سيكون الناخبون في الكاميرون غدا الأحد على موعد حاسم لاختيار رئيس جديد للبلاد, في استحقاقات رئاسية تعد مناسبة هامة لرسم مستقل البلد الذي يشهد وضعا امنيا معقدا, فيما يعول الكثير على العهدة القادمة في التغلّب على التحديات الاقتصادية والسياسية والامنية. من المقرر أن يتوجه 5ر6 مليون ناخب كاميروني الى صناديق الاقتراع, للتصويت عن أحد المترشحين التسعة, أبرزهم الرئيس المنتهية عهدته بول بيا الذي يترأس البلاد منذ 35 عاما, زعيم الحزب الحاكم حزب التجمع الديمقراطي للشعب الكاميروني. وقد اعتمد في عام 2008 مشروع قانون دستوري لإلغاء الحد المسموح به -ولايتين رئاسيتين- , وذلك للسماح للرئيس بيا, بتمديد حكمه في عام 2011 , فحصل على فرصة انتخابه رئيسًا للكاميرون لمدة سبع سنوات لكل ولاية , دون تحديد الفترات. وتفتح هذه الاستحقاقات الرئاسية الباب للتنافس الى جانب الرئيس بيا, أمام ثمانية مترشحين, أبرزهم ثلاثة ينتمون الى المعارضة, وهم جوشويا أوسيه الذي يمثل الجبهة الاجتماعية الديمقراطية, أهم حزب للمعارضة, و موريس كامتو, وزير سابق انضم الى المعارضة «حركة من أجل النهضة في الكاميرون» , وأكيري مونا محامي معروف ينتمي الى الجبهة الشعبية من أجل التنمية ,إلى جانب غارغا هامان أجي, وزير سابق للوظيفة العمومية من حزب ائتلاف من أجل الديمقراطية والتنمي/ , وأمادو ندام نيوجا, نائب وزير سابق للشؤون الخارجية, وكابرال لبيي ناشط و قانوني, و سيرج إسبوار ماتومبا من حزب متحدون من أجل التجديد الاجتماعي , ونديفور أفانوي فرانكلين من حركة المواطن الوطني للكاميرون. حملة انتخابية وسط أجواء مشحونة بأعمال العنف في 22 سبتمبر الماضي, انطلقت الحملة الانتخابية رسميا , في ظل تصعيد أمني غير مسبوق نظرا لهجمات متكررة لجماعة «بو حرام» الارهابية في اقصى شمال البلاد مع الحدود النيجيرية , من جهة, و حركة مسلحة تنشط في مناطق الجنوب الغربي و الشمال الشرقي الناطقة باللغة الانجليزية. وانطلقت هذه الحملة, في ظرف اجتماعي سياسي مشحون بأعمال العنف التي خلفت في أقل من سنتين, أكثر من 400 قتيلا من المدنيين, و 160 في صفوف قوات الأمن, حسب تقديرات أعلنتها مؤخرا منظمات غير حكومية. وبالرغم من الوضع الامني الهش, قررت السلطات الكاميرونية, التمسك بهذه الانتخابات التي ستجرى على امتداد التراب الوطني, حيث سيتم فتح حوالي 25.000 مكتب تصويت. ومن أجل تأمين السير الحسن لهذا الاستحقاق , تؤكد حكومة الكاميرون على انه «منذ بدء الازمة وحتى نهاية شهر جوان الماضي , تم اعتقال وملاحقة 965 شخصا امام الهيئات القضائية المعنية. وللحد من مخاطر وقوع هجمات على مراكز الاقتراع, أعلنت الهيئة المكلفة بتنظيم الانتخابات أنه ,»تم نقل» بعض مراكز التصويت. ارهاب «بوكو حرام» أهم تحدي أمام الرئيس المنتخب تشكل المعركة القادمة لتجفيف منابع حركة «بوكو حرام» الارهابية أهم التحديات التي سيواجهها الرئيس المنتخب في عهدته الجديدة. و يرى متتبعون للمشهد في الكاميرون , بأن البلاد الذي تئن تحت وطأة هجمات جماعة «بوكو حرام» الدموية منذ خمس سنوات, من جهة, وتواجه اضطرابات منذ اكثر من عامين, في شمال غرب و جنوب غربها من جهة اخرى, شهدت انخفاض في انتاج زراعة الكاكاو التي تعد من أهم ركائز الاقتصاد الوطني. وألقى القتال الدائر بين جماعة «بوكو حرام» الارهابية والجيش الكاميروني في أقصى الشمال الحدودي مع نيجيريا, بظلاله على جميع النواحي, حيث أثر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي والإمكانيات التعليمية, والقدرة العسكرية للبلاد. واصبح الاقتصاد الكاميروني -الذي كان يعد من أفضل الاقتصاديات في وسط افريقيا-, في مواجهة صعوبات عديدة , بسبب الظروف الامنية وانعدام استقرار مناخ المال والاعمال, والفساد المستشري. ولاحظ المحللون انه قبل ان تعرف المنطقة نشاط بوكو حرام الدموي , كانت أصلا الافقر في الكاميرون, مشيرين الى ان النزاع «زاد من تفاقم الوضع», واعتبروا ان «اعادة الاعمار المنطقة أولوية قصوى». وكان المرشح - الرئيس المنتهية عهدته- بول بيا , قد جدد السبت الماضي , من بلدة تابعة للمنطقة المذكورة, رغبته في اعادة إعمار المناطق المتضررة من الارهاب , متعهدا بتحقيق مشاريع كبرى في المنطقة, بينها إنشاء سكة حديدية نحو تشاد البلد الجار, والاستكشاف في مجال النفط, و أيضا عودة السياحة التي اندثرت مع هجمات الجماعة النايجيرية الدموية. وحسب تقديرات الأممالمتحدة ,فان 246 ألف شخص اضطروا للفرار من قراهم في المناطق المتوترة , إلى الجنوب الغربي, و اللجوء إلى الغابات ,أو إلى مناطق أخرى في الكاميرون, بسبب اعمال العنف, مشيرة الى ان 25 ألفا آخرين لجأوا إلى نيجيريا المجاورة. وتُعتبر الكاميرون -التي غالبا تسمى ب»افريقيا المصغرة» للتنوع الجيولوجي والثقافي- البلد الوحيد في إفريقيا الذي يجمع بين اللغتين الإنجليزية والفرنسية كلغات رسمية. وانقسمت بعد الحرب العالمية الأولى إلى منطقة تديرها فرنسا, ومنطقة اخرى بحجم أصغر, خاضعة للسيطرة البريطانية. وتم توحيد المنطقتين في عام 1961. غوتيريش يدعو لانتخابات سلمية وذات صدقية دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الخميس، الكاميرون إلى إجراء الانتخابات الرئاسيّة في سياق «سلمي وشامل ويتمتع بالصدقية». وحضّ غوتيريس «جميع الكاميرونيين على ممارسة حقهم الديمقراطي»، داعيًا «جميع الجهات إلى ممارسة ضبط النفس قبل الانتخابات وخلالها وبعدَ» انتهائها. وعبّر عن إدانته «لأيّ تهديد بالعنف أو ترهيب من جانب أيّ مجموعة.