كل الأنظار متجهة إلى الأغواط التي تستقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، في زيارة عمل وتفقد لها. وهي زيارة حضرت بدقة متناهية في عاصمة الأطلس الصحراوي، حسب ما لا حظناه في الاستطلاع الميداني وتناقلنا لآراء السكان المرحبين بأب المصالحة والإصلاحات الذي وعدهم بأشياء جسدها، مثل إنجاز المطار والقطب الجامعي وأشياء أخرى جديرة بالمتابعة والتوقف عندها. واتخذت الأغواط حلة تترجم مدى الاهمية الممنوحة للحدث الذي يصنع بها اليوم باعتبارها محطة تدشين مشاريع حيوية وفتح السنة الجامعية من الرئيس الذي لم يتوقف لحظة عن المطالبة بإصلاح التعليم العالي وتقريبه من المجتمع لا بقائه جامدا في البرج العاجي. وتتضمن الاصلاحات التي تكون دون شك محور خطاب الرئيس بوتفليقة المتلو على الملأ من جامعة «عمار تليجي» في قلب الأغواط ضرورة مراجعة البرنامج الجامعي بصفة يستجيب للحاجيات الوطنية ومطالب المنظومة الإقتصادية دون اكتفاء الجامعة بتخرج كفاءات بشهادة كاسدة غير مجدية تؤدي بهم حتما إلى السقوط في البطالة وما تولده من حالات اليأس والقنوط. وتقتضي المراجعة كذلك تأهيل الاطارات الجامعية وأساتذة التكوين وتحيين معارفهم الدورية وتوظيفها في مرافقة طلبة يسابقون الزمن من أجل أن تكون لهم مكانة في جزائر التقويم والتجديد يساهمون في تطويرها بأقدر ما يملكون من معارف وتحصيل علمي دون السقوط في مصيدة الشركات المتعددة الجنسيات التي تمنح إغراءات كبيرة مقابل امتصاص الطلب النوعي وجلب الكفاءات الجزائرية اما بالتوظيف المحلي أو بالخارج. وقد شرح الرئيس بوتفليقة في فتح موسم جامعي بتلمسان هذه الوضعية داعيا المؤسسات والجامعة الى التقرب والتعاون على تقديم ما هو افيد واخير للجزائر. وتساءل الرئيس في افتتاح مواسم جامعية عديدة التي يرسل من خلالها مؤشرات كثيرة عن سبب تمادي هذا النزيف للكفاءات الجزائرية التي اغلقت في وجهها الابواب ولم تنل حقها في الاعتبار والاهتمام داعيا إلى الابقاء على ما هو موجود بالوطن وتوظيفه في المشاريع الوطنية. ووجد لدى هذا الخطاب السياسي تجاوبا من الكفاءات الجزائرية بالخارج مثلما أوضحه العديد من أن أفرادها في اللقاءات الوطنية آخرها بفندق الجيش في بني مسوس. وحسب الأرقام فان هناك 600 باحث جزائري بالخارج مستعد للمشاركة في البرنامج الوطني للبحث العلمي والمشاريع الكبرى التي تحظى بالاولوية في المخطط الخماسي للرئيس بوتفليقة.