ليس من حق الذي يهاجر إلى الخارج ويعود أن ينسى وطنه أشرف رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة»، أول أمس بجامعة «فرحات عباس» بسطيف، على الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية 2009-2010، وفي خطاب ألقاه بالمناسبة أكد على ضرورة إعطاء دفع حاسم لعلاقة الجامعة بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي والربط الوثيق بين عالمي التكوين والتشغيل، وأشار في هذا الصدد إلى أن ذلك "يستدعي منا إرساء اطر عمل مشتركة بين الجامعات ومراكز البحث من جهة والمؤسسات الاقتصادية والهيئات الوطنية من جهة أخرى مما سيفيد التقدم الاقتصادي والمعرفي في آن واحد". أكد رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» أن الوقت قد حان لإعطاء دفع حاسم لعلاقة الجامعة بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي والربط الوثيق بين عالمي التكوين والتشغيل، وأبرز أن ذلك يستدعي منا "إرساء أطر عمل مشتركة بين الجامعات ومراكز البحث من جهة والمؤسسات الاقتصادية والهيئات الوطنية من جهة أخرى مما سيفيد "التقدم الاقتصادي والمعرفي في آن واحد"، وأوضح أن هذا التكامل بات ضروريا وملحا بهدف إنشاء أقطاب امتياز وتنافس قادرة على توظيف أحسن الكفاءات في إنجاز أبحاث تطويرية ذات مستوى رفيع، وقال "سنتابع باهتمام بالغ البرنامج الخماسي للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي الذي خصص له غلاف مالي بقيمة ضعف ما تم رصده للفترة 2005 /2009 آملين أن تساهم نتائجه في تعزيز قدراتنا الصناعية"، وأكد الرئيس «بوتفليقة» على دعم الاستثمار في الابتكار بوضع برنامج واسع بالتعاون مع القطاع الاقتصادي بشكل عام وقطاعات الصناعة والطاقة والمناجم والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل عام. وبشأن الدخول الجامعي، أشار الرئيس «بوتفليقة» إلى أنه يكتسي طابعا مميزا من حيث أنه يؤسس لولوج منظومة التكوين العالي المفضي إلى عالم النوعية والجودة، قائلا: "لعل الشروع في تطبيق نظام الأقسام التحضيرية للمدارس الوطنية العليا في مؤسسات جامعية بمختلف المناطق وفتح مدارس وطنية متخصصة في التكنولوجيات وعلوم التسيير والصحافة والعلوم السياسية وكذا الشروع في بعث فروع ذات تسجيل وطني في عدد من المؤسسات الجامعية يؤمها الطلبة من مختلف ولايات الوطن والتي تشكل على المدى القريب أقطاب امتياز جامعية في عدد من التخصصات ذات الأولوية سيكون بمثابة انطلاقة حاسمة على هذا المسار الطويل لما تتوفر عليه من تأطير بيداغوجي نوعي ووسائل تعليمية عصرية ومخزون وثائقي ثري ومحيط بحث ملائم، وأكد الرئيس «بوتفليقة» أنه "في ظل عولمة زاحفة بأنماط جديدة من التنظيم الاقتصادي والاجتماعي المتسمة بتعاظم الاستثمار في الابتكار وتزايد الاعتماد على العلوم وتطبيقاتها في الإنتاج نتيجة لتطور اقتصاد المعرفة وإرهاصات مجتمع المعلومات لا مكان ولا مكانة إلا للمجتمعات التي تتوفر على مؤسسات قوية تنافسية ذات موارد بشرية مؤهلة بكفاءات ومهارات عالية قادرة على حسن التدبير والتسيير على تطوير الاستثمار والإنتاج وكذا ضمان الجودة وكسب الأسواق، واعتبر رئيس الجمهورية أن تنظيم الكفاءات الوطنية والاستفادة من خبرات الباحثين الجزائريين المقيمين في الخارج وضمان انخراطهم في الجهد الوطني لترقية البحث هو هدف ينبغي بلوغه بغرض تكوين نواة صلبة من الخبرات الوطنية لتجسيد مقاصد السياسة الوطنية للبحث العلمي والتطور التكنولوجي، مؤكدا في هذا الصدد "لقد لمسنا لدى جاليتنا العلمية في الخارج التي أزف إليها بالمناسبة أسمى عبارات التحية والتقدير كل الاستعداد للإسهام في تطوير البلاد". ديمقراطية التعليم خيار لا رجعة فيه جدد رئيس الجمهورية التأكيد على أن ديمقراطية التعليم في الجزائر اختيار لا رجعة فيه، وأوضح أنها مكسب غير أنه أكد بالمقابل على ضرورة أن تنال الكفاءات العلمية ذات المستوى العلمي العالي حقها من العناية اللازمة، وقال في هذا الصدد "ليس من الممكن أن يكون لديك كفاءة في قيمة العالم "أنشتاين" وتدفع له أجرا مثلما تدفع لأي أستاذ في الجامعة"، وبعد أن أشار إلى أن هذه القضية تمس الوطن أردف رئيس الجمهورية قائلا "أرى من المزايدين هنا وهناك ممن يرون بأن الاشتراكية تقتضي بأن الناس كلهم كأسنان المشط"، وتابع بأن ذلك غير ممكن مشددا على ضرورة إعطاء العالم حقه وكذا الشأن بالنسبة للتعليم معتبرا أن "القرار في هذا الشأن لن يكون أفقيا فقط"، داعيا الأسرة الجامعية إلى "التفكير معنا لإيجاد حل فوري لهذه المعضلة"، كما استعرض رئيس الجمهورية في سياق متصل مسألة هجرة الأدمغة الجزائرية إلى الخارج مشيرا على سبيل المثال إلى أن هناك "من يذهب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول المتطورة ويعود مبهورا بما رأى معتقدا أن ذلك تحقق بسهولة"، وفي سياق حديثه على نوعية التكوين في الجامعة الجزائرية أشار رئيس الجمهورية إلى أنه "إذا كانت دولة مثل الولاياتالمتحدة تنظر إلى الطلبة الجزائريين لاستقطابهم فهذا يدل على أن مستوى الجامعات الجزائرية بخير"، مرجعا الفضل في ذلك إلى المجهودات المبذولة من طرف الأساتذة والمؤطرين الجزائريين في السنوات الأخيرة، وبعد أن أكد على أن الجزائر "تقع في قلب العالم"، أشار رئيس الجمهورية إلى أن الجزائريين "لديهم طموحات كبيرة يريدون تحقيقها في الحين"، مبرزا أن تحقيق هذه الطموحات "لن يتم إلا بالعمل"، كما أكد الرئيس «بوتفليقة» أنه "ليس من حق الذي يهاجر إلى الخارج ويعود أن ينسى وطنه"، مشددا في هذا الشأن على ضرورة تربية الأجيال على التمسك بالوطن وحبه، وشدد رئيس الجمهورية على وجوب وضع سلم واضح بالنسبة للعلم والمهارة التقنية كي ينال كل مجال ما يستحقه.