ينطلق المنتخب الوطني، اليوم، في تربصه التحضيري تحسبا للمقابلتين الوديتين المقررتين يومي 12 و15 نوفمبر الجاري أمام كل من تونس والكاميرون، حيث أن المباراة الأولى مقررة بالبليدة والثانية بملعب (5 جويلية) بالعاصمة واختار المدرب هاليلوزيتش مركز تحضير الفرق الوطنية بسيدي موسى، بالنظر لتوفره على كل المعطيات المنطقية للإستعداد، أين يمكن اللاعبين بالتركيز بشكل جيد والقيام بكل البرنامج المسطر خلال أيام التربص الذي سيدوم إلى غاية يوم 16 نوفمبر الجاري. وسيعقد المدرب الوطني، ندوة صحفية صباح يوم غد الأربعاء، للحديث مع ممثلي وسائل الإعلام عن أهداف هذا التربص ومختلف المراحل التي ستتخلله، بالاضافة إلى مسألة اختياره للاعبين.. هذه النقطة كثيرا ما أسالت الكثير من الحبر حول الأسماء التي دونها هاليلوزيتش في القائمة التي قدمها للجمهور الرياضي الجزائري. ولعل مشاركة (31) لاعبا في هذا التربص له أكثر من دلالة، كون الموعد يحمل مقابلتين وديتين ومرحلة حاسمة لاختيار المجموعة التي سيعتمد عليها المدرب البوسني في المراحل القادمة المتعلقة بالتصفيات المقبلة لكأسي إفريقيا والعالم. ضوء أخضر... وشاءت الصدف بأن تكون هذه الفترة جد مواتية للطاقم الفني واللاعبين على حد سواء، أي أن الأمور كلها تشير إلى الضوء الأخضر وسط مجموعة ''الخضر''، حيث أن هاليلوزيتش وطاقمه سوف يعملون هذه المرة بدون أي ضغط في المرحلة التحضيرية، بعد الفوز والوجه الطيب الذي ظهر به الفريق الوطني في مباراته الأخيرة أمام إفريقيا الوسطى، كما أن انتظار النتائج الآتية لا يمكن الحديث عنه في هذه المرحلة الإعدادية والتكوينية لمجموعة ستلعب مستقبلا المقابلات الرسمية. ومن جهة أخرى، لدى اللاعبين، فإن أمورهم تحسنت بكثير مقارنة بالأشهر الماضية، أين ستشارك العناصر الوطنية في التربص وهي في لياقة ممتازة ومعنويات مرتفعة، فكل من زياني وبوڤرة وبودبوز وجبور يلعبون الأدوار الأولى ضمن أنديتهم وتغيير البعض للبطولة جعلهم يشاركون باستمرار في المقابلات، ضف إلى ذلك تألق نذير بلحاج وتتويجه مع ناديه السد القطري بكأس رابطة الأبطال الآسيوية، وهو الأمر الذي سيزيده عزيمة على استعادة مكانه كلاعب أساسي في التشكيلة الوطنية، ويعطي الإضافة من الناحية المعنوية لزملائه خلال التربص والمقابلتين. كما أن الوافد الجديد للتشكيلة الوطنية، سفيان فغولي، أصبح قطعة رئيسية في الرسم التكتيكي لنادي فالنسيا الإسباني، وما فتئ يقدم المقابلات ذات النوعية العالية، الأمر الذي سيدفع هاليلوزيتش بدون أدنى شك، لإعطائه الفرصة منذ البداية للعب احدى المقابلتين المبرمجتين. وهذه الظروف تعطي منافسة شديدة على المناصب، وكل لاعب بإمكانه تقديم الكثير للفريق الوطني، مما يرفع من مستوى الآداء الجماعي، خاصة وأن الصحافة الإسبانية كانت قد أشارت الى عودة وسط الميدان الجزائري، حسين يبدة، إلى المنافسة، وهو ما سيوسع رقعة اختيارات المدرب الوطني في هذه النقطة الحساسة، أي وسط الميدان، أين سيكون هاليلوزيتش مضطرا للإختيار بين (11) عنصرا لتشكيل الخط الذي يحمل (4) أسماء فقط. إيجاد التنسيق الضروري... لكن كان هاليلوزيتش قد أشار في وقت سابق، أنه قد يختار إدخال فريقين مختلفين في مباراتي تونس والكاميرون، لتكون له رؤية واضحة بالنسبة للعناصر التي سيعتمد عليها في المقابلات الرسمية القادمة، خاصة وأن الرسم التكتيكي سيختلف في الموعدين، بالنظر لأسلوب لعب منافسي المنتخب الوطني يومي 12 و15 نوفمبر الجاري. والشيء المؤكد، هو أن الأيام التي تسبق المباراة الأولى ستكون حاسمة بالنسبة للطاقم الفني الذي سيقوم بإعداد تشكيلة متوازنة تجعله يلعب بكل المعطيات التي تسمح له بتقديم مباراة في المستوى.. وبالتالي استخلاص الدروس التي ستنفع، تحسبا للمقابلة القادمة، وإجراء التغييرات اللازمة.. خاصة وأن النتائج الرقمية لن تكون في مقدمة الأشياء المهمة بقدر ما يكون التحليل الموضوعي للآداء والتنسيق بين اللاعبين.