ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زياراته الخارجية حتى 15 مارس المقبل، من أجل إدارة المفاوضات الهادفة لحل أزمة «السترات الصفراء». وقال بيان صدر الخميس، عن قصر الإليزيه (الرئاسة الفرنسية)، إن ماكرون سيبقى في البلاد حتى 15 من مارس المقبل. وأشار أن الرئيس لن يشارك في مؤتمر سنوي حول الأمن، من المقرر عقده بمدينة ميونيخ الألمانية الأسبوع المقبل، وأنه ألغى كافة زياراته الخارجية. وكان من المخطط أن يلتقي ماكرون مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في ميونيخ على هامش المؤتمر. ويجمع مؤتمر ميونيخ مئات من القادة السياسيين والدبلوماسيين والعسكريين من نحو 40 دولة. ومنذ 17 نوفمبرالماضي، انطلقت احتجاجات «السترات الصفراء» بفرنسا، تنديدا بارتفاع الضرائب على الوقود. ورغم إلغاء الحكومة للزيادات المقررة في أسعار الوقود، إلا أن وتيرة الاحتجاجات لم تهدأ، واستمرت لعدة أسابيع، لكن بكثافة أقل، وبسقف مطالب بلغ حد المناداة برحيل الرئيس إيمانويل ماكرون. قضية بينالا تعود إلى الواجهة في أحدث فضيحة تتعلق بألكسندر بينالا المساعد السابق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استقالت مسؤولة الأمن في رئاسة الوزراء بعد أيام فقط من اجتماعها مع المحققين. وكانت قد استجوبت حول لقاء عقدته مع بينالا في جويلية وحول دورها المحتمل في تسجيلات بينالا التي سربتها مؤخرا صحيفة ميديابارت. تصعيد بين باريسوروما زادت حدة التوتر بين فرنساوإيطاليا بشكل غير مسبوق على خلفية سلسلة «تصريحات مسؤولين إيطاليين، ما اضطر فرنسا لاستدعاء سفيرها في روما للتشاور، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس. أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس أنها استدعت سفير فرنسا في إيطاليا «للتشاور» بعد سلسلة «تصريحات مغالية» و»تهجم لا أساس له» و»غير مسبوق» من قبل مسؤولين إيطاليين. وتضمن بيان للمتحدثة باسم الخارجية أن «التدخلات الأخيرة تشكل استفزازا إضافيا وغير مقبول»، بعدما التقى نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو محتجين من «السترات الصفراء» في فرنسا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية في بيان إن «فرنسا تتعرض منذ عدة أشهر لاتهامات متكررة وتهجم لا أساس له وتصريحات مغالية يعرفها الجميع». وأضافت أنياس فون دير مول «هذا أمر غير مسبوق منذ نهاية الحرب (العالمية الثانية) التدخلات الأخيرة تشكل استفزازا إضافيا وغير مقبول». وأعلن دي مايو على شبكات التواصل الاجتماعي أنه التقى مسؤولين من السترات الصفراء» مضيفا»رياح التغيير تخطت جبال الألب. أكرر: رياح التغيير تخطت جبال الألب». خلفيات وتداعيات الأزمة وجاء هذا اللقاء بعد سلسلة تصريحات غير مسبوقة من حيث حدتها سواء من دي مايو أومن وزير الداخلية ماتيوسالفيني ضد الحكومة الفرنسية. وأعرب سالفيني الذي يتزعم حركة «الرابطة» اليمينية المتطرفة عن أمله في أن يتحرر الشعب الفرنسي قريبا من «رئيس سيء للغاية»، في تصريحات غير مسبوقة إطلاقا بين مسؤولي دولتين مؤسستين للاتحاد الأوروبي. وقالت المتحدثة «أن تكون هناك خلافات أمر، وتسييس العلاقة لأهداف انتخابية أمر آخر». انتقادات لاذعة وكان سالفيني قد أجج حربا كلامية بين روماوباريس أواخر الشهر الماضي، عندما قال إن فرنسا لا ترغب في تهدئة الأوضاع في ليبيا التي يمزقها العنف بسبب مصالحها في قطاع الطاقة. وأضاف «في ليبيا.. فرنسا لا ترغب في استقرار الوضع، ربما بسبب تضارب مصالحها النفطية مع مصالح إيطاليا». وجاء تصريح سالفيني مباشرة بعد اتهام دي مايو باريس بإشاعة الفقر في أفريقيا والتسبب في تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة إلى أوروبا. وأضاف «لولم يكن لفرنسا مستعمرات أفريقية -وهذه هي التسمية الصحيحة- لكانت الدولة الاقتصادية 15 في العالم، بينما هي بين الأوائل بسبب ما تفعله في أفريقيا».