واصل أبرز وجوه الحكومة الإيطالية تصريحاتهم النارية ضد فرنسا، بسبب قضية المهاجرين، حتى بعد أن استدعت باريس سفير روما لديها للاحتجاج على تصريحات نائب رئيس مجلس الوزراء «ماتيو دي مايو»، الذي قال أن فرنسا تواصل استعمار إفريقيا. وقال وزير الداخلية النافذ في الحكومة الايطالية «ماتيو سالفيني»، أمس، «آمل أن يتمكن الفرنسيون من التحرر من رئيس بالغ السوء، ومناسبة ذلك ستكون يوم 26 ماي (الانتخابات الأوروبية) حينها سيكون بإمكان الشعب الفرنسي أن يستعيد زمام مستقبله ومصيره وكبريائه الممثل بشكل سيء من قبل شخصية على غرار ماكرون». وأضاف «سالفيني»، في هجومه على باريس أنها لا تريد أن يتحقق السلام والاستقرار في ليبيا، بسبب جشعها، قائلا: «فرنسا لا ترغب في استقرار الوضع في ليبيا ربما بسبب تضارب مصالحها النفطية مع مصالح إيطاليا». وكان «سالفيني» المعروف بسياسته المشدّدة تجاه المهاجرين غير الشرعيين، قد أعلن دعمه لحراك السترات الصفراء وقال: «إذا كان الرئيس الذي فاشلا لا بد أن نغيره»، في إشارة إلى فشل سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون. أزمة دبلوماسية واستدعت الخارجية الفرنسية الاثنين سفيرة إيطاليا لدى فرنسا تيريزا كاستالدو احتجاجا على تصريحات نائب رئيس الحكومة الإيطالية لويجي دي مايو، اتهم فيها فرنسا ب «إفقار أفريقيا» وتصعيد أزمة المهاجرين، بحسب ما أعلن مصدر حكومي فرنسي. وأفاد مكتب الوزيرة المكلفة الشؤون الأوروبية ناتالي لوازو، «أن مدير مكتب الوزيرة استدعى سفيرة إيطاليا إثر تصريحات غير مقبولة وغير مبررة صدرت عن مسؤولين إيطاليين. معاقبة فرنسا وأعرب «دي مايو»، مطلع الأسبوع، عن أمله في أن يفرض الاتحاد الأوروبي «عقوبات» ضد الدول بدءا بفرنسا التي تقف حسب قوله وراء مأساة المهاجرين في البحر المتوسط من خلال «تهجيرهم» من أفريقيا. وقال دي مايو زعيم «حركة 5 نجوم»، التي تحكم مع الرابطة (يمين متطرف) بزعامة ماتيو سالفيني: «إذا كان هناك اليوم أفراد يرحلون فلأن بعض الدول الأوروبية في طليعتها فرنسا لم تكف عن استعمار عشرات الدول الأفريقية». وبحسب «دي مايو» الذي هو أيضا وزير التنمية الاقتصادية «هناك عشرات الدول الأفريقية التي تطبع فيها فرنسا عملة محلية وتمول بذلك الدين العام الفرنسي». وأضاف: «لو لم يكن لفرنسا مستعمرات أفريقية لأن هذه هي التسمية الصحيحة لكانت الدولة الاقتصادية ال 15 في العالم، في حين أنها بين الأوائل بفضل ما تفعله في أفريقيا». ورغم استدعاء السفيرة الإيطالية في فرنسا، واصل دي مايو اتهاماته لباريس على المنوال نفسه. وقال في تصريح صحافي: «لا أعتقد أن هناك حادثا دبلوماسيا، أعتقد بأن كل ما قلته صحيح. إنّ فرنسا هي واحدة من هذه الدول التي تمنع التطور، وتساهم في رحيل اللاجئين لأنها تطبع عملات 14 دولة أفريقية. وإذا أرادت أوروبا اليوم أن تتحلى ببعض الشجاعة، عليها أن تتّخذ قرار العمل على إزالة الاستعمار في أفريقيا».