بات رسميا عدم عودة مهندس محلمة خيخون المدرب خالف محي الدين لتولي العارضة الفنية للمنتخب الوطني، بعد ترسيم المدرب الحالي رابح سعدان في منصبة لسنتين اضافيتين، مما يعني ان عودة خالف قبل 2012 لن تكون، بل قد لا يعود الى العارضة الفنية لخضر" كالما ان سن خالف محي الدين يناهز ال70 سنة، سن لن يسمح له بتقديم أي شيئ للكرة الجزائرية وللمنتخب الوطني، فهو بحاجة الى مدرب شاب بعد رحيل الشيخ سعدان. لكن من هو خالف محي الذين الذي طالب الكثير بعودته الى "الخضر"؟ ذلكم ما سنتعرف عليه من خلال هالته الصفحة الخاصة عن صانعي أمجاد كرة القدم الجزائرية. ولد بالمغرب ولد محي الدين خالف في المملكة المغربية، عام 1941، بقلب الريف المغربي، وبالضبط بقرية بلقصير بإقليم القنيطرة. وحين سئل الأب حسين عن سبب اختيار اسم محي الدين كان يرد قائلا "اسم محي الدين احد رموز الجزائر فهو نجل البطل الثوري الأمير عبد القادر". خالف لاعبا في متوسطة الفنيطرة في الثانية عشرة من عمره,يغادر محي الدين قريته متجها إلى مدينة القنيطرة حيث يواصل دراسته بمتوسطة paul lyauteyهنا يبرز كمسير ومنظم في المرقد و في المطعم...و أيضا في الملاعب, خالف ... بوشكاش عرف محي الدين خالف منذ نعومة أظافره بحبه لكرة القدم، خاصة وانه كان يجيد مداعبتها على شاكلة اللاعبين الكبار في تلك الفترة، الأمر الذي جعل ابناء جيله يطلقون عليه اسم بوشكاش، ولمن لا يعرف هذا اللاعب نجيب على هؤلاء بقولنا انه النجم المجري الكبير الذي كان فنان عصره خلال عشرية الخمسينيات . الانطلاقة الحقيقية اول فريق لعب له حالف محي الدين كان نادي القنيطرة في صنف الأشبال, وعمره 14 سنة، وكأنة يجيد مداعبة كرة القدم بطريقة بديعة. لعب كرة القدم واليد في ان واحد لم يكتف خالف بممارسة كرة القدم بل كان ذو موهبة في كرة اليد أيضا, فكان من أحسن لاعبي نادي القنيطرة لكرة اليد حيث أمضى له كذلك عقدا. كان يخوض الفتى محي الدين أحيانا مقابلتين في اليوم, صباحا مقابلة في كرة اليد و وزوالا في كرة القدم، ولا يزال خالف يتذكر تلك الأيام الأولى من مسيرته الكروية، حين كان يصارع الزمن للعب مبارتين في اليوم الواحد. خالف في أكابر نادي القنيطرة تمت ترقية محي الدين خالف الى أكابر نادي القنيطرة في سن السادسة عشرة، ورغم صغر سنه الا انه كان واحدا من نجوم الفريق، حيث لعب في موسم 1957/1958، 17 مباراة من بين ال24 التي خاضها فريقه نادي القنيطرة وسجل 11 هدفا. من نادي القنيطرة الى النادي المكناسي فور انتهاء اول موسم له مع النادي القنيطري قرر خالف محي الدين ترك هذا الفريق والانتقال الى النادي المكناسي والسبب في ذلك هو دراسته، وبات في اول موسم له مع هذا النادي قائدا له. خمس سنوات بعد الاستقلال في سنة 1967 قررت عائلة خالف العودة إلى ارض الجزائر ، بعد أربعين سنة تقريبا عن انتقاله إلى المغرب، عودته لم تكن كرحيله،لقد وجد الجزائر حرة مستقلة، والجميع ينعم بالحرية والاستقلال. شهرة خالف سبقته الى الجزائر سبقت شهرة خالف محي الدين إلى الجزائر قبل أن يعود إليها رفقة أفراد عائلته، فما أن انتشر خبر عودة عائلة خالف قصد الاستقرار نهائيا بالجزائر، بدأت تتهاطل عليه العروض من إتحاد بلعباس و من مولودية وهران.. خالف في شبيبة الابيار لكرة اليد في ظل العروض العديدة التي كاتت تتهاطل على خالف محي الدين، راخ يمضي لفريق شبيبة الابيار لكرة اليد، لكنه لم يلعب الا بضع مباريات، حيث أنهى الموسم بعيدا عن الميادين. خالف في شبيبة القبائل في الموسم الموالي 1968/1968، أمضى خالف لفريق شبيبة القبائل الذي كان ينشط في القسم الوطني الثاني. كان لانضمام خالف لفريق القبائل فال خير على أصحاب الزي الأصفر والأخضر، حيث كان من بين المساهمين في صعود الشبيبة إلى الدرجة الأولى إلى جانب نخبة من اللاعبين الكبار نخص بالذكر كل من كوفي وقلي وعنان. اللقب الوطني الغالي ثلاثة مواسم فقط بعد صعود شبيبة القبائل إلى الدرجة الأولى، كتب الفريق القبائلي في موسم 1972/1973 اسمه بأحرف من ذهب في سجل التتويجات بحصوله على اول لقب للبطولة الوطنية، مع المدرب الروماني بوبيسكو، وهو المدرب الذي كان يساعده في التدريب خالف محي الدين، الذي كان كذلك لاعبا في الفريق. المفاجاة ... خالف يعتزل اللعب مرة أخرى يفاجأ خالف محي الدين عشاق الشبيبة ليس برحيله عن الفريق بل باعتزاله اللعب نهائيا وهو في سن ال33، الأمر الذي أثار استغراب الجميع ، وحين سئل خالف عن سر اعتزاله اللعب وهو في عز عطائه كان يرد دوما، انه أمر يهمني. خالف.. المدرب قصة خالف مع التدريب بدأت حين كان لاعبا في الفريق القبائلي، في موسم 72-73، وهو الموسم الذي تم تعيينه مساعدا للمدرب الروماني بوبيسكو، وبعد اعتزاله اللعب ، قررت إدارة الفريق الاحتفاظ به ضمن الطاقم الفني للفريق، كمساعد للمدرب الروماني بوبيسكو. من مساعدا لبوبيسكو الى مساعدا لماتيغا في الموسم الموالي 73/74، قرر المدرب الروماني بوبيسكو الرحيل من الفريق القبائلي، فتم تعويضه بالمدرب ماتيغا، هذا الأخير، قرر الاحتفاظ بخالف محي الدين كمساعدا له، ليفوز في ذات الموسم فريق الشبيبة باللقب الوطني للمرة الثانية على التوالي. رحل ماتيغا فتالق خالف في النصف الثاني من الموسم الكروي 1973/1974، وبعد ان ساءت نتائج الشبيبة في البطولة الوطنية، ، قررت إدارة النادي إبعاد المدرب ماتيعا، وتعويضه بمساعده خالف محي الدين. كان لتعيين خالف محي الدين مدربا للشبيبة، بداية حقيقة لشهرة خالف في عالم التدريب ، حيث تمكن في ظرف قصير جدا ان يعيد الهيبة للفريق القبائلي، ففي ضرف قياسي أعاد قطار الشبيبة الى السكة الصحيحة، فأنهى موسم في المرتبة السادسة، وهي المرتبة التي وصفت بالايجابية، بالنظر إلى الحالة المزرية التي كان عليها الفريق قبل إقالة المدرب ماتيغا، وقد شكلت النتائج التي حصل عليا الفريق القبائلي بداية حقيقة في المسيرة المهنية للمدرب خالف محي الدين. الثنائية التاريخية موسمان فقط بعد تعيينه مدربا لفريق الشبيبة، استطاع خالف محي الدين ان يقود فرقه الى منصة التتويج، واي منصة، حيث حصل في موسم 1976/1977 على الثنائية اللقب والكاس ، بعد ان تفوقت الشبيبة على النصرية بهدفين لواحد، في نهائي كاس الجزائر. خالف مدربا للخضر ... مغامرة ناجحة في ماي 1979 قد رشيد مخلوفي استقالته من العارضة الفنية للمنتخب الوطني بسبب الأداء الهزيل الذي ظهرت به العناصر الوطني في اللقاء الودي أمام المنتخب السنغالي بهدفين لواحد بملعب 5 جويلية. رفض الكثير من المدربين الذين إتصلت بهم الاتحادية لخلافة مخلوفي, لكن خالف قبل المجازفة وتحمل عبء تدريب المنتخب رغم صغر سنه الذي لم يكن يتجاوز حينها ال 36 سنة. أكمل مسيرة مخلوفي فور تعيينه مدربا للمنتخب الوطني قرر خالف محي الدين إدخال تعييرات جذرية في التشكيلة الوطنية، حيث قرر إبعاد كل من المرحوم هدفي وبلكدروسي وعلي مسعود وإيغيلي و صفصافي وتعويضهم بكل من مغريسي وبن ساولة وفرقاني وسليماني. يقول خالف "في تلك الفترة كنت أطبق على الصعيد البدني الطريقة الهولندية و طريقة أجاكس في التمرين,بينما في الجانب التقني كنت أطبق....الطريقة الجزائرية,فقد كنت أترك للاعب حرية الإبداع...كل على طريقته" و رغم كل هذا لم ينسى فضل المدرب السابق على لاعبيه...{لقد طور ليس فقط لاعبين كبار بل ترك لي رجالا يحسون بالمسؤولية} يثني خالف على رشيد مخلوفي المدرب السابق للخضر. االخماسية التي اذل بها المغاربة أولى ثمار خالف محي الدين مع المنتخب الوطني كانت، الفوز التاريخي على المغرب 5-1 في الدارالبيضاء تحت أنظار 60 ألف مناصر مغربي، وهو الفوز الذي مهد للمنتخب الوطني لبلوغ الأدوار النهائية للألعاب الاولمبية بموسكو 1980 ، بعد ان أكد المنتخب الوطني قوته على في مباراة العودة التي انتهت بفوز الجزائر 3/0. التاهل الى نهائيات أمم إفريقيا 1980 لم يكتفي خالف بقيادة المنتخب الوطني الى اولمبياد موسكو بل أهل منتخبنا الى الأدوار النهائية لكاس أمم إفريقيا التي احتضنتها نيجيريا في شهر مارس 1980. المنعرج الحاسم المنعرج الحاسم في مسيرة المدرب خالف محي الدين كانت في كأس إفريقيا للأمم 1980 بنيجيريا,فقد أستطاع محي الدين قيادة المنتخب الوطني إلى إنجاز كبير بالوصول إلى المقابلة النهائية، بتفوقه في اللقاء الأول على المنتخب الغاني بطل الدورة الأخيرة بهدف دون رد، وبنفس النتيجة تفوق في لقائه الثاني على المنتخب المغربي، لينهي الدور الأول بفوز ثالث على المنتخب الغيني 3/2، وفي مقابلة الدور نصف النهائي، يفوز المنتخب الجزائري على منتخب مصر بضربات الجزاء بعد انتهاء الوقت القانوني والاضافي بالتعادل 2/2، لينهزم في اللقاء النهائي أمام المنتخب النيحيري منظم الدورة ب3/0. خالف في المركز التكويني بالمانيا اعتراف لما قدمه خالف لمنتخب الوطني، قرر وزير الشباب والرياضة ارسال محي الدين خالف إلى مدينة كولون الألمانية للمشاركة في تربص تكويني للمدربين, خلال تربضه به بكولون تعرف خالف محي الدين بالمدرب اليوغسلافي رابكوف، وطلب منه مرافقته إلى الجزائر. رايكوف يطبح بخالف المفاجأة التي لم تكن تخطر على بال خالف، ان الذي استقدمه خالف إلى الجزائر تم تعييه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني خلفا له، الأمر الذي ترك مرارة كبيرة و صدمة في نفسية محي الدين، وقرر التفرع كلية لفريقه شبيبة القبائل. خالف واللقب الافريقي الغالي مع الشبيبة بعد عشرة أشهر من إقالته من تدريب المنتخب الوطني، قاد خالف منحي الدين شبيبة القبائل بإحراز كأس إفريقيا للأندية البطلة ، وهو التتويج الذي جعل الساهرين على الاتحادية يعيدون نظرهم في قرار إبعادهم لخالف، ويعيدونه مجددا إلى رأس العارضة الفنية للمنتخب الذي كان قد ضمن بلوغه لأول مرة الأدوار النهائية لكاسي العالم وإفريقيا تحت إشراف الثلاثي رايكوف وسعدان ومعوش. العودة الى المنتخب الوطني فور تأهل المنتخب الوطني الى نهائيات كاس العالم باسبانيا، قررت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وبشكل مفاجئ إقالة الثلاثي رايكوف وسعدان ومعوش، وتم الاستنجاد مجددا بخالف محي الدي ورشيد مخلوفي مديرا تقنيا. الخيبة في ليبيا في أولى مشاركته مع المنتخب الوطني في نهائيات كاس أمم إفريقيا تجرع خالف مرارة الإخفاق بعد ان حل منتخبنا في المركز الرابع. شكلت هذه المرتبة صدمة كبيرة للجمهور الجزائري، لكن سرعان ما تحولت هذه الصدمة إلى أفراح في مونديال اسبانيا. مهندس الفوز على المانيا نسب الفوز التاريحي على المنتخب الألماني، الى المدرب خالف محي الدين، واعتبر انه مهندسه بسبب الطريقة الناجحة التي انتهجها في اللقاء. الرحيل من المنتخب فور عودة المنتخب الوطني من اسبانيا، قرر خالف محي رمي المنشفة، وتم تعويضه بعبد الحميد زوبا، لكن سرعان ماعاد خالف الى العارضة الفنية للخضر. ربيع 1984 ... العودة الى المنتخب بعد إخفاق عبد الحميد زوبا في قيادة المنتخب الوطني إلى اولمبياد لوس انجلس 84، تم المناداة من جديد لخالف محي الدين، لتولي شؤون العارضة الفنية، خلال كاس أمم إفريقيا بكوت ديفوار 84. ضربة الجزاء اللعينة التي أبعدت خالف من المنتخب نهائيا فشل محي الدين خالف في الفوز بكاس أمم إفريقيا التي جرت بكوت ديفوار عام 1984، اثر إخفاق قندوز في تحويل ضربة الجزاء في شباك الحارس الكاميروني نكونو في الدور نصف النهائي، كانت سببا في ترك خالف العارضة الفنية للمنتخب. وبذلك تنتهي قصة خالف مع " الخضر" وكم من مرة تردد اسمه لتولي العارضة الفنية لكن خذا لم يحدث وقد لا يحدث مستقبلا طالما ان خالف طلق ميدان التدريب، حيث يشتغل حاليا كمحلل رياضي لقناة أي ار تي. من التدريب إلى التعليق بعد 15 سنة تدريب في الجزائر قرر خالف محي الدين، العودة من جديد إلى المغرب ، حيث تولي تدريب العديد من الفرق المغربية نذكر منها شباب المحمدية واتحاد طنجة والرجاء البيضاوي والنادي القنيطرة، كما درب في تونس وفي أكثر من بلد حليجي ، لكن عودته إلى شبيبة القبائل في مطلع الألفية الحالية كانت فاشلة ولم يجن من خلالها إلا شتم الأنصار، ليقرر وضع حد لمسيرته المهنية بعد 30 سنة من التدريب، والانتقال الى التعليق حيث عمل معلقا لقناة "أي ار تي"، ومحللا لكاس العالم الاخيرة في قناة " ميدي 1 " المغربية.