أشرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي وسفير الولاياتالمتحدة لدى الجزائر جون ديروشر، سهرة أول أمس الخميس، بالمسرح الوطني الجزائري، على حفل توقيع مذكرة تفاهم بين المعهد الوطني العالي للموسيقى و»مورهاوس كوليج» أتلانتا الولاياتالمتحدةالأمريكية. بعد ذلك، كان الجمهور الذي غصت به قاعة المسرح على موعد مع حفل فني نشطه الكورال الرسمي لجامعة «مورهاوس»، كحفل كانت الحناجر فيه أبلغ من آلات الموسيقى. وقع مذكرة التفاهم من الجانب الجزائري عبد القادر بوعزارة مدير المعهد الوطني العالي للموسيقى «محمد فوزي»، ومن الجانب الأمريكي د.يوزي براون جونيور Uzee Brown Jr مدير قسم الموسيقى ب»مورهاوس كوليج». وفي تصريح للصحافة، قال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي إن التعاون الثقافي الجزائري الأمريكي «يقطع أشواطا مهمة في مجالات عديدة، فالولاياتالمتحدة حاضرة في الكثير من الفعاليات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة»، ولكن الآن قطعنا شوطا آخر في مجال التكوين الموسيقي والفني. ووصف ميهوبي «مورهاوس كوليج» بأنها مؤسسة أكاديمية عريقة تحظى باهتمام كبير، وقال إن الفترة التي قضاها الفريق الأمريكي بالجزائر شهدت ورشات للتكوين أثمرت أعمالا فنية متقاطعة بين الموسيقى الجزائرية ذات الروح الأفريقية والموسيقى الأمريكية. وأضاف الوزير: «هذه التجربة ناجحة ورأينا أن نمددها ونواصل فيها، ويمكن القول إن هذا التعاون من شأنه أن يعزز أكثر العلاقات بين البلدين». من جهته، عبّر جون ديروشر سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر عن امتنانه للدعم والتعاون الذي لقيه من وزارة الثقافة الجزائرية، كما عبّر عن سعادته باستضافة «مورهاوس كوليج» وبرؤية المعهد العالي للموسيقى يوقعان مذكرة التفاهم، «أعتقد أننا نستطيع إنجاز الكثير من العمل الهام معا». فيما قال عبد القادر بوعزارة مدير المعهد الوطني العالي للموسيقى إن هذه الشراكة ستوفر دعما آخر للطلبة الجزائريين، وستمكّن من خلق تبادل في الخبرات والأساتذة والبرامج، «ولم لا أن نقوم بجولة فنية جزائرية تهدف إلى إظهار موسيقانا المكتوبة والمدونة سيمفونيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية». ديروشر: سنواصل مدّ الجسور بين البلدين وفي كلمة تضمنتها مطوية التظاهرة، قال السفير الأمريكي إن الفنون تساعدنا على مشاركة تقاليدنا وقيمنا بطريقة لا تستطيع أي لغة أخرى التعبير عنها. واعتبر أن زيارة فرقة مورهاوس هي واحدة من طرائق عديدة انتهجتها السفارة الأمريكية ليس فقط من أجل مشاركة التقاليد الأمريكية مع الجزائريين، بل أيضا لخلق فرص لهم للدراسة في الولاياتالمتحدة وتبادل رؤاهم وتجاربهم. وذكّر السفير بعدد من البرامج الثقافية التي جمعت بين البلدين، على غرار استفادة فنانين جزائريين من برنامج «وان بيت»، واستضافة الفنانة التشكيلية إيلين مورفي، وفرقة الرقص المعاصر «بودي ترافيك»، مشاركة أربع كتاب أمريكيين بارزين في طبعة 2018 من معرض الجزائر الدولي للكتاب (الكاتبة أوزودينما أويالا، الكاتبة تايي سيلاسي، المؤرخ ماثيو كونيللي، والمؤلف إيمانويل بوندزيكي دونغالا). وأضاف السفير بأن هذه السنة ستشهد مشاريع أخرى من أجل مواصلة العمل على مد الجسور بين البلدين، منوّها باختيار الولاياتالمتحدةالأمريكية ضيف شرف في الطبعة الثانية عشر من المهرجان الدولي للشريط المرسوم. الحناجر تنوب عن الآلات الموسيقية انقسم الحفل الفني الذي قدمه «مورهاوس كوليج غلي كلوب The Morehouse College Gee Club» تحت قيادة دافيد مورو، انقسم إلى سبعة أقسام رئيسية، حيث بدأت الفرقة الصوتية الحفل في قسميه الأولين ببرنامج كلاسيكي محض، بمقطوعات على غرار «سالفي ريجينا»، و»هاليلويا» لبتهوفن، وبعد أداء بديع لرباعي صوتي (القسم الثالث)، أدت الفرقة فقرة تكريمية لمارتن لوثر كينغ (القسم الرابع)، وكان القسم الخامس أكثر حركة وأسرع إيقاعا، أدت فيه الفرقة مقطوعات معروفة على غرار أغنية «Happy» الشهيرة لفاريل وليامس، كما تفاعل الجمهور بقوة مع الموسيقى الأفريقية الأصيلة في مقطوعة «بيتيليهيمو» (بيت لحم) وهي مقطوعة نيجيرية بلغة اليوروبا. وبعد القسم السادس الذي ميزته أغاني غوسبال أمريكية منها «غوت آ مايند تو دو رايت Got a mind to do right» و»كلانبينغ آب ذا ماونتن Climbing up the mountain»، وأداء نشيد «مورهاوس كوليج»، جاء دور القسم السابع والأخير الذي جمع بين أعضاء من «مورهاوس» الأمريكية والمعهد العالي للموسيقى الجزائري، أدوا فيه معا «آي غوت أنيو نايم I got a new name»، «غيت أون بورد Git on board»، «أهلا وسهلا»، «غوماري» والأغنية القبائلية «آه أيا زرزور»، والملاحظ أن اللغة لم تشكل أي عائق أمام الطلبة من البلدين. ويعتبر «مورهاوس كوليج غلي كلوب»، الذي تأسس سنة 1911، جوق الكورال الرسمي لجامعة «مورهاوس» التي تأسست بدورها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وللفرقة العديد من العروض في مختلف المناسبات، كالألعاب الأولمبية بأتلانتا، وجنازة مارتن لوثر كينغ الذي كان أحد طلبة الجامعة، كما قامت بجولات فنية في عديد الدول بما في ذلك الدول الأفريقية على غرار جنوب أفريقيا، السنغال، إثيوبيا ونيجيريا. نافذة على الجامعات الأمريكية من جانبها، قدمت ميليسا ديشان، المنسقة الإقليمية للإرشاد التربوي بمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط ل»إيدوكايشن يو أس آي»، عرضا موجزا تخلل الحفل، تطرقت فيه إلى كيفية التعرف على فرص الدراسة في الولاياتالمتحدة. وقالت ديشان إن «إيدوكايشن يو أس آي» هي شبكة مراكز إرشاد تابع لكتابة الدولة الأمريكية، متواجدة في أكثر من 175 دولة وممثلة ب425 مركزا في مختلف أرجاء المعمورة، بما في ذلك الجزائر. وأضافت بأن المهمة الرئيسية ل»إيدوكايشن يو أس آي» هي توفير معلومات مجانية وشاملة، خاصة وأنها تمثل أكثر من 4 آلاف مؤسسة تعليمية معتمدة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويتمثل دور المستشارين أو المرشدين في تقديم المعلومات حول التعليم في الولاياتالمتحدة من فرص الدراسة والأولويات ومحاولة إيجاد أفضل الصيغ الممكنة وفرص التمويل والحصول على تأشيرة السفر. «من المهم بالنسبة لنا أن يعثر الطالب على التطابق الأحسن، ولا يتعلق الأمر دوما بالجامعة الأكثر شهرة وإنما بتلك التي تتلاءم وإمكانيات الطالب واهتماماته وقدراته الأكاديمية والتجربة التي يريد الحصول عليها في الولاياتالمتحدة»، تقول ميليسا ديشان.