فيما عدا الإقبال الكبير على مواد واسعة الاستهلاك من الخضر والفواكه واللحوم عشية رمضان الفضيل وخلال الأيام الثلاثة الأولى في مختلف أسواق قسنطينة والتي سجّلت الأسعار فيها أعلى مستوياتها، يبقى الطلب اليومي للمستهلك القسنطيني يتأرجح بين مختلف أنواع الحلويات العادية وأخرى تتميز بها هذه المدينة كحلوى «الجوزية» بأصنافها المختلفة والتي لا تخلو مائدة منها في السهرات الرمضانية؟. من المواد التي يكثر عليها الإقبال سويعات قبل الإفطار وبشكل يومي حتى نهاية شهر رمضان المعظم، كل أنواع الزلابية التي تشهر بها قسنطينة أسوة بأغلب ولايات الوطن تقريبا، حيت تتحوّل عشرات المحلات في هذا الشهر إلى عرض وبيع هذا النوع من الحلويات من قبل صناع اشتهروا بتحضيرها بهذه المناسبة الدينية، حيث يتراوح سعرها بين 250 و300 دينار للكيلوغرام فيما تتجاوز بعض الأصناف الأخرى هذا السعر؟ كما لايتردّد القسنطينيون الذين يعشقون هذا النوع من الحلويات لاقتناء أصناف أخرى من المدن المجاورة مثل زلابية وادي زناتي الشهيرة أو زلابية مدينة عين البيضاء بولاية أم البواقي والتي تبعد عن قسنطينة بنحو 110 كيلومتر؟. باب الرحبة والسويقة تنتعشان كما تعوّد القسنطينيون، خلال هذا الشهر الفضيل على استهلاك حلوى «الجوزية» التي تشتهر وتتفرد بها قسنطينة، كصناعة تقليدية توارثتها الأجيال منذ ما يقارب قرنين من الزمن، حيث يقصد المتسوقون محلات «الجوزية» الشهيرة في كل من أحياء المدينة العتيقة بدءا ب»رحبة الصوف» و»السويقة» وشوارع المدينة الأخرى، وهي المحلات التي غالبا ما تعود إلى عوائل من أرباب هذه الصنعة أمثال الحاج «الخلفة» المدعو» الصيد» و «بلفاسي» وبن «شواله» وغيرهم؟، وإذا كانت «الجوزية» المصنعة من العسل الخالص ومادة الجوز تعتبر من أرقى الحلويات التي يصل الكيلوغرام الواحد منها الى 6آلاف دينار،فإن أصنافا أخرى من هذه الحلوى والتي كانت تصنع من السكر (بدل العسل) واللوز أو الجلجلان والموجه الى الطبقة المتوسطة بدأت تفقد مكانتها أمام الجوزية التي أضحت منذ سنوات سيدة الموائد الرمضانية بدون منازع، مع الإشارة أيضا أن صنفا آخر من الحلويات التقليدية القسنطينية هو حلوى «الكاوكاوية» لا يزال يحظى بإقبال كبير من العائلات القسنطينية وحتى من سكان المدن المجاورة أيضا، مع التذكير أن محلات كثيرة أصبحت مختصة في بيع هذه الصنوف من الحلوى، حيث تعتبر علامة مسجلة للصناعة التقليدية المحلية.