أكد مدير الإذاعة الوطنية السيد توفيق خلادي على التحديات التي تواجه الإذاعات الجزائرية، من أجل الحفاظ على مكانتها، مشيرا إلى أنها تسعى دائما إلى تنفيذ برامج وتقديم ما يخدم المستمع من إعلام موضوعي ونزيه.. وقال خلادي خلال احتفالية إحياء العيد السابع عشر للإذاعة الثقافية التي احتضنتها قاعة عيسى مسعودي بالإذاعة الوطنية، إن الجزائر كانت تملك قبل 50 عاما إذاعة واحدة، لتدخل بعد ذلك معركة البناء لتقديم إعلام هادف يحقق له مكانته في ظل العولمة. وأضاف أن الإذاعة الثقافية أضحت اليوم تحتل مكانة هامة وسط الإذاعات المتواجدة على المستوى الوطني، حيث تعمل على تقديم شبكة برامجية تجلب المستمع إليها، لتصبح مرآة لثقافة الشعوب، معتبرا أن من ليست له ثقافة قوية لا مكانة له، وبذلك هم يعملون على تنوير الإذاعة بتقديم لها كافة الإمكانيات اللازمة للنهوض بها أكثر، وفي سياق حديثه عرج خلادي إلى الحديث عن قانون الإعلام الجديد، الذي قال عنه إنهم يعملون جاهدين على أن يخدم الإعلامي والإعلام خدمة للمستمع بالدرجة الأولى. وتحدث خليفة بن قارة مدير الإذاعة الثقافية عن الظروف التي نشأت فيها الإذاعة، والتي قال بشأنها إنها ولدت في أحلك الظروف وفي وقت كانت الجزائر تمر بظروف عصيبة، مشيرا إلى أن الإذاعة الجزائرية كان عليها أن تحمي مولودها والإبحار به إلى بر الأمان، فقاد السفينة 03 ربان أضفوا عليها لمسة خاصة، مؤكدا أن الإذاعة الثقافية بدأت مشوارها بعشرة أشخاص هم اليوم فوج كبير عملوا على وضع شبكة الكترونية بموقع الإذاعة تعمل على ترميم المعارف وتلبية حاجات الفريق في الاطلاع على المعرفة. وأضاف بن قارة إن الإذاعة عملت على حماية الثقافة من ثقافة التفسخ في ظل انتشار العولمة، فعملت على الدفاع عنها وحمايتها وروجت للإبداع والفن، وما يخدم المستمع الجزائري. من جهته أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور محمد العربي ولد خليفة على ضرورة تجسيد التكامل بين القنوات لمواجهة المنافسة، داعيا إلى وجوب تقييد أعمالنا وتحسين مستوانا والبحث عما يعطينا مكانة في عالم تحكمه المنافسة، مشيرا إلى أهمية امتلاك الوقت ليكون في صالحنا وليس ضدنا. وقال ولد خليفة ''العالم يتقدم منذ القرن ال17 ونحن متوقفون''، مؤكدا أن الثقافة هي التي تقود الأمم وتعطي للشعب قيمته، وأضاف أن هناك انشطار لدى النخبة الجزائرية، داعيا لأن تكون هناك جزائر متعددة ضمن الهوية الوطنية، وأن يكون هناك أمن ثقافي لمواجهة المنافسة. وأثنت مديرة المعهد العالي العربي للترجمة الدكتورة إنعام بيوض على مكانة الإذاعة الثقافية وسط الإذاعات المتواجدة بالجزائر، مؤكدة على أنه من الصعب التأسيس لإذاعة ثقافية إذا لم تتخلل برامجها المتعة، على اعتبار كما تقول ''الثقافة متعة''، مشيرة إلى أن طاقمها تجاوز الصعاب ووصل إلى نوع من الخفة. من جانب آخر شهدت احتفالية الإذاعة الثقافية بعيدها ال17 تكريم 3 إعلاميين كانوا من الأوائل الذين أسسوا للإذاعة الثقافية من بينهم محمد عميري الذي أثنى على هذه المبادرة مشيرا إلى أن الظلامية التي كانت مدمرة لبلد اسمه الجزائر، جعلتهم يحملون شعلة أمل، لقيام ثقافة وقيم، فتكون فريق شاب خدر الخوف وواجه التحدي للنهوض بالثقافة وميلاد إذاعة تعنى بها. كما تم تكريم أيضا الإعلامية فاطمة ولد خصال التي اعتبرت في كلمة لها الإذاعة الثقافية الوعاء الذي تصب فيه كل الثقافات ولسان حال المثقف الجزائري، وعرجت على بداياتها في الإذاعة مؤكدة أنها وجدت في بداية مشوارها شبابا أمنت بهم، لأنهم كانوا يريدون التأسيس فعلا للإذاعة بالعمل على تقديم برامج تهم الجزائري أولا.