قد الدكتور احمد عظيمي امس، تحليلا للوضع الليبي الراهن، مؤكدا انه لاول مرة تشهد المنطقة تدخلا عسكريا أجنبيا واحلافا سياسية وعسكرية، حيث تفيد القاعدة العامة ان هذه القوات لا تتدخل عادة في الشأن الداخلي للشعوب. وارجع الأستاذ عظيمي، الذي قدم ندوة فكرية بعنوان «أزمة ليبيا.. الواقع والمزايدات» نظمها مركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية، وحضرها أكاديميون وسياسيون، ان هذا التدخل الاجنبي والوضع العام الذي حدث في ليبيا، مرده حسب البعض يأتي كتتمة لما حدث في كل من تونس ومصر، لكن تصوري كما يقول يعود الى معطيات وامور لا يعرفها الا من يحرك هذه الأمور، والتي اوصلت الوضع الى ما هو عليه الآن في ليبيا. وقال المحاضر ان الغرب نفسه يكون قد فوجىء بما وقع في هذه الانظمة العربية، التي هي السبب الرئيسي في تأزم الوضع حيث لم تعط لشعوبها الفرصة لعصرنة وتحديث مجتمعاتها، بل الاكثر من ذلك انها خدمت الغرب سبب هذا التعطيل. واضاف، ان اللوم اليوم لا يقع على الغرب، فهذا الاخير يريد مصالحه فقط، فالذي يلام هو الحاكم العربي الذي لم يسطتع تطوير الحكم وسماع اصوات شعبه. واضاف الدكتور عظيمي ان الانظمة العربية عاجزة عن ايجاد حلول لنفسها، والنظام الليبي على شاكلة هذه الانظمة يكون قد غلق على نفسه المنافذ بوسائل عديدة ككبح حرية التعبير واحداث قمع فكري فرض على الشعب الليبي، مؤكدا ان ليبيا كان من المفروض ان تكون مثلها مثل اية دولة غنية ومتطورة كالامارات العربية وغيرها، فهي تتمتع بالمساحة والثروات التي تؤهلها لذلك. واكد الاستاذ عظيمي ان هذه الاسباب هي التي عجلت بان يؤول مآل ليبيا الى هذا الوضع المتردي، مع ان التضليل والتساؤلات تبقى دائما هي السمة لكل هذه الاستفهامات التي تبقى وراء الوضع الليبي الراهن. وقال المحاضر ايضا بخصوص المنتفضين الليبيين انهم وقعوا في ثلاثة اخطاء رئيسية، وهو الامر الذي لم يجعلهم يسيطرون على النظام السياسي والاطاحة به. فالخطأ الاول حسب رأيه يعود الى كون الانتفاضة كانت خارج العاصمة وهي المركز، وكان من المفروض ان تنطلق من المركز للسيطرة على النظام. والخطأ الثاني حسب تقديره يرجع الى ان حملة السلاح «المنتفضون» بمجرد حملهم السلاح انقلبوا الى متمردين حسب القانون فانقلبت المعادلة، فأصبحت السلطة تواجه اشخاصا متمردين من حقها شن حرب ضدهم، والحرب مع استمرار الوقت ستتحول الى فوضى لا يمكن السيطرة عليها، وستستمر لسنوات عديدة، وان التدخل الاجنبي في هذه الحال لا يزيد الوضع الا ترديا. اما الخطأ الثالث حسب المحاضر، فيعود الى التدخل الاجنبي، حيث اكد انه بالتجربة فان هذا التدخل لا يزيد الوضع الا تأزما ولن يصل الى حل ناجع، بل لا يحقق الحسم الميداني. وعن الوضع الراهن الذي وصلت اليه الاوضاع في ليبيا يقول الاستاذ عظيمي ان الأمور تسير نحو التقسيم «ليبيا الشرقية، وليبيا الغربية، فبعد السودان حسب رأيه ستدخل المنطقة العربية في حالة عدم الاستقرار والحال سيأتي على دول اخرى. وحسب المتدخل، فان الغرب سيعمل اليوم على المحافظة على جزء من اجزاء ليبيا المقسمة وهي ليبيا الشرقية لامر يرتبط اصلا بمصالح هذه الدول الغربية. وعن المزايدات التي تريد الايقاع بالجزائر في قضية ليبيا بارسال مرتزقة، قال الاستاذ عظيمي ان الامر لا يعدو كونه مزايدات لا اساس لها من الصحة وان نظام القذافي لا يحتاج الى مثل هذا العون، فالتشويه يأتي من تحالف مغربي فرنسي للمس بصورة الجزائر فقط. وخلص الاستاذ عظيمي الى ان المنطقة العربية هي اليوم منطقة فارغة، فاذا لم تقم الانظمة المتبقية بتغييرات وبسرعة فاننا سنقع في نفس ما وقعت فيه هذه الانظمة التي حدثت فيها انفلاتات امنية اوصلتها الى ما هي عليه الآن من عدم امن واستقرار.