يعد مشروع تزويد تمنراست بالماء الشروب من اكبر الانجازات التي حرص رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على تجسيدها في الميدان في اجلها بلا تأخر ومراجعة تقييمية. ويتوقف الرئيس بوتفليقة اثناء زيارته الى عاصمة الاهقار عند هذا الانجاز التاريخي الذي وصف بمشروع القرن، ويضاهي الطريق السيار شرق غرب، ومشاريع اخرى شيدت في عهد الرئيس الذي اعاد الجزائر من بعيد بعد سنين الفوضى والتناحر، وترديد مقولات «من يقتل من» خلال عشرية سوداء. ويكشف المشروع الذي يحول الماء من عين صالح الى تمنراست على مدى 700 كلم، والذي وصف بالتحدي الجزائري، عن جزائر أخرى.. جزائر الانتصارات اذا حددت اهدافها بدقة. وسخرت الوسائل وجندت المؤسسات والموارد البشرية مفتاح التطور والبناء. ألم يقل رئيس الجمهورية خلال جولات ميدانية بأنه يحرص على انجاز المشاريع بكلفتها واجلها، وانه لن يقبل بتقاعس المسؤولين في تشييد المشاريع التي تخفف الاعباء عن المواطنين وتعيد لهم الثقة المهتزة وتزرع في نفوسهم الامل بجزائر أخرى تتحدى الصعاب اعتمادا على استقلالية القرار وحماية السيادة الوطنية من أية مساومة ووصاية وابوة. من هذه الزاوية يجب قراءة مشروع تزويد تمنراست بالماء احد أهم الانجازات واكبرها قوة ودلالة ضمن مسار تنمية الجنوب الكبير. وهو الجنوب الذي تحتل فيه عاصمة الاهقار حلقة مركزية، وتلعب دور التوازن الاقليمي بين الشمال والجنوب، الغرب والشرق. من هذه الزاوية يفهم لماذا كانت المؤسسة الصينية «تشاينا ستايت كونستراكشن سي أن سي أو» احدى الشركات الرئيسية المكلفة بالانجاز، عند موعدها. وكسبت ثقة الجزائريين في مدى الوفاء بالتعهد واحترام دفتر الشروط مسلمة مشروع تحويل الماء من عين صالح الى تمنراست في اجله نهاية شهر مارس الماضي. وانهت الشركة من خلال انجاز القرن، معاناة مريرة لسكان تمنراست مع الماء.. وصارت تزود المنطقة ب 50 الف م3 في مرحلة اولى في انتظار رفعها الى 100 الف م3,. وبذلك انتهى كابوس مفزع ارق السكان لسنين وحقب. وصار التزود بالماء بالنسبة لهم مجرد حلم وردي يستحيل تحقيقه لكن التحدي رفع في جزائر التقويم والتجديد التي تعهد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة باقامتها منذ بداية الالفية، اعتمادا على اصلاحات جذرية بما فيها التي مست قطاع الموارد المائية. ونتذكر ما شدد عليه الرئيس في احتفائية باليوم العالمي للماء وما قاله واكد عليه اكثر من مرة بأن تأمين السكان من هذه الثروة اولوية واستعجالا. ولم تكن مجرد شعار يرفع للترويج، لكن حقيقة قائمة بدليل ان نسبة تزود السكان بالماء بلغت 93٪ في هذا الظرف وهي مرشحة لبلوغ 97٪ في السنوات القليلة القادمة وتجربة تمنراست المثال الحي. فنيدس بن بلة