وسط زغاريد النساء وفرحة عارمة غمرت نفوس المواطنين والعائلات المرحلة، شرعت أمس مصالح ولاية الجزائر في ترحيل وإعادة إسكان حوالي 300 عائلة تقطن ب39 بناية مهددة بالإنهيار ببلدية القصبة، وذلك في إطار المرحلة الأولى من العملية الخامسة والعشرون للترحيل وإعادة الإسكان. رئيس الدراسات بدائرة باب الواد زيان مصطفى قال في تصريح ل»الشعب» بأن عملية الترحيل هذه تدخل في إطار العمليات المستعجلة التي أطلقتها ولاية الجزائر، الخاصة بسكان القصبة القاطنين ببنايات مهددة بالانهيار، حيث شملت 21 عائلة تقطن ب 21 بناية مصنفة ضمن الخانة الحمراء، بكل من الأحياء التالية شارع بوعلام بوشلاغم وشارع حميتي بلقاسم، مركز عبور سينما نجمة وشارع محمد حداد، بالإضافة إلى شارع سعيد قاضي، أما العملية الثانية والتي انطلقت اليوم، فستشمل 219 عائلة في انتظار ترحيل ما تبقى من سكان القصبة. وأفاد نفس المسؤول بأن هذه المرحلة تم تخصيصها للعائلات القاطنة ببنايات مصنفة ضمن الخانة الحمراء، مؤكدا بأنها تدخل في إطار مخطط استعجالي خاص بسكان القصبة وخاصة العائلات التي تشغل بنايات مهددة بخطر الانهيار. وأكد ممثل دائرة باب الواد حرص السلطات المحلية تأمين حياة مواطنيها، مشيرا بأن هناك عمليات مستقبلية خاصة بسكان القصبة ستقضي نهائيا على ما تبقى من العائلات القاطنة بعمارات الموت بهذه المنطقة، وعن المواقع السكنية التي سترحل إليها هذه العائلات، قال المتحدث أن العائلات المرحلة سيتم استقبالها بمواقع سكنية بكل من بلدية بابا حسن وبلدية أولاد فايت. عملية ترحيل سكان القصبة لم تمر بردا وسلاما على بعض العائلات التي تم إقصاؤها، حيث اتهم بعض المقصيين في حديثهم مع «الشعب» السلطات المحلية وعلى رأسهم مسؤولي بلدية القصبة الذين تسببوا في حرمانهم من الظفر بسكن لائق، وطالب المقصيون والي العاصمة بإنصافهم ومنحهم تفاصيل مدققة عن المعايير التي من خلالها اختيار العائلات المستفيدة من السكن.بالمقابل، كانت الاحتجاجات في موعدها، حيث لم يفوت سكان بعض الأحياء بالقصبة والتي تشملها عملية الترحيل كسكان حي بوزرينة وشارح شبوحة ورشيد صوحة الفرصة ليطالبوا الوالي بإنصافهم، حيث عبر بعض المحتجين ل «الشعب «عن امتعاضهم الشديد وأحقيتهم في السكن قبل الوافدين الجدد، بما أنهم من أبناء القصبة الأصليين.