إجماع على دور المؤسسة في نشر المصالحة والتعريف بتعاليم الدين الحنيف أحيت أمس، إذاعة القرآن الكريم بالجزائر العاصمة، يوما دراسيا احتفالا بذكرى تأسيسها العشرين المصادفة ل12 جويلية ,1991 تحت إشراف المدير العام للإذاعة الوطنية السيد توفيق خلاّدي، وبحضور شخصيات دينية وإطارات أجمعت كلها على الدور الريادي الذي لعبته ولا تزال تلعبه هذه المؤسسة الإعلامية في نبذ مختلف أشكال العنف ونشر المصالحة وتعريف الجمهور الواسع بتعاليم دينه الحنيف. وجرى الاحتفال بالذكرى بمقر النادي الثقافي عيسى مسعودي بالإذاعة الوطنية بالعاصمة تحت شعار ''عشرون سنة في خدمة الدين والوطن من 1991 إلى ''2011 بحضور وزير الاتصال السيد ناصر مهل.ط وأكد بالمناسبة المدير العام للإذاعة الوطنية السيد توفيق خلاّدي أن ميلاد إذاعة القرأن الكريم كان عسيرا جدا بعد عملية مخاض طويلة في أوج الأزمة التي عرفتها الجزائر في سنوات التسعينيات. موضحا أن تلك الأجواء المشحونة لم تثن المؤسسة عن القيام بدورها الإعلامي الريادي المتمثل في تنوير الشباب بأمور دينهم ودنياهم وربطهم بالهوية الدينية الجزائرية، مستدلا في ذلك بمختلف المراحل التي قطعتها لاسيما في فترة بث برامج هذه الإذاعة بعدد من دول الجوار كمالي وتشاد والنيجر .. وغيرها. كما ثمّن السيد خلاّدي الجهود الجبارة التي قطعتها إذاعة القرأن الكريم في تنوير الرأي العام والجمهور العريض بمسائل دينه الحنيف ومساعدته على إزالة اللبس في مختلف الاستفسارات والانشغالات في مجالات الدين والدنيا طيلة عشرين سنة كاملة. مرجعا نجاح ذلك إلى تفاني فريق العمل الشاب المشتغل بهذه المؤسسة الإعلامية الذي استطاع رفع التحدي في تبليغ رسالة الدين الحنيف للمستمعين بفضل المادة الإعلامية القيمة والبرامج الدينية المقدمة في هذا الإطار. وأكد مدير إذاعة القرأن الكريم بالمناسبة السيد محمد زبدة على هامش المناسبة أن هذه المبادرة التشجيعية المخلدة لمرور عشرين سنة كاملة على ميلاد هذه الإذاعة تعد بمثابة وقفة عرفان وتقييم لهذه المسيرة التاريخية الحافلة بالعطاء الإعلامي الذي لاينضب. مشيرا إلى أن القائمين على تنظيم هذا الحدث أرادوا من خلاله الخروج من الطابع الاحتفالي الكلاسيكي، وهذا من خلال إثارة جملة من الأسئلة بين مختلف المشاركين على أمل أن يتم تخصيص ملتقى بحد ذاته مستقبلا يقف عند تخليد ذكرى تأسيس هذه المؤسسة الإعلامية الدينية. ومن جهته، أثنى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ أبو عمران على هامش الاحتفاء بهذه المناسبة على المسيرة الإعلامية التي قطعتها إذاعة القرآن الكريم في خدمة أمور الدين والدنيا وتلبية انشغالات الناس الفقهية، مشيدا بثمرة التواصل الدائم بين المجلس وهذه المؤسسة منذ نشأتها سنة 1991 والتي أرجعها إلى الجهود الجبارة التي يسهر على تقديمها طاقم عمل فتي. كما أبرز الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية التقدم الكبير الذي أحرزته إذاعة القرآن الكريم في فترة زمنية وجيزة، مشددا على ضرورة تطوير برامجها والاجتهاد في الأخذ بخلاصة الدراسات المعمول بها في العالم العربي والإسلامي في مجال الإعلام الديني. مذكرا بجهود الثورات الشعبية والحركة الوطنية في مجابهة الاستعمار والتي لعب فيها الدين الاسلامي دورا كبيرا في شحذ الهمم وإيقاد العزائم. وفي السياق، اعتبر الداعية الشيخ أبو عبد السلام الذي يعتبر أحد منشطي هذه الإذاعة الفتية أن ميلاد هذه الأخيرة يعد مكسبا عظيما تفخر به الجزائر والشعب بصفة عامة، مضيفا أن نشأتها العسيرة جاءت استجابة لانشغالات الجمهور الواسع الذي يتزايد إقباله مع مرور الأيام والشهور والسنوات على سماع مختلف البرامج الدينية المقدمة في هذا الإطار. وعرف تنشيط فقرات فعاليات هذا الاحتفال بذكرى ميلاد إذاعة القرآن الكريم تقديم العديد من المداخلات القيمة حول الموضوع أشرف عليها نخبة من الدكاترة والأساتذة والمشايخ. وقدم في هذا الشأن الدكتور محمد ايدير مشنان عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف محاضرة تناولت موضوع مرتكزات الخطاب الديني في وسائل الإعلام، مشيرا إلى ضرورة مراعاة العديد من النقاط في توجيه الخطاب الديني عبر وسائل الإعلام المختلفة لاسيما الثقيلة كالتلفزيون والإذاعة والمتمثلة في المخاطب المرسل والمرسل إليه ومحتوى الخطاب الذي شدد على ضرورة إمعان تحليله وتقييمه وأكثر من ذلك جعله يتماشى مع مبادئ وقيم التعاليم الدينية السمحة. كما نظمت محاضرات أخرى قدمها أساتذة جامعيون حول الفتاوى عبر وسائل الإعلام الثقيلة والإعلام الديني المحتوى والتأثير ودور الفضائيات الدينية في الخطاب الديني.