أجمع المشاركون في الملتقى الوطني الثاني حول التوحد بعنوان «الإدماج الإجتماعي لذوي التوحد بين الواقع والمأمول» على أهمية مواكبة الطرائق الحديثة في التكفل بهذه الشريحة وسبل الإدماج في الأوساط المدرسية، المهنية والإجتماعية. ناقش أمس أساتذة في علم النفس والإجتماع ومختصون في الإضطرابات السلوكية بكلية العلوم الإنسانية والإجتماعية بجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس إشكالية إدماج الأطفال من فئة ذوي التوحد، حيث أكد هؤلاء أن الشغل الشاغل يتمثل في كيفية إدماج هذه الشريحة الهامة من الأطفال والتي توسعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وقالت الأستاذة وهيبة مهيدة رئيسة الملتقى ومختصة في التوحد والإضطرابات السلوكية أن الهدف من تنظيم هذا الملتقى هومواكبة أحدث السبل التكفلية بذوي أمراض التوحد وسبل الإدماج الفعلي، وهوالأمر الذي يتطلب تفاعل كل الأطراف المعنية بالإدماج الإجتماعي والمدرسي وكذا المهني ويتطلب في الوقت ذاته قوانين وتشريعات تحفظ لهذه الفئة حقوقها، وأضافت أن مشكل تشخيص المرض يعد أهم العوامل التي تعيق العلاج بشهادة الكثير من الأولياء الذين دخلوا في متاهات قبل تحديد نوع المرض الذي يعاني منه أبناءهم، أما الأستاذة بوضياف أمال من جامعة المسيلة مسؤولة عن مشروع بحثي معتمد من وزارة التعليم العالي حول فاعلية البرنامج التدريبي لإستخدام الوسائط التعليمية في تنمية المهارات الإجتماعية لدى الأطفال التوحديين، فقد شرحت طرائق تنمية وبناء القدرات لهؤلاء الأطفال باستعمال الوسائط التربوية باعتبارها سبل نموذجية مبتكرة لعلاج مرضى التوحد الذين تتضاعف أعدادهم باستمرار، حيث تحصي مصالح مديرية النشاط الإجتماعي لولاية سيدي بلعباس حوالي 200 طفل مصاب بالتوحد يشرف على متابعتهم 5 مختصين في الأرطوفونيا على مستوى مراكز البيداغوجية المتخصصة في الإعاقات الذهنية المتواجدة بالولاية. ومن جهتها تحصي جمعية أمراض التوحد التي تأسست سنة 2014، 400 منخرط من المصابين بمختلف أمرض التوحد وتطالب بإنجاز مركز متخصص لهذه الفئة يوفر التدريس والتكفل النفسي للأطفال، خاصة بعد نجاحها في الحصول على وعاء عقاري لإنجاز هذا المشروع على مساحة تقدر ب350 متر مربع بحي سيدي الجيلالي، في إنتظار تلقيها للتسهيلات الإدارية وللمساعدات للإنطلاق في أشغال الإنجاز والتجهيز. يذكر أن مديرية التربية بالتنسيق مع مديرية النشاط الإجتماعي قامت السنوات الماضية بفتح أقسام مدمجة لمرضى التوحد بكل من مدرستي عفان فاطمة وعائشة أم المؤمنين، وهي التجربة التي لاقت إستحسانا كبيرا من قبل أولياء الأطفال المعنيين في انتظار فتح مركز متخصص بكامل التجهيزات ومكونين ومربين متخصصين في هذا المجال.