تبعا لسلسلة الحوارات الحصرية التي أجرتها جريدة “الشعب” مع بعض لاعبي المنتخب المغربي، إرتأينا هذه المرة أن نحاور أحد نجوم لاعبي المغرب السابقين، ألا و هو نور الدين النيبت المحترف السابق في كل من لشبونة البرتغالي وديبورتيفو لاكورونيا الاسباني وتوتنهام الانجليزي، ورغم أهمية اللقاء المصيري الذي سيجمع المنتخبين الجزائري والمغربي اليوم في تحديد المتأهل بنسبة كبيرة إلى كاس أمم إفريقيا القادمة، إلا أن محدثنا أكدا على حبية وأخوية اللقاء بين الأشقاء ... الشعب الرياضي: مساء الخير سيد نيبت، معك صحفي جزائري يود طرح بعض الأسئلة لو سمحت؟ النيبت: بالطبع أهلا بكم، لكن لو تكرمت تعاود بي الاتصال بعد نصف ساعة. ننتظر نصف ساعة ونعاود الاتصال الشعب: مساء الخير مرة أخرى، ممكن أن نباشر طرح الأسئلة؟ النيبت: أعتذر مرة أخرى، فقد كنا منشغلين بالتحضير لوصول منتخبكم الوطني الشقيق، كما عرجنا على لاعبي منتخبنا المغربي رفقة بعض اللاعبين السابقين للمغرب قصد رفع معنوياتهم في المقابلة القادمة. الشعب: بصفتك لاعبا دوليا سابقا، وسبق لك مواجهة الجزائر في عدة مناسبات، كيف ترى هذه المواجهة بين قطبي شمال إفريقيا؟ النيبت: لا يختلف اثنان على أهمية هذا اللقاء للجانبين وبصفة أخص المغرب، حيث بسبب الهزيمة التي منينا بها في الجزائر أصبح لزاما علينا الفوز في هذا اللقاء، أتأسف بطبيعة الحال لتواجد منتخبين عربيين في مجموعة واحدة، وهو ما من شأنه أن يقلص الحضور العربي في كأس إفريقيا، لكننا مطالبون بغض النظر عن هذا الظرف ومحاولة كسب الثلاث نقاط، لأن لقاء مثل هذا لا يقبل القسمة على اثنين، ونحن نجني سبب انطلاقتنا المخيبة في بداية التصفيات. الشعب: عكس لقاء الذهاب، الضغط سيكون عليكم أكثر مما هو على المنتخب الجزائري، هل سيشكل ذلك عبئا إضافيا عليكم؟ النيبت: أنا لا أشاطرك الرأي، مخطئ من يعتقد أن الجزائريين قادمون من أجل السياحة، هم كذلك يتمنون الفوز علينا، نحن نتسلح بأفضلية الأرض والجمهور، وعليه فإننا سنحاول الضغط منذ بداية اللقاء من أجل تسجيل الأهداف، لأننا بكل بساطة لا نملك خيارا آخر غير الفوز، أما عن منتخبكم فالنقطة التي يريد تحقيقها هنا فعليه أن يقاتل من أجل أن يحصل عليها، لأن لاعبينا لا يشغل بالهم إلا رد الدين في لقاء عنابة. الشعب: سبق لك وأن واجهت المنتخب الجزائري في أكثر من مناسبة، ما هي الفكرة التي تكونت لديك عن المنتخب الجزائري؟ ميع هذه اللقاءات، منها لقاءين في تصفيات كاس العالم 2002، وآخر لقاء هو الذي جرى بتونس سنة 2004 في الدور الربع نهائي، أين فزنا بواقع ثلاثة أهداف لهدف، وعلى العموم، فإن منتخب الجزائر وإن عرف بعض العثرات بعد كأس العالم الأخيرة، إلا أنه يبقى يتمتع بنفس تركيبته التي خاضت التصفيات الماراطونية المؤهلة لكاس العالم ويحسب له ألف حساب. الشعب: عكس منتخب الجزائر، المنتخب المغربي تلقى إصابات كثيرة في صفوفه، ما مدى تأثير ذلك على أداء الفريق؟ النيبت: لا أعتقد ذلك، فالفريق يمتلك بدائل في المستوى ولهذا نجد أن المدرب دائما يختار لاعبين ممتازين من نفس طريقة اللعب، لذلك فأنا غير متشائم من هذا الناحية، وكل ما علينا هو الدفع بأكبر عدد من المهاجمين من أجل التسجيل. الشعب: لو نتكلم عن اختيار الملعب، نلاحظ أن هناك حتى من المغاربة من فاجأه اللعب في مركب مراكش، كيف ترد؟ النيبت: لو نركز على الجوانب الايجابية نرى أن الملعب يعتبر تحفة معمارية ويتمتع بأرضية أوروبية، وهو ما يسمح للاعبين بتقديم مستويات مرموقة، اختيار الجامعة الملكية لهذا الملعب له أسباب عديدة لا أريد الخوض فيها، لكن الأكيد هو أنه لو لعب اللقاء في الدارالبيضاء لشاهدنا مدرجات مكتظة عن آخرها تساند أسود الأطلس ولكن في كل خير إن شاء اللّه. الشعب: بصفتك لاعبا سابقا في ديبوتيفو لا كورونيا الاسباني، ماذا يعني لك سقوطه للدرجة الثانية؟ النيبت: إنتابني إحساس حزين عندما علمت بالأمر، ففريق كبير مثل ديبوتيفو أين لعبت له وحققت الدوري مرة واحدة، بالإضافة إلى عدة ألقاب أخرى، لا يستحق أن يتواجد في الدرجة الثانية بل مكانه مع الكبار، لكن للأسف على الفريق تجاوز هذه المحنة والتفكير في الموسم القادم. الشعب: هل تملك ذكريات معينة في أي من النوادي الأوروبية التي لعبت لها؟ النيبت: نعم أتذكر الكثير من الأمور منها الصداقات العديدة التي جمعتني ببعض اللاعبين كرونالدو وزيدان وغيرهم، لكن الشيء الذي أتذكره جيدا هو قيامي بفرض الصيام كاملا في النوادي التي لعبت لها وهو ما سبب لي مشاكل في الفرق التي لعبت لها، لكني كنت مصرا على عدم تفويت هذا الفرض، والآن حين أتذكر الأمر أعرف أني قمت بالعمل الصواب. الشعب الرياضي: نشكرك النيبت على هذا الحوار الشيق ونتمنى لك التوفيق. النيبت: وأنا أشكركم بدوري، كنت أريد أن أضيف شيئا هو أن الجميع نسي أو تناسى إفريقيا الوسطى وزامبيا وأنا أحذر من هذين الفريقين، لكن قبل ذلك أدع أشقائنا الجزائريين للاستمتاع بإقامتهم في مراكش، وإن شاء اللّه سنشاهد داربي مغاربي في المستوى.