تتجّه أنظار عشاق شباب قسنطينة والجمهور الرياضي الجزائري بصفة عامة إلى ملعب رادس بتونس مساء اليوم بمناسبة مباراة العودة بين الترجي التونسي وشباب قسنطينة ضمن مرحلة العودة للدور ربع النهائي لرابطة الأبطال الأفريقية، بعد أن كان لقاء الذهاب الذي جرى بقسنطينة قد انتهى لصالح الفريق الضيف بنتيجة 2 – 3 بالرغم من أن المهمة تبدو صعبة لممثلنا في أغلى منافسة قارية لدى الأندية، إلا أن ذلك لا يعني أن زملاء بن شريفة غير قادرين على «قلب الطاولة» على الترجي التونسي بالنظر للمباراة الكبيرة التي لعبها أشبال المدرب دونيس لافان بقسنطينة، ولو أن النتيجة لم تكن في صالحهم. فقد استطاع «السنافر» أن يعودوا في النتيجة بالرغم من أنهم كانوا منهزمين بنتيجة 2 – 0 قبل أن يتمكّن الفريق التونسي من إحداث الفارق بسبب الإرهاق البدني في اللحظات الأخيرة من المباراة. الاعتماد على الهجومات المعاكسة لكن مباراة اليوم ستكون مختلفة تماما ومنطق الحسابات سيطغى عليها حيث ستكون الخطة التكتيكية هي سيدة الموقف على ميدان ملعب رادس، حيث إن شباب قسنطينة درس بشكل جيد امكانيات وطريقة لعب حامل لقب رابطة الأبطال الإفريقية، ولذلك سوف يعتمد على قوته الضاربة المتكونة من لاعبين لديهم الخبرة في الأوقات الصعبة على غرار بن عيادة، عبيد وبلجيلالي. وسيكون للاعبي الوسط دور كبير في حمل الكرة إلى الأمام من أجل نقل الآخر إلى مرمى الترجي واللعب بذكاء لتجنّب ترك الفراغات، لذلك فمن المحتمل أن يلعب شباب قسنطينة على الهجومات المعاكسة كون الفريق المنافس بالرغم من فوزه في لقاء الذهاب، إلا أنه سوف يلعب الهجوم لمحاولة «حسم المباراة» لصالحه. وبدون شكّ سوف يبحث «السي أس سي» على مباغثة الترجي منذ الدقائق الأولى لزيادة الضغط عليه وامكانية تسيير المباراة في ظروف أحسن، و هو السينايو الذي يتمّناه كل عشاق شباب قسنطينة. ولكن المهمة لن تكون سهلة أمام الترجي الذي يملك خبرة كبيرة في مثل هذه المنافسات وتمكن من الفوز باللقب في الموسم الماضي بالرغم من انهزامه في مباراة الذهاب أمام الأهلي المصري، حيث يعتمد على لاعبين مميّزين أمثال يوسف بلايلي الذي أعطى الإضافة للفريق بشكل كبير في وسط الميدان والهجوم. عرامة ينتقد برمجة الرابطة المحترفة لكرة القدم وفي تصريح له قبل مباراة اليوم أشار المناجير العام لشباب قسنطينة أن فريقه سيلعب مباراة كبيرة بتونس قائلا: «سنلعب مباراة كبيرة أمام الترجي، حيث أننا احترمنا هذا الفريق كثيرا في الذهاب، إلى جانب تصفير ضربة جزاء لصالح الترجي في الدقائق الأولى من المباراة والتي لم تكن واضحة، وسجلوا علينا الهدف الثالث من وضعية تسلل «.. ولذلك يبدو أن شباب قسنطينة يكون قد حضّر مباراة اليوم من كل النواحي لاسيما المعنوية التي ستسمح للاعبين التركيز بشكل جيد فوق أرضية الميدان. كما أن عرامة عاد لينتقد برمجة الرابطة المحترفة لكرة القدم قبل مباراة الذهاب، حيث أرغم شباب قسنطينة من لعب مباراته أمام وفاق سطيف أيام قليلة من استقباله للترجي، وهو الأمر الذي أغضب كثيرا مسيري السنافر الذين أكدوا أن تلك المباراة في الرابطة المحترفة الأولى أثرت بشكل كبير على لياقة اللاعبين وتعرض فيها بعض اللاعبين الأساسيين لإصابات كان بالإمكان تجنبها واستغلال هؤلاء اللاعبين بشكل أفضل في المنافسة القارية. ومع ذلك، فإن كل الظروف مواتية لشباب قسنطينة لمحاولة إحداث المفاجأة وإبعاد حامل اللقب والتأهل الى المربع الذهبي، لأن في كرة القدم كل شئ ممكن خاصة ون الفريق سيستفيد من تدعيم العديد من أنصاره الذين تنقّلوا إلى تونس لتشجيع زملاء يطو في هذه القمة التي ستفي بكل وعودها وقد يرتفع مستواها بالنظر إلى تعداد الفريقين ورغبة كل واحد منهما لكسب الرهان ومواصلة المغامرة القارية.. ولو أن ممثلنا سيكون محروما من حارسه الأساسي رحماني الذي تعرّض للإصابة في مباراة الذهاب وسيخلفه الحارس عصماني الذي سيكون في المستوى بدون أدنى شكّ لإعطاء الثقة الأساسية لزملائه. ويمكن الإشارة هنا إلى المستوى الذي يقدّمه فريق شباب قسنطينة هذا الموسم، كونه مؤهل في رابطة الأبطال الإفريقية، وحقّق نتائج طيبة في الرابطة المحترفة الأولى إلى جانب تأهله إلى الدور نصف النهائي لكأس الجمهورية، الأمر الذي يعني أنه سيّر موسما مميّزا على جميع الأصعدة.. كما أنه وجد مدربا يتمتع بكفاءة وهو دونيس لافان الذي يعتمد على خطّة تناسب الامكانيات الفنية والبدنية للاعبي الشباب. ——