تحت شعار «اللاّجئون والعائدون والمشرّدون داخليا: نحوحلول دائمة للتشرد القسري في إفريقيا» تنطلق، يوم السبت القادم، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، القمة العادية ال 32 للاتحاد الإفريقي. القمة ومن خلال الشعار الذي ترفعه، ستعكف على بحث معضلة المهجّرين قسرا بهدف الوصول الى علاجات دائمة وليس مجرّد مسكّنات لهذه الظاهرة التي أصبحت تسبّب وجعا كبيرا لأفريقيا وللعالم أجمع، الذي يجد نفسه اليوم محاصرا بجحافل اللاجئين والمهاجرين الفارين، إمّا من الحروب والنزاعات، وإمّا من أوضاع اجتماعية لم تعد تطاق. في الواقع لقد وضع الزعماء الافارقة أصابعهم على الجرح، لأن القارة السمراء مازالت تتصدر العالم بخصوص أعداد اللاجئين والنازحين الهائمين على وجوههم، لهذا لن تكتفي قمة أديس أبابا المرتقبة بعرض المشكلة والتباكي على أطلالها، وإنما ستبحث عن الأسباب الكامنة وراءها وأهمها طبعا الصراعات والنزاعات، لهذا ستكون قضايا الأمن والسلام حاضرة أمام المجتمعين الذين تعهدوا في قمم ماضية ببذل كل جهد ممكن لإسكات صخب السلاح بحلول 2020، عبر إنهاء الحروب وغيرها من أعمال العنف والتوتر، والدفع باتجاه الحوار والمصالحة بين الدول والشعوب، وقد حققت إفريقيا بعض النجاح في ملف إنهاء النزاعات، إذ توصلت الجارتان إريتريا وإثيوبيا إلى مصالحة تاريخية أنهت عقدين من القطيعة، لكن هذا الانجاز لا يمثل غير نقطة في بحر هائج، فبؤر الصراع منتشرة كالفطريات في القارة، والقضاء عليها ليس بالمهمة السهلة خاصة إذا أضيفت إليها مشكلة الارهاب التي حوّلت حياة ملايين الافارقة الى جحيم حقيقي. إن الالتفات الى مسألة اللاجئين والنازحين لم يكن أمرا اعتباطيا، فالظاهرة استفحلت كثيرا في الاعوام الاخيرة، وعلاجها بات أكثر من ضرورة، ورغم أن المهمة لا تبدو سهلة بالمرة، فالواجب على الأقل تحسين الظروف المعيشية والأمنية للمهجّرين قسرا في مخيمات اللجوء، أوعلى هوامش المجتمعات التي نزحوا إليها، ولا أظن أفريقيا وحدها قادرة على تغطية احتياجات ملايين المشردين هنا وهناك، بل على المجتمع الدولي كلّه وأغنياء العالم أن يسارعوا الى نجدة هؤلاء التعساء قبل أن يتحوّل الكثير منهم إما الى غداء لحيتان المتوسط أوفرائس للوحوش الارهابية.