لازالت انشغالات أولياء تلاميذ المدارس الإبتدائية بالمناطق الريفية مطروحة، خاصة فيما يتعلق بالنقل المدرسي وبعد المسافة بين المؤسسات التربوية ومسالة الإكتظاظ وقلة العمال، خاصة في مجال الإطعام بذات المدارس الريفية التي استفادت من هياكل جديدة ساهمت في إنجازها ميزانية الولاية. تحسين ظروف التمدرس بالمناطق الريفية حقّق قفزة نوعية لفائدة التلاميذ من حيث الهياكل والتكفل بالمتاعب، التي ظلّت خلال السنوات المنصرمة مطروحة بحدة حسب تصريحات التلاميذ والأولياء، وهذا بفعل المجهودات التي قدّمتها السّلطات الولائية ومصالح مديرية التربية بذات المنطقة التي حقّقت نتائج مرضية في مختلف المراحل التعليمية، وخاصة الإمتحانات والشهادات على المستوى الوطني، لكن يبقى النقص مطروحا بالمدارس الإبتدائية حسب الإنشغالات التي ما فتئ يرفعها الأولياء لتحسين وضعية أبنائهم ببعض المداشر النائية، كما هو الحال بالنقل المدرسي الذي بالرغم من التّحسّن الذي مسّ هذا القطاع بتخصيص حافلات كإعانات من طرف وزارتي الداخلية والتضامن، بالإضافة إلى ميزانية الولاية التي لم تبخل على تلاميذ هذه المؤسسات الريفية، حسب ما أكّده لنا الوالي عزيز بن يوسف خلال لقاء سابق. وعن المتاعب التي تحدّث عنها بعض الأولياء بالمناطق الريفية التابعة إقليميا لبلديات بربوش، العطاف، واد الجمعة، بطحية، العامرة، الجمعة، أولاد الشيخ، جليدة عين التركي، تاشتة، عين بويحي، بلعاص، الحسانية، تبركانين، العطاف، العبادية والروينة، حيث تفصل المسافة بين التلاميذ ومدارسهم ما بين 3 إلى 12 كلم، ممّا يرهق التلاميذ أثناء عملية التنقل اليومي التي صارت فيها عدد الحافلات الحالية غير كافية لتغطية عدد التلاميذ المزمع نقلهم يوميا، الأمر الذي يتسبب في تأخّر المتمدرسين، ويؤثّر على مستوى التحصيل العلمي والمعرفي، يقول الأولياء. وعن التكفل بهذا الجانب، أوضح مدير التربية للولاية محمود فوزي تبون أنّ عدد المستفيدين من النقل المدرسي بالمؤسسات الإبتدائية قد فاق 11993 تلميذ أغلبهم من المداشر والمناطق الريفية والتجمعات السكانية البعيدة عن المحيط العمراني الحضري للبلديات، الأمر الذي يجعل عدد الحافلات المخصصة لهذه الفئة تشكّل نسبة كبيرة من جملة 199 حافلة بحظيرة النقل المدرسي. ومن جهة أخرى، لم يخفي منتخبو هذه البلديات الريفية كما هو الحال لمداشر العطاف وبطحية وبن علال وبلعاص وطارق بن زياد وغيرها النقص المسجل لديهم ممّا يتطلّب تدخل وزارتي الداخلية والتضامن للرفع من الحصة المخصصة لهذه المناطق، خاصة وأن بحوزة الوزارة 3500 حافلة جاهزة للتوزيع، حسب ما أكّده وزير التربية في وقت سابق. ومن ناحية أخرى، طالب بعض الأولياء الإسراع لتسليم المطاعم المدرسية التي يجري إنجازها خاصة بعد تدخل ميزانية الولاية لسد العجز المسجل، لأن استعمال الأقسام كهياكل للإطعام في بعض المؤسسات لا يوفر الراحة للتلاميذ، خاصة بعدما اختفت ظاهرة تقديم الوجبات الباردة للتلاميذ نهائيا حسب مسؤول القطاع بالولاية، والذي اعتبر وجود 369 مدرسة تقدّم وجبات ساخنة بالأمر المشجّع، مع تسليم 24 مطعما جديدا حسب ذات المدير الولائي، الذي أرجع العملية إلى مساعدة الوالي للقطاع، وهذا لضمان تحسين ظروف التمدرس والخدمات، يشير محدثنا. لكن ما يتطلّع إليه الأولياء هو مد المؤسسات الإبتدائية الريفية بحصص من مناصب التشغيل لسد النقص المسجل على مستوى نظافة الأقسام والهياكل الخدماتية كالإطعام، مع التفكير في تعويض التجهير القديم داخل الحجرات التي صارت بها الطاولات والكراس بحاجة إلى تجديد، وهو ما أكّده لنا رئيس مصلحة التجهيز بالمديرية، حيث أوضح أنّ هناك مدارس تمّ التكفل بها في انتظار حصص أخرى لتجاوز المشكلة.