لم يسجل تاريخ الأولمبياد العالمية التي تنظم كل أربعة سنوات، سوى مشاركة وحيدة للمنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم، كانت سنة 1980 بموسكو هذا التأهل بإقدام الجيل الذهبي الذي رسم أجمل لوحات الكرة الجزائرية في سنوات الثمانينات، وقبلها النصف الأخيرة من السبعينات التي كانت الانطلاقة الحقيقية لمختلف الأجيال مثلت الراية الوطنية. تأهل صعب ومخلوفي يرمي المنشفة.. رغم أن الفريق الذي خاض غمار التصفيات كان يعجّ بالمواهب الشابة، ومعظمهم من الذين لعبوا مونديال 1982 و 1986 على التوالي، إلا أن التأهل لم يكن يسيرا أبدا، حيث اصطدم الأفناك بمنتخب مالي قوي جدا لم يتجاوزوه إلا بركلات الترجيح، ما جعل المدرب رشيد مخلوفي محل انتقادات رمى على إثرها مباشرة المنشفة، مفضلا الاستقالة. ليخلفه على رأس الفريق الثنائي محي الدين خالف ورايكوف اللذان نجحا في إيصال رفقاء ماجر إلى موسكو بعد تجاوز المنتخب المغربي، ومن تحقيق تأهل وصف بالتاريخي نظرا للانجازات التي باتت تحققها الكرة الجزائرية وفي وقت قياسي جدا بداية بميدالية الألعاب المتوسطية، ثم ذهبية الألعاب الإفريقية معتمدا في كل ذلك على الكفاءات المحلية. التشكيلة التي سافرت إلى موسكو... بعد تحقيق التأهل بقي المدرب محي الدين خالف لوحده على رأس العارضة وقد اختار تعدادا مكونا من 19 لاعبا وهم عمارة، بن طلعة، رحماني، لارباس، درواز، خديس، غريب، بوحله، محيوز، مرزقان، حر، عصاد، ڤندوز، فرڤاني، بلومي ياحي، مناد، ماجر وبن ساولة، وأغلب هؤلاء واصلوا مغامرتهم مع الفريق الوطني أكابر حتى بداية التسعينات بعد أن صنعوا انجازات عظيمة ومثلوا العلم الوطني أحسن تمثيل. افتتاح الأولمبياد بثلاثية... لم ينتظر رفقاء القائد علي فرقاني إلى غاية المباراة الثانية ليكشفوا عن وجههم الحقيقي بحجة المشاركة الأولى وقلة الخبرة، بل دخلوا مباشرة في الموضوع واكتسحوا المنتخب السوري الشقيق بثلاثية نظيفة تداول على تسجيلها كل من لخضر بلومي في د35 ورابح ماجر في د 65 ثم مرزقان في د 70 بواسطة ركلة جزاء، وكان هذا بتاريخ 22 جويلية 1980. هزيمة منطقية أمام ألمانياالشرقية بعد اللقاء الأول بيومين، واجه منتخبنا الأولمبي نظيره من ألمانياالشرقية، و لكنه لم يحقق المعجزة وكانت هزيمته بهدف وحيد فقط بمثابة الإنجاز، نظرا لحجم المنافس والفارق الكبير في الإمكانيات المادية إضافة إلى عراقة المدرسة الألمانية. بلومي يفعلها ضد الإسبان... في المباراة الثالثة والأخيرة من دوري المجموعات لاقى أشبال المدرب الشاب محي الدين خالف أحد عمالقة القارة العجوز، وهو المنتخب الإسباني الذي لا يقل شأنا عن ألمانياالشرقية آنذاك، وكان على منتخبنا تجنب الهزيمة إذا أراد المرور إلى الدور الثاني. وافتتح المنتخب الإسباني النتيجة، لكن لخضر بلومي فعلها وسجل هدف التعادل الذي تحقق بفضله الصعود رغم التساوي في النقاط مع إسبانيا لكن فارق الأهداف ب(+2) كان في صالح الخضر. المغامرة تتوقف في الربع النهائي بعد أن حقق المنتخب الجزائري التأهل إلى الدور الربع النهائي عن المجموعة الثانية رفقة الألمان، واجه يوغوسلافيا الذي كان يضم أرمادة من النجوم، وانتهى اللقاء لصالح هذا الأخير بثلاثية نظيفة أقصت فريقنا من المنافسة العالمية الشهيرة ..التي كانت شاهدة على أول مشاركة جزائرية والتي اعتبرت موفقة إلى حد بعيد. ومن ذلك التاريخ إلى اليوم عجزت الجزائر عن التأهل أي ما يقارب مدة ال32 سنة، فهل سيفعلها أشبال آيت جودي هذه المرة ويحققون تأهلا يكون بإقدام أغلبية اللاعبين المحليين رفقة بعض المواهب الصاعد في أوروبا كما حدث في أولمبياد موسكو.