية على «دعم الجزائر لجهود الأممالمتحدة والسيد كوهلر بصفته المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية». كما أعرب السيد بن علي شريف عن «استعداد الجزائر للتعاون كما فعلت دوما مع الأممالمتحدة من أجل تسوية مسألة الصحراء الغربية طبقا للقانون الدولي واللوائح السديدة لمجلس الأمن الدولي التي تضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقه في تقرير المصير». وكان اجتماع كوهلر الثاني منذ تعيينه كمبعوث شخصي للأمين العام الأممي للصحراء الغربية، وجاء أيضا في أقل من شهرين بعد جولته إلى المنطقة حيث أجرى محادثات مع طرفي النزاع ألا وهما جبهة البوليساريو والمغرب والبلدين المراقبين موريتانياوالجزائر. هذا وقد حدّد الرئيس الأ لماني الأسبق بوضوح في الاجتماع الذي عقده في شهر مارس الأخير، مهمته كمبعوث شخصي للأمين العام الأممي والمتمثلة في «إيجاد طريق مستقبلي» على أساس حل يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي ورؤيته لمسار السلام، موضحا أن هدفه يتمثل في بعث المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاعي المغرب وجبهة البوليساريو خلال سنة 2018. وأكد في ذات السياق أن «ذلك ما توضحه اللائحة رقم 2351 ولسنا بحاجة إلى مصطلح جديد وإنما إلى إرادة في تزويد هذه اللغة بالمعاني واتباعها بالعمل» معربا عن رفضه لشروط المغرب الذي يرفض العودة إلى مائدة المفاوضات إلا إذا تمّ اعتماد مخططه للحكم الذاتي كخيار وحيد لتسوية النزاع. أما آخر مرة تجلس فيها جبهة البوليساريو مع المغرب إلى نفس الطاولة فتعود إلى شهر مارس 2012، بمانهاست بالولايات المتحدة ومنذ ذلك الحين أصبح مسار السلام الذي بادرت به الأممالمتحدة في مأزق بسبب العوائق التي يقيمها المغرب للحيلولة دون تسوية النزاع على أساس مبادئ الشرعية الدولية التي تضمن حقّ شعب الصحراوي في تقرير المصير. وبما أن المغرب قد استنفذ كل أوراقه فإنه أصبح مطالبا بالعودة وبدون تأخير إلى طاولة المفاوضات، حيث كان مجلس الأمن في شهر افريل الماضي قد حدّد شهر اكتوبر المقبل كموعد لتقييم تقدم المسار، مشيرا في هذا الصدد الى مسار جديد يهدف الى حمل أطراف النزاع الى طاولة المفاوضات في أجل ستة أشهر.